أفاد مسؤولان كبيران بأن الأجهزة السورية أحبطت خلال الأشهر القليلة الماضية مؤامرتين منفصلتين لتنظيم «داعش» استهدفتا اغتيال الرئيس أحمد الشرع، ما يسلّط الضوء على تهديد مباشر له مع سعيه لترسيخ سلطته بعد حربٍ أهلية دامت 14 عامًا. وأوضح المصدران—أحدهما أمني سوري وآخر من الشرق الأوسط—أن إحدى المحاولتين كانت تستهدف مشاركة رسمية مُعلنة مسبقًا، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل لحساسية القضية.

تأتي هذه المعطيات قبيل لقاء الشرع اليوم الإثنين بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، فيما تستعد دمشق للانضمام إلى تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم المتشدد. ومنذ تولّيه السلطة في كانون الأول الماضي، يحاول الشرع تقديم نفسه كقائدٍ معتدل وحشد دعمٍ لإعادة تأهيل سوريا وبنائها، في تحولٍ عن الحقبة السابقة التي اتسمت بتحالف وثيق مع روسيا وإيران نحو علاقات أقوى مع الغرب والعالم العربي.

وأطلقت وزارة الداخلية السورية مطلع الأسبوع حملة واسعة ضد خلايا «داعش» في أنحاء البلاد، أسفرت عن توقيف أكثر من 70 مشتبهًا بهم، استنادًا إلى معلوماتٍ تفيد بتخطيط عمليات تستهدف الحكومة وأقليات دينية. وتُعد الحملة—وفق مصادر أمنية—رسالة بأن المخابرات السورية اخترقت التنظيم، وأن الانضمام الرسمي للتحالف المناهض له سيعزّز الجهود العالمية ضده.

يُذكر أن الشرع، الذي كان يقود «هيئة تحرير الشام» بعد فك ارتباطها بتنظيم القاعدة عام 2016، خاض مواجهات مع «داعش» لأكثر من عقد، ونفّذ اعتقالات وعمليات عسكرية ضد خلاياه في إدلب. وبعد سقوط الأسد، حاول التنظيم العودة إلى المشهد وهاجم رواية الشرع بالانفتاح على الغرب. وفي  حزيران الماضي، قُتل 25 شخصًا بتفجيرٍ انتحاري استهدف كنيسة في دمشق، واتهمت الحكومة «داعش» بالوقوف وراءه دون تبنٍ رسمي من التنظيم.

وبحسب مسؤولين سوريين، تنسّق حكومة الشرع منذ أشهر مع الجيش الأميركي في الحرب على «داعش»، على أن يعزّز الانضمام الرسمي للتحالف هذا التعاون، ويشكّل خطوةً لبناء الثقة تمهيدًا للسعي إلى رفع ما تبقى من العقوبات الأميركية قبل نهاية العام الجاري. وفيما ذكرت تقارير أن واشنطن تستعد لوجودٍ في قاعدة جوية بدمشق، نفت وسائل إعلام سورية رسمية صحة ما ورد دون تفصيل.