قبلان: الحلّ بلبننة القضايا الانتخابية بعيداً من الإستثمار بلعبة الثأر

04:31PM

أصدر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان البيان الآتي: "لأنّ التمثيل النيابي قيمة مصدرية للسلطة والمؤسسات وواقع خياراتها الوطنية، ولأنّ الأزمة الوطنية تمرّ باختبار صعب، ولأننا نريد بعضنا البعض وخيارنا لبنان وعائلته الوطنية، ولأنّ الخصومة السياسية تتحول أحياناً إلى انقسام على البلد، ولأنّ حماية التأسيس الوطني يمر بقوانين صارمة فوق طائفية، ولأننا نريد لبنان صيغة انتخابية عابرة للمناطق والطوائف ولو ضمن الممكن الحالي، ولأننا لا نريد الفرصة الإنتخابية ساحة للتصفية الوطنية، فإنّ المطلوب الإلتفات إلى حقيقة أن البلد يعاني من ضغط دولي إقليمي صاخب وله نفوذ بكل مفاصل البلد. ولا مجال للإنكار".

وقال: "لذلك حماية لبنان تمر بالمعايير القهرية الضامنة للروابط الوطنية بعيداً من حفلات البكاء الديموقراطي المكشوفة، وما نريده لبنان التمثيلي بسياق آلية انتخابية ضامنة بعيداً من الصيد الخارجي، والتمثيل هنا يجب أن يكون وظيفة وطنية لا وظيفة تجارية أو طائفية أو صفقة عابرة للبحار، خصوصا أنّ البلد يعاني من أزمة ثقة وخصومة عمودية".

أضاف: "ولأننا نريد المزيد من الحماية الوطنية أقول: التساوي المعياري بين القوى الانتخابية وفقاً للصيغة الوطنية ضرورة وجودية لا يجوز نسفها، وهذا ما تنسفه العقدة الطائفية واختلاف المساحة الجغرافية التمثيلية وفوارق عدد الناخبين وفرص القيام بحملات انتخابية دون خوف أو ملاحقات أمنية وقضائية، كما هي الحال ببعض البيئات الدوليّة بخصوص مقاعد المغتربين الإفتراضية".

تابع: "ولأننا نعاني من ظروف وطنية معقدة، المطلوب مجلس نيابي يعكس التوازنات الضامنة للروابط الوطنية بعيداً من الخرائط التشغيلية للأوكار والبيئات الخارجية التي تصر على إنتاج هوية لبنان التمزيقية، وهنا أقول للبعض: لعبة الثأر تزيد من كسر أعمدة البلد، والإصرار على لغة الغلبة لا تفيد، وقصة قمع الديموقراطية هنا وهناك ليست أكثر من دعاية تاجر انتخابي، وفي هذا المجال مطلوب مجلس نيابي ضامن للبنان لا ضامناً للمكابس العددية، والحل بمجلس يغلب عليه حسّ العائلة اللبنانية بعيداً من حصّالة الأرقام التي تشغل بال بعض مجانين البيع الوطني، والنقاش بمقاعد المغتربين يمر بالمبادئ المعيارية للعدالة الانتخابية وواقع تمثيلها وحيثية واقعها الوطني وفرص حملاتها المتكافئة وما يلزم عليها من الجهة الضامنة وهذا غير موجود في كثيرٍ من بيئات الخارج ويتعارض بشدة مع الميثاقية التأسيسية والسيادية للبنان. وما نريده تمثيلا انتخابيا يليق بحزب لبنان لا حزب الطوائف والصفقات الدولية، بخاصة أنّ البعض لا يعرف من الانتخابات النيابية إلا الآلة الحاسبة وما يلزم من كراسي الصفقات السياسية، والحل بقوى انتخابية تحسب مقاعدها النيابية بعدد أوجاع الناس لا بعدد الكراسي المحسوبة على اللعبة الدولية، والمطلوب مبدأ وطني لا مقعد انتخابي، والفرق بين الإثنين كبير وواضح، والبرغماتية من دون أخلاق سرطان انتخابي وضياع للبنان، وأي تمثيل بلا روابط وطنية ومسؤولية عابرة للطوائف سيزيد من تمزيق أعمدة البلد، وخيارنا البلد لا العدد،".

وختم: "الحل بلبننة القضايا الانتخابية بعيداً من الإستثمار بلعبة الثأر والخيارات الخارجية الصادمة، ولبنان إلى أين؟! يتوقف على طبيعة القانون الإنتخابي والعدالة المعيارية والحقيقة التمثيلية للحملات الانتخابية ومشاريع تحالفاتها، وأي تفريط بالواقع التمثيلي الحقيقي للبنان ومصالحه الوطنية والسيادية يضرب صميم مشتركات البلد ويضع الطوائف في وجه بعضها البعض، لذلك لا نريد إدارة الإنتخابات النيابية كغنيمة ثأر، كما لا نريد تضييع لبنان بسبب ضياع المعيار الوطني الضامن للعائلة اللبنانية".

كان المفتي قبلان استقبل في مكتبه في دار الإفتاء الجعفري، المستشار الثقافي الايراني في لبنان محمد رضا مرتضوي، وكان لقاءً تعارفياً تم خلاله التباحث في الأوضاع العامة في البلاد وسبل التعاون الثقافي بين لبنان والجمهورية الإسلامية في إيران.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa