أصوات البشر تُرعب حيوانات السافانا أكثر من زئير الأسود

07:57AM

تُعدّ الأسود أكبر المفترسات البرّية التي تصطاد جماعيًا وتثير الفزع في قلوب معظم الحيوانات، لكن تجربة ميدانية كشفت أن ثمة صوتًا أشدّ إهابةً لدى الكائنات في الغابة—including الأسود نفسها—هو صوت البشر.

وبحسب موقع «ساينس أليرت»، أظهرت أكثر من عشرة آلاف تسجيل للحياة البرّية في السافانا الإفريقية أن 95% من الأنواع تُبدي رعبًا شديدًا عند سماع حديث البشر. وفي بحثٍ منشورٍ في مجلة «كارنت بيولوجي» (Current Biology)، قال عالم الأحياء المتخصص في الحفاظ على البيئة مايكل كلينتشي، من جامعة ويسترن الكندية، عام 2023: «الخوف من البشر متجذّر وواسع الانتشار. ثمة فكرة تقول إن الحيوانات ستعتاد على البشر إذا لم تُصَد، لكننا أثبتنا أن هذا غير صحيح».


وفي دراسة أخرى، قامت عالمة البيئة في الجامعة نفسها ليانا زانيت وزملاؤها بتشغيل مجموعة من الأصوات عند برك المياه في حديقة كروغر الوطنية الكبرى بجنوب إفريقيا وتسجيل ردود الأفعال. تضم المنطقة المحمية أكبر تجمّع متبقٍ من الأسود (Panthera leo) عالميًا، ما يجعل الثدييات الأخرى مدركةً تمامًا للخطر الذي تمثله هذه المفترسات.

وبثّ الباحثون محادثات بشرية بلغات محلية—التسونغا والسوتو الشمالية والإنجليزية والأفريكانية—إلى جانب أصوات مرتبطة بالصيد مثل نباح الكلاب وإطلاق النار، كما شغّلوا أيضًا أصوات تواصل الأسود. ويشرح كلينتشي: «كانت تسجيلات الأسود لزمجرتها في سياق تواصل غاضب، كأنها محادثة، وليست زئيرًا عدائيًا متبادَلًا، ما يجعل المقارنة مباشرة مع حديث البشر العادي».


وأظهرت التجارب أن نحو 19 نوعًا من الثدييات كانت أكثر ميلًا—بمقدار الضعف—لمغادرة برك المياه عند سماع أصوات بشرية مقارنة بأصوات الأسود أو حتى أصوات الصيد. وشملت القائمة وحيد القرن والفيلة والزرافات والفهود والضباع والحُمر الوحشية والخنازير البرية، وبعضها يشكّل خطرًا بحدّ ذاته.


وخلص البحث إلى أن سماع الأصوات البشرية تحديدًا هو ما يثير أعلى درجات الخوف، بما يشير إلى إدراك الحيوانات البرّية أن البشر يمثّلون الخطر الحقيقي، فيما تُعد الاضطرابات الأخرى—مثل نباح الكلاب—مؤشرات أقل خطورة. ونظرًا إلى الانتشار البشري الواسع، فإن الهرب منّا لا يكون سوى حلٍ مؤقت، ما يعني تجدّد خوف هذه الثدييات مرارًا. وقد لا يكون ذلك جيدًا للأنواع التي تعاني أصلًا تراجعًا عدديًا، ومنها الزرافات؛ إذ تفيد أبحاث سابقة للفريق بأن استمرار الخوف وحده قادر على خفض أعداد الفرائس عبر الأجيال.


ويخلص كلينتشي: «لا يقتصر التهديد على فقدان المواطن الطبيعية وتغيّر المناخ وانقراض الأنواع—وهي قضايا بالغة الأهمية—بل إن مجرد وجودنا في المشهد الطبيعي يُعد إشارة خطر كافية لإطلاق استجابة قوية لديهم. إنهم مرعوبون من البشر أكثر بكثير من أي مفترس آخر».


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa