07:08AM
جاء في “نداء الوطن”:
أثار بناء إسرائيل جدارًا أسمنتيًا جديدًا، خلف الخط الأزرق مقابل بلدتي مارون الراس وعيترون، وعلى امتداد المساحة المقابلة لسهل يارون وصولًا إلى موقع الحدب داخل الأراضي الإسرائيلية، قلقًا في أوساط أبناء المنطقة الذين تخوّفوا من خرق إسرائيل السيادة اللبنانية واحتلال أراض جديدة، بعد سلسلة من جولات التصعيد العسكري والغارات والاستهدافات الإسرائيلية التي طالت جميع المناطق اللبنانية.
في هذا السياق، أعلنت “اليونيفيل” أمس في بيان أن “في تشرين الأول، قامت قوات حفظة السلام بمسح جغرافيّ لجدار خرساني على شكل T، وتبيّن أنه تجاوز الخط الأزرق، ما جعل أكثر من 4000 متر مربع من الأراضي اللبنانية غير متاحة للشعب اللبناني”. وأشارت “اليونيفيل” إلى أنها “أبلغت الجيش الإسرائيلي بنتائج المسح مطالبة بنقل الجدار المذكور”. في المقابل، نفى الجيش الإسرائيلي، بناء جدار داخل الأراضي اللبنانية ردًّا على اتهام “اليونيفيل”.
هذا الجدار الجديد – القديم الذي تبنيه إسرائيل وبحسب تأكيد أكثر من جهة محلّية، وخلال عملية البناء، تخطت آليات الجيش الإسرائيلي ولبعض الوقت الخط الأزرق، إذ قامت بأعمال تجريف واسعة في محيط “جبل الباط” قرب عيترون.
تأتي هذه التحصينات العسكرية استكمالًا لمشروع كانت قد بدأته إسرائيل منذ أكثر من عشر سنوات، عبر استحداث جدار أسمنتيّ يصل ارتفاعه في بعض النقاط إلى 18 مترًا، ويفصل مستوطناتها كافة عن البلدات اللبنانية الجنوبية الملاصقة للحدود “بهدف حماية وتعزيز أمن المستوطنات ومستوطنيها من أي عمليات تسلّل من الجانب اللبناني”، بحسب تعبير الجهات الإسرائيلية.
إذًا، كانت إسرائيل قد باشرت عام 2012 بناء جدار أسمنتي في المناطق الحدودية الشمالية المتاخمة للقرى اللبنانية، وتمثل برفع بلوكات أسمنتية جاهزة في بلدة كفركلا المتاخمة لمستوطنة المطلة، وتوسّعت حتى وصلت إلى بلدة العديسة ومستوطنة مسكاف عام. عام 2023، تابع الجيش الإسرائيلي عملية بناء الجدار الأسمنتي عند الحدود مع لبنان، وانطلق ببناء جدار جديد من رأس الناقورة ومستوطنات شلومي وحانيتا وزرعيت، بالإضافة إلى نقاط حدودية أخرى في القطاع الأوسط، ولم يفد عن تسجيل خرق للخط الأزرق. وتوقف العمل بسبب “حرب الإسناد”، التي أعلنها “حزب اللّه” في 8 تشرين الأول 2023. وفي سنة 2025، أعاد الجيش الإسرائيلي بناء الجدار الأسمنتي في منطقة “جل الدير” عند حدود مستوطنة أفيفيم، وصولًا إلى المالكية، بالإضافة إلى المنطقة المقابلة لبلدة يارون.
يقول الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الركن المتقاعد سعيد القزح لـ “نداء الوطن”، إنه “يتم بناء الجدار الأسمنتي الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، في المنطقة الواقعة خلف الخط الأزرق (Blue Line)، وهو خط الانسحاب الذي حدّدته الأمم المتحدة. وهذا حسب ما أعلنته اليونيفيل”.
وأشار إلى أن الجدار “يهدف إلى تحقيق أهداف أمنية وعسكرية إسرائيلية أساسية على طول الحدود مع لبنان، أبرزها تعزيز الأمن لسكان المستوطنات والهدف المعلن والرئيس هو: توفير حماية ماديّة مباشرة للمستوطنات والمواقع الإسرائيلية القريبة من الحدود (مثل المطلة، وأفيفيم)، ومنح شعور الأمان للسكان المعرّضين للتهديدات، لا سيّما أن تلة مارون الراس تتحكّم بمستوطنة أفيفيم كونها أعلى جغرافيًا منها، وهناك مسافة تقرب من كيلومتر واحد بينهما وتتميّز بأنها أرض سهلية، يسهل التنقل بها إن لم توجد أي عوائق”.
وأضاف أن “الجدار يوفر بارتفاعه الكبير (الذي يصل إلى 8 أو 9 أمتار)، غطاءً ماديًا للمستوطنين والجنود ضد نيران القناصة والصواريخ المضادة للدروع القادمة من الجهة اللبنانية، ما يقلل من الإصابات في المناطق المكشوفة. ويشكل حاجزًا فعليًا صعب التجاوز، يبطئ أو يمنع محاولات تسلّل الأفراد. وتصميمه الهندسي (كالخرسانة المسلحة) يجعل عملية اختراقه تستغرق وقتًا طويلًا وتحتاج إلى معدّات ثقيلة، ما يتيح للجيش الإسرائيلي وقتًا لردّة الفعل واستيعاب أيّ تسلل أو هجوم مفاجئ”.
وبحسب القزح “يعتبر الجدار منصة للمراقبة إذ يُدمج عادةً مع تقنيات مراقبة متقدّمة، تشمل: أبراج مراقبة عالية، كاميرات عالية الدقة، وأجهزة استشعار حساسة لكشف أي حركة أو محاولات تخريب أو حفر أنفاق على مقربة منه. وأيضًا يحجب الجدار الرؤية البصرية المباشرة من الجانب اللبناني، ما يحدّ من قدرة عناصر المراقبة والاستطلاع على رصد مواقع الجيش الإسرائيلي وتحركاته وخططه”.
شارك هذا الخبر
باسيل من دورس: عندما يسقط البقاع يسقط كل لبنان
حملة مداهمات إسرائيلية في الضفة: اعتقالات وإزالة صور شهداء
عاصفة رعدية تُخرِج محولي محطة كهرباء النبطية من الخدمة وتقطع التيار عن 30 بلدة
انسداد فوهات تصريف النفايات يسبب تجمع المياه… والوزارة تتدخل فورًا
حماس: غزة تتعرّض لحرب إبادة مقنّعة… والأمطار تُغرق خيام النازحين
بري: الانتخابات في موعدها… والودائع «مقدسة» ولا خلاص إلا بالوحدة
الصين تحذّر مواطنيها من السفر إلى اليابان وسط تصاعد التوتر بسبب تايوان
برّي: ما في لبناني بيحكي متل التاني أمام الأميركي
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa