ترامب يلوّح بالحوار مع مادورو وسط تصعيد عسكري

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه لا يستبعد إجراء مناقشات مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وذلك رغم الحشود العسكرية الأميركية المتزايدة في البحر الكاريبي قرب فنزويلا.

وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، أوضح ترامب، رداً على سؤال حول ما إذا كانت إدارته تناقش مع الكونغرس استهداف أصول مادورو أو البنية التحتية في فنزويلا، أن القانون يتيح لواشنطن القيام بذلك، لكنه أشار إلى أن القرار لم يُتخذ بعد، مضيفاً أن "الإدارة قد تناقش الأمر مع مادورو" وأن "الأمور لا تزال قيد التقييم".

وشدد الرئيس الأميركي على أن بلاده "لن تسمح بدخول المخدرات عبر المكسيك أو فنزويلا"، مؤكداً أن هذه الإجراءات لا تتطلب الحصول على موافقة الكونغرس، في ظل ما وصفه بـ"الدعم الكبير من دول أخرى" في ما يتعلق بجهود مكافحة المخدرات. كما اتهم فنزويلا بإطلاق سراح جميع نزلاء السجون لديها باتجاه الولايات المتحدة.

وتشير تقارير إعلامية أميركية، من بينها شبكة "سي إن إن"، إلى أن ترامب تلقى خلال الأسبوع الماضي سلسلة من الإحاطات رفيعة المستوى، قدّم خلالها مسؤولون خيارات لعمليات عسكرية محتملة داخل فنزويلا، تتدرج من ضربات جوية لمواقع عسكرية أو حكومية أو طرق تهريب المخدرات، وصولاً إلى خيارات أكثر مباشرة تستهدف الإطاحة بمادورو.

وبالتوازي مع ذلك، حشد الجيش الأميركي أكثر من 12 سفينة حربية ونحو 15 ألف جندي في المنطقة، ضمن عملية عسكرية وصفها البنتاغون باسم "عملية الرمح الجنوبي"، في سياق ما تعتبره واشنطن جهداً للحد من تدفق المهاجرين غير النظاميين وتهريب المخدرات، مع عدم استبعاد أن تكون جزءاً من ضغوط أوسع على نظام مادورو.

وكان ترامب قد صرّح للصحفيين، على متن الطائرة الرئاسية الجمعة، بأنه بات "أقرب" إلى اتخاذ خطوة في هذا الملف، مؤكداً أنه اتخذ قراره "إلى حد ما"، من دون الكشف عن طبيعة هذا القرار.

وفي تطور مرتبط، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عزمها تصنيف "كارتل دي لوس سولس" منظمة إرهابية أجنبية ابتداءً من 24 تشرين الثاني 2025. وأوضحت في بيان أن هذه المنظمة تتخذ من فنزويلا مقراً لها، ويقودها مادورو وشخصيات رفيعة المستوى من نظامه، متهمةً إياهم "بإفساد الجيش وأجهزة المخابرات والسلطتين التشريعية والقضائية في فنزويلا".

وأكد البيان أن مادورو وأعوانه "لا يمثلون الحكومة الشرعية لفنزويلا"، محمّلاً "كارتل دي لوس سولس"، بالتعاون مع منظمات إرهابية أخرى مصنّفة مثل "ترين دي أراغوا" و"كارتل سينالوا"، مسؤولية العنف الإرهابي في أنحاء واسعة من نصف الكرة الغربي، إلى جانب تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة وأوروبا.

ووفق ما نقلته "سي إن إن" عن مصادر مطلعة، قدّم مسؤولون أميركيون، بينهم وزير الدفاع بيت هيغسث ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين، إحاطة لترامب يوم الأربعاء، أعقبها اجتماع أمني موسّع في غرفة العمليات بالبيت الأبيض، شارك فيه وزير الخارجية ماركو روبيو ومسؤولون كبار آخرون. وخلال الاجتماعين، استعرض الرئيس الأميركي وفريقه مجموعة واسعة من الخيارات العسكرية والسياسية للتعامل مع الوضع في فنزويلا.