تلوّث الهواء أثناء الحمل يبطّئ نضج أدمغة الرضّع

09:05AM

كشفت دراسة حديثة مشتركة بين مستشفى ديل مار، ومعهد برشلونة للصحة العالمية، ومركز البحوث الوبائية والصحة العامة، عن ارتباط مقلق بين تعرّض الحوامل لتلوّث الهواء وتباطؤ نضج الدماغ لدى الأطفال حديثي الولادة. وأظهرت النتائج أن ارتفاع مستويات الجسيمات الدقيقة المحمولة جوًا (PM2.5) أثناء الحمل يرتبط بإبطاء عملية «الميالينة» المسؤولة عن تغليف الألياف العصبية وتحسين كفاءة نقل الإشارات.

ويُعدّ هذا البحث الأول من نوعه الذي يركّز على تطوّر الدماغ خلال الشهر الأول من الحياة؛ إذ حذّر الباحثون من أن أي خلل في وتيرة النضج—تباطؤًا كان أم تسارعًا غير طبيعي—قد يترك آثارًا سلبية لاحقة على الصحة العصبية والقدرات الإدراكية.


وقال جيرارد مارتينيز-فيلافيلا، من وحدة التصوير بالرنين المغناطيسي في مستشفى ديل مار: «تبيّن دراستنا بشكل واضح أن الميالينة—بوصفها مؤشرًا حيويًّا على نضج الدماغ—تسير بوتيرة أبطأ لدى الرضّع الذين تعرّضت أمهاتهم لمستويات أعلى من تلوّث الهواء خلال الحمل». وتتميّز جسيمات PM2.5 بصغر حجمها الشديد—أرفع بنحو ثلاثين مرّة من سُمك الشعرة—وتتكوّن من نواتج احتراق ومركّبات عضوية سامة، إلى جانب عناصر مثل الحديد والنحاس والزنك التي تؤدّي أدوارًا مهمّة في تطوّر الدماغ.


واعتمدت الدراسة على متابعة حوامل في ثلاثة مستشفيات كبرى ببرشلونة، وخضع 132 رضيعًا لفحوص رنين مغناطيسي متقدّمة خلال الشهر الأول لتقييم تقدّم الميالينة. وكشفت النتائج علاقة واضحة بين ارتفاع التعرّض للجسيمات الدقيقة أثناء الحمل وتراجع مستوى الميالينة. وقال جوردي سونير من معهد برشلونة للصحة العالمية: «تمثّل هذه النتائج جرس إنذار يستدعي مضاعفة الجهود لتحسين جودة الهواء في مدننا، إذ إن الإجراءات الحالية غير كافية لبلوغ المعايير المطلوبة».


وتفتح الدراسة آفاقًا لفهم الوتيرة المثلى لنضج الدماغ خلال الحمل، وتبرز دور الأم والمشيمة كخط دفاع لحماية النمو العصبي للجنين، مؤكِّدة ضرورة كبح تلوّث الهواء حمايةً لصحة الأجيال المقبلة.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa