07:27AM
كتب آلان سركيس في نداء الوطن:
تسيطر الضبابية على الموقف اللبناني. ولا يوجد أي مؤشر على حسم الأمور قريبًا. ويظهر من تعاطي المسؤولين أن التفاوض مع إسرائيل عيب رغم أنه قد يفتح باب الحلول أمام لبنان.
سجّلت المرحلة الأخيرة تطورًا في سياسات المنطقة. انكسرت المحرّمات وسقطت. لكن لا تزال هناك عقلية مسيطرة في لبنان مشتقة من براثن نعرات القوميات و«البعث» وزاد «حزب الله» من تعمّقها على الساحة اللبنانية.
ينسى بعض المسؤولين في لبنان أنّ معظم الدول العربية التي دفع البلد ثمن قتاله من أجلها طبّعت مع إسرائيل، ودول أخرى تسير من المركب نفسه، وها هي سوريا «قلب العروبة النابض» كما كان يُطلق عليها تدخل بمفاوضات مع تل أبيب. وليس بعيدًا عن كل هذا، دخلت حركة «حماس» في اتفاق غزة بعدما أغرقت المنطقة في حرب إسناد وضربت القضية الفلسطينية ودمّرت غزة ولبنان.
مشاكل كثيرة عالقة بين لبنان وإسرائيل، وفتح رئيس الجمهورية جوزاف عون بابًا للتفاوض غير المباشر مع إسرائيل، وناقش هذا الملفّ مع رئيس الحكومة نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي أبقى الموضوع عند الميكانيزم في محاولة لفرملة الاندفاعة، ولا يملك الأخير وحده سلطة التقرير، بل يحتاج إلى موافقة «حزب الله»، و»الحزب» ينتظر الضوء الأخضر من إيران لأنها تدير سياسته وفق مصالحها.
بعد كل حرب تحصل، تجرى عملية تفاوض وهذا ليس جديدًا، أما القول إن الموضوع مع إسرائيل مختلف لأنها دولة عدوة، فهذا أمر غير منطقي، لأن الحروب بين الدول تحصل بين الأعداء وليس بين الأصدقاء، وحروب ألمانيا وفرنسا التي أشعلت الحربين العالميتين الأولى والثانية كانت فاتورتها باهظة من حيث قتل وجرح ملايين البشر وتدمير قلّ نظيره هو الأكبر في تاريخ البشرية.
ولا ينسى أحد كيف فاوض «حزب الله» إسرائيل عبر وسطاء ألمان لاسترداد الأسرى، وكيف كان برّي، وكيل «حزب الله»، المفاوض الرئيسي مع الأميركيين وألزم الدولة اللبنانية بالتخلي عن خطّ 29 البحري والتراجع إلى خطّ 21، لأن مصالح «الحزب» وإيران كانت تقضي بتقديم هدايا لإسرائيل.
يختلف الوضع اليوم، «حزب الله» معزول داخليًا وعربيًا وغربيًا، وفي وضع لا يحسد عليه، لذلك لا يستطيع التحكّم بمسار المفاوضات، وإذا كان بري وكيل «الحزب» يحاول عرقلة المفاوضات، إلا أن وجود رئيس جمهورية يتحدّث مباشرةً مع الأميركيين والأوروبيين سيفقده دوره الذي اطلع به أثناء التفاوض على الحدود البحرية، وبالتالي، سيحتكر عون حق التفاوض وفق المادة 52 من الدستور، وهو وإن كان يتشاور مع برّي وسلام والوزراء، إلا أنه يملك وحده هذا الحق، وهذا الأمر يدفع «الثنائي الشيعي» إلى محاولة عرقلة أي مفاوضات غير مباشرة، لأنهم لأول مرّة لن يتحكّموا بمسار التفاوض.
ومن جهة ثانية، لا تزال الأمور في بداياتها، فلبنان يريد بدء إسرائيل عملية الانسحاب وإرسال رسائل إيجابية وتطمينية لم تصل لكي ينطلق مسار التفاوض غير المباشر، ومن دون ضمانات أميركية لا يمكن السير بهذا الموضوع، إذ لا يمكن للبنان البدء بالعملية من دون امتلاكه أوراق قوّة في يده.
ولا يستطيع لبنان الذهاب أكثر في العناد حتى لو أراد «حزب الله» ذلك. وكان موقف الموفد الأميركي توم برّاك واضحًا وكأنه رسالة تحذير أخيرة للبنان من مغبّة رفض التفاوض، ما يعني إطلاق يد إسرائيل للتصرّف وهذا يعني عودة الحرب وتعريض البلد للتدمير.
أمام المسؤولين اللبنانيين فرصة جديدة لإنقاذ الوضع، والمسؤولية الأكبر تقع على عاتق عون الذي يعرف خطورة الوضع وإلى أين سيذهب في ظل سياسة «الحزب» وبري، والكلام الأميركي مع رئيس الجمهورية يحمل دلالات مهمّة، المطلوب نزع سلاح الميليشيات وعلى رأسها «حزب الله»، والانطلاق نحو عملية سلام جديدة تأتي في سياق اتفاق غزة، فهل يذهب لبنان إلى تفاوض الشجعان أو يبقى «حزب الله» مسيطرًا على القرار ويفتح باب الحرب واسعًا أمامه؟
المصدر : نداء الوطن
شارك هذا الخبر
وزارة الاشغال : المباشرة بإزالة التعدّيات على عقار مصلحة السكك الحديد في عاريا
الراعي: للمغتربين حقّ انتخاب نوابهم الـ128
عصابة توهم المواطنين بـ بيع "دولارات مجمدة" بقبضة المعلومات
رازي الحاج يحذّر من جرّ لبنان إلى حرب ويدعو الحكومة لموقف واضح
في الطقس: ارتفاع إضافي في درجات الحرارة
وزير الصحة: فحوص التشخيص المبكر لسرطان الثدي مجانًا!
بعد فضيحة التزوير... مدير جديد لكلية الحقوق وإعفاء السابق
متري: نحو علاقة ندّية مع سوريا واتفاق قضائي لتسريع ملف السجناء والمحاكمات
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa