منسى في ذكرى الاستقلال: رسالة رئيس الجمهورية خارطة طريق واضحة شجاعة للبنان السلام والاستقرار

 أحيت بلدية زوق مصبح ذكرى الاستقلال، في احتفال اقامته على مسرح مدرسة سيدة اللويزة، برعاية وحضور وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى،  كما حضر  النائبان نعمت افرام وفريد الخازن، الوزير السابق جوني القرم، النائب السابق شامل روكز، الرئيس العام للرهبانيّة المارونيّة المريميّة الأباتي إدمون رزق، رئيس الرابطة المارونية مارون الحلو،  رئيس البلدية إيلي صابر وأعضاء المجلس البلدي والمخاتير، رئيس جامعة سيدة اللويزة  الأب الدكتور بشارة الخوري، رئيس المدرسة الاب حنا الطيار وفاعليات عسكرية وتربوية.

بوهدير

بعد النشيد الوطني، قدم للاحتفال الإعلامي ماجد بو هدير مرحبا، وقال:"في كلّ مرّة نقف أمام الذكرى السنويّة للإستقلال، نتّقد بالحسّ الوطني ونطوّع المفردات التي من خلالها نتغنّى بلبناننا، وفي كلّ مرّة نقول هل نحن فعلاً في بلد مستقل؟، هل نحن فعلاً مستقلّون، برأينا، قرارنا، التزامنا، وأدائنا؟".

واشار الى ما قاله بالأمس رئيس الجمهورية  العماد جوزاف عون في رسالة الإستقلال:" لبنان هو حصيلة نضال قرون من أجل الحريّة من قبل أفراد وجماعات حضنتهم هذه الأرض تحت عنوان واحد: سعيهم إلى الحرية"، مؤكدا اننا" أتينا اليوم  مع بلدية زوق مصبح لنكبُر بهذه اللحظة في الثاني والعشرين من تشرين الثاني 2025 ، ولكي نرفع راية الحرية".

وختم:" إخترنا أن نترامى على تلة التاريخ اللويزيّة المريميّة في هذا المكان الذي انعقد فيه المجمع الماروني العام 1736،حينها أخذ قرارات كبيرة، ومنها إقرار إلزاميّة التعليم للبنين والبنات، أي أجيال المستقبل، أي حماة الإستقلال الحقيقي، الذي ينصقلون بالعلم، الثقافة، التربية، والمواطنية وهذا هو مشروع اللبنانية الأولى السيدة نعمت عون، بأن نبني شبابنا على هذا الأساس، وبخاصة في المدارس والجامعات.حينها ومع مزيج الحرية، التربية، والمواطنية، نحصّن الإستقلال، نؤمّن مدادَه، ونرفد كلّ مؤسسات الوطن وفئاته المجتمعيّة، وبخاصة الأمنية، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية".

الطيار

ثم تحدث الطيار وقال:"إنَّه يوم لا يُشبه سواه من الأيام في مدرسة سيدة اللويزة، إنَّه يوم للوطن ورموزه. نحن في قلب القلق الذي يلامس الخوف من مجهول ينتظرنا. نعم، الظروف صعبة والمستقبل ضبابي، لكن اليأس ليس قدرنا، بل الرجاء والإيمان بلبنان هو فعل إرادة وليس انفعال مشاعر".

تابع:"في هذا اليوم، نقف لنعيد تأكيد رسالتنا التربوية، فمدرستنا وُجِدَتْ لَا لِتُعَلَّمَ فقط، بل لِتَزْرَعَ في القلوب حب الأرض والإنسان ونربي أجيالنا لا لتحفظ فقط تاريخ الاستقلال بل لتصنع استقلالاً جديدًا".

وختم:"احتفالنا اليوم هو  تجديد للعهد بأننا سنبقى أوفياء لقيم الاستقلال، حاملين راية العلم والثقافة، مؤمنين بأنّ بناء الوطن يبدأ من المدرسة، من الفكر ومن الإبداع. فَلْتُجَدَدِ الوعد من هنا، من مدرسة سيدة اللويزة، بأننا سنبقى على العَهْدِ، نُعَلِّمُ ويُربِّي ونُحب لبنان". 

صابر

اما صابر فقال: "نقف معا على خشبة مسرح، لا في ساحة معركة، والمعركة واحدة وإن إختلفت ساحاتها: إنها معركة البقاء، معركة الدولة معركة الكرامة الوطنية التي هي في صميم معنى الاستقلال. نعلم أن الاحتفالات الرسمية ألغيت، ونعلم أيضا أن الخوف قد غلب المظاهر، وأن الأوضاع الأمنية غير مطمئنة،  لكننا نعلم أيضا أن الوطن لا يُحتفل به فقط حين يكون في أبهى حلله، بل يحتفل به أيضا وأكثر حين يكون متعبا، متألمًا، وأقرب الى الانكسار".

ولفت الى ان "إحتفال اليوم هو إصرار على أن نبقي شعلة الأمل متوهجة في وجدان أجيالنا، وعلى مسرح مدارسنا، وفي ساحات بلدياتنا. وها نحن في زوق مصبح، نحتفل على الرغم من الحزن، ونرفع العلم على الرغم من الرياح، لأن الأوطان لا تُبنى على يأس، بل على رجاء عنيد كالذي نراه في وجوهكم".

وتوجه الى الوزير منسى قائلا:"إن وجودكم بيننا هو أكثر من حضور بروتوكولي، هو رسالة دعم لجيش لبنان، لرمز السيادة، ولأملنا الدائم بقدرة هذه المؤسسة على حماية ما تبقى من الدولة. وما يُمكن أن يُبنى بعد خرابها، وعليه نرفع معا نشيدنا الوطني لا من باب الاحتفال، بل من باب التعهد أن يبقى لبنان فينا".

واكد اننا" قوم نؤمن بأن الاستقلال ليس مناسبة سنويةً نحتفل بها كسائر المناسبات، بل موقف يومي، لذا ترانا نعلم أولادنا ألا يستسلموا وألا يفقدوا الايمان بوطنهم "،

ولفت الى ان" ايماننا بوطننا أقوى من تعبه، واندفاعنا نحوه أكبر  من خيباتنا منه.وعليه، ها نحن في زوق مصبح، وعلى الرغم من ضباب الواقع نقف بإرادة لا تنكسر، نحتفل بعيد الاستقلال، لأن الايمان بالوطن أقوى من كل ظرف. وفي هذه المناسبة أتوجه الى الجيل الجديد وأقول:لا تستسلموا، ولا تدعوا التعب يطفئ نور الحلم.  إحملوا وطنكم في قلوبكم واصنعوا له استقلالاً يوميا،  في دفاعكم عن الحق والكرامة".

وبعد ان شكر صابر كل من ساهم في انجاح هذا الاحتفال ختم قائلا:" الاستقلال لا يُختزل بيوم، بل يُصنع بالفعل والارادة".

منسى

بدوره قال منسى:"لم يسبق لبلد صغير ان واجه هذا الكم من المشاكل الكبيرة . قبل الاستقلال احتلالات واضطهادات وبعد الاستقلال مخططات ومؤامرات وفتن ومحن . اليوم وفي العيد الثاني والثمانين للاستقلال ، ما زلنا نواجه اقسى الامتحانات ونترقب الاستحقاقات ونرصد التحولات ونتحسب للمفاجآت ". 

اضاف:"اليوم وفي لحظة الحقيقة وساعة المسؤولية ، وطننا يدعونا للتضحية والتكاتف والتضامن لمواجهة الصعوبات وجبه التحديات ، لأن نكون مستحقين أرث الشهداء وميراث الأنقياء وقوافل الابطال الذين جعلوا للبنان مكانة بين الامم ورفعوا اسمه على رؤوس القمم".

واشار الى انه"منذ سنوات طويلة ، منذ عقود لا بل اجيال ، نَزَفَ اللبنانيون، وضحوا وحزنوا ، لكنهم لم يستسلموا ولم ييأسوا ولم تهن عزيمتهم ولم يضعف ايمانهم . لم يرفعوا الراية البيضاء . اليوم ، وفي عيد الاستقلال ، لا بل في كل يوم باذن الله يرفعون العلم اللبناني وحده دون سواه ، يحرسه ابطال الجيش اللبناني جيش الشرعية والوطن والوحدة الوطنية اليوم وانا بينكم في كسروان ادعوكم ان تستلهموا تاريخ هذه الارض العاصية على الغزاة المرفوعة كالسيف في وجه الطغاة، وان تشخصوا بانظاركم وذكرياتكم وتاريخكم الى صخور نهر الكلب حيث عبرت ممالك وجيوش ورحلت ، وبقيت صخرة نهر الكلب علامة خالدة في سفر التاريخ. وعلى هذه الصخرة بنينا استقلالنا".

وختم:"في هذا اليوم المشهود والمناسبة الجلل،  نحيي فخامة العمادجوزف عون رأس الدولة ورئيس الجمهورية ، ونتوسم في شجاعته وحكمته ووطنيته الامل والتطلع الى لبنان ناهض من كبوته، صاعد الى قمته. ان في رسالة الاستقلال لفخامة الرئيس خارطة طريق واضحة صادقة شجاعة للبنان السلام والاستقرار والامان . عاش الاستقلال عاش لبنان ".

وكان الوزير منسى قد غرس ارزة في باحة المدرسة الخارجية  وازاح الستار عن لوحة تذكارية، فيما أدت الفنانة باسكال صقر اغان وطنية من وحي المناسبة. 

وفي ختام الاحتفال، تم توزيع جوائز مالية على الطلاب الفائزين بمسابقة الركض ومباراة الكلمة"كلمة ورسمة" في اللغات الثلاث،  التي نظمتها البلدية في 15 الحالي بين طلاب مدارس كسروان،  وتم التوقيع على العلم اللبناني وشرب الحضور نخب المناسبة.