بين مطرقة بري وسندان باسيل

07:24AM

كتب الدكتور شربل عازار: 

صرّح دولة الرئيس نبيه برّي في حديث صحفي قائلاً:

"اعطيني وِحدَة بين اللبنانيّين أعطيك النصر الأكيد على إسرائيل".

دولة الرئيس، نحن أغلبية الشعب اللبناني من كلّ المذاهب والمناطق، ندعوك للوِحدَة تحت سقف الدستور والقوانين فلا يكون هناك في وطننا "إبن سِت وإبن جارية".

 بينما فريقكم يدعونا للانصياع لهَيمَنته خارج كلّ دستور وكلّ قانون، فيما هو يعمل لصالح دولة خارجيّة ولصالح "محور ممانع" لم  يَمنَع إلّا قيام دولة فعليّة في لبنان بِفِعل وَهرَة السلاح والتحكّم بمفتاح مجلس النواب. 

من ناحية أخرى، يَجول النائب جبران باسيل في الداخل والخارج في حركة تهدف الى تبرير كلّ ما أخطأ به "تيّاره"، والى تبرير ما لم ينجزه خلال عشرين عاماً بالرغم من ترؤسِّه لأكبر كتلة نيابيّة ووزاريّة على مدى عشرين سنة، وبالرغم من استفراده بكامل الحصّة المسيحيّة في الدولة في عهد رئاسي امتدّ لتسع سنوات، ست سنوات  برئاسة "مورثّه" الرئيس ميشال عون وثلاث سنوات بعدها في عهد الفراغ الرئاسي حيث حَكَمَت حكومتُه نفسها.

وبعد كلّ هذا الفشل الذريع في عدم تحقيقه إنجازاً واحداً يفتخر فيه طيلة هذه الفترة، يظهر  باسيل على المنابر والشاشات ليخبرنا عن "رؤيته الثاقبة" في كيفيّة إدارة البلد وبناء الدولة فيما لو كان هو في السلطة!!!

 وتبلغ به الوقاحة أن يسألك "أين أصبح التحقيق في انفجار مرفأ بيروت بعد خمس سنوات على وقوعه في العام ٢٠٢٠؟"

 وقد خانته ذاكرته فَنَسيَ وَعد "حَميه الرئيس" للشعب اللبناني بكشف حقيقة التفجير خلال خمسة أيام فقط انتهت في ٩ آب ٢٠٢٠؟ 

ويسأل باسيل أين أصبح التدقيق الجنائي وإعادة الأموال التي هُرِّبَت في العام ٢٠١٩؟ أي في منتصف ولاية "حميه الرئيس" !! 

وكأنّ النائب باسيل لم يشاهد أرتال الشاحنات التي كانت تهرّب المازوت والبنزين والطحين والدواء وكلّ ما هو مدعوم الى النظام السوري البائد تحت كاميرات التلفزيونات. أَهَل كان أهْل "القَصر" نياماً أم شركاء؟؟ 

ويسأل باسيل عن الكهرباء والماء والسدود وبلوكات النفط.

 ويلقي باللائمة على وزراء اليوم الذين لا يكلّون ولا يملّون من السعي لتصحيح ما خرّبته سياسات وأفعال "التيار الحرّ" على مدى عشرين عاماً.

في إطلالته التلفزيونيّة أول من أمس، تبنّى باسيل بالكامل سرديّة الثنائي "أمل - حزب الله" بالنسبة لرفضهم تسليم السلاح وفيها أنّ المكوّن الشيعي مُستَهدَف من إسرائيل جنوباً ومن أعدائه شرقاً، ولديه هواجسه، ولا يجوز التكلّم عن حصريّة السلاح قبل أن تنسحب إسرائيل وتُوقِف اعتداءاتها وتعيد الأسرى، وقبل أن يُعاد إعمار الجنوب.

ويُكمِل باسيل أنّه لا يجوز التكلّم عن السلاح قبل أن تناقش الدولة "استراتيجيّة دفاعيّة" يكون السلاح و"المقاومة" جزءاً منها.

نعم هذا هو موقف جبران باسيل الحقيقي والمُعلن بالنسبة للسلاح.

 النائب جبران باسيل هو جزء لا يتجزّأ من "محور الممانعة"، مهما تلاعب بألفاظه، ويسألونك لماذا تلفظونه !!

ولأنّه من صلب "محور الممانعة"، ولأننا على عتبة الانتخابات النيابيّة، وخوفاً من الصوت الاغترابي الذي سيصبّ في "صندوق" الدولة - الدولة وليس في صندوق "الدولة - الدويلة"، فالنائب باسيل يتقاطع مع الرئيس برّي الذي يُسَوِّق لنظريّة "أنّ انتخاب المغتربين لل ١٢٨ نائباً في لبنان حسب سجلات نفوسهم هو إقصاء للطائفة الشيعيّة"  لذلك، فالعمل جارٍ بينهما، وبإصرار، على طَحنِ صوت الاغتراب بين "مطرقة" برّي البرلمانيّة و"سندان" باسيل الشعبوي.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa