07:22AM
كتب طوني عطية في نداء الوطن:
تصدّر اسم عضو الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية"، الدكتور جوزيف الجبيلي، أحاديث "الممانعة" ومصادرها، في محاولة لاستغلال تصريح رئيس الجمهورية جوزاف عون حول "بخ السمّ" في الولايات المتحدة، وتوظيفه لـ "دق إسفين" بين العهد و "القوات"، وزعزعة العلاقة المتينة والصريحة التي تجمع الطرفين. ماذا يقول عن هذه المسألة، وغيرها من العلاقات السياسية الأوسع بين لبنان وواشنطن؟
بداية، لا بدّ من الإشارة إلى أنه، خلال مرحلة الاضطهاد والاحتلال السوري للبنان، ساهم الجبيلي في تنظيم ورصّ صفوف "القواتيين" المنتشرين لا سيّما في الولايات المتحدة، كما كان له دور رياديّ في رفع صوت القضية اللبنانية إلى جانب نخبة من المغتربين، المؤمنين بضرورة تحرير لبنان من كلّ السموم التي فتكت به، إلى الإدارات الأميركية ومراكز القرار والتأثير.
في لقاء مع "نداء الوطن"، أكّد الجبيلي، دخول الاهتمام الأميركي بالملف اللبناني مرحلة متقدّمة من المتابعة الدقيقة، وتجلّى ذلك في زيارة الوفد المشترك إلى بيروت الأسبوع الماضي، والذي ضمّ: مستشار دونالد ترامب ورئيس مكتب مكافحة الإرهاب سيباستين غوركا، ونائبه رودولف عطاللّه، ووكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية جون هيرلي.
وقد ركّز الوفد على ثلاث نقاط أساسية:
1. نزع سلاح "حزب اللّه" بشكل واضح لا لبس فيه، كشرط للاستقرار.
2. التشدّد في مكافحة تبييض الأموال التي يشرف عليها "الحزب" وقطع الإمداد الإيراني المالي إليه.
3. دفع لبنان باتجاه مسار تفاوضيّ يفضي إلى السلام.
في الشق الأمني، تتابع واشنطن عن كثب مهمة الجيش اللبناني وقيادته في تنفيذ الخطة الأمنية، وتُسجِّل تقدّمًا، ولو بطيئًا، في هذا المسار. يحظى هذا التوجّه بدعم فريق "الميكانيزم" وقائد القيادة الوسطى الأميركية (CENTCOM) الأدميرال براد كوبر. في المقابل، يبرز فريق أكثر تشدّدًا يتقدّمه السيناتور ليندسي غراهام داخل مجلس الشيوخ الأميركي. هذا التمايز في وجهات النظر بين الجناحين، ينعكس صداه داخل البيت الأبيض، ومن الطبيعي أن يؤثّر على اتجاهات القرار الأميركي حيال لبنان.
وما يجدر التوقف عنده أيضًا، لفهم مصادر الضغط والتأثير الفعليّ داخل الإدارة الأميركية، إلى جانب تباينات أجنحتها، هو دور اللاعب الإسرائيلي. فالأخير، يتمتع بثقة كبرى لدى واشنطن مقارنة بالدولة اللبنانية، ويزوّد الأميركيين بتقارير ومستندات تزعم أن الخطة الأمنية في لبنان لم تبلغ المستوى الجدّي المطلوب. وتستند في ذلك إلى تصريحات لقيادات "حزب اللّه" تشير إلى إعادة ترميم قدراته العسكرية، ما يعزز الموقف الإسرائيلي داخل الأروقة الأميركية، ويضع الحكومة اللبنانية في موقع حرج.
إزاء هذا الواقع، يؤكّد الدكتور جوزيف الجبيلي، أن الاهتمام الأميركي بمسار التفاوض بين لبنان وإسرائيل يسير بوتيرة متقدّمة، سواء داخل الكونغرس أو في أوساط جماعات الضغط ومراكز الدراسات والأبحاث. وفي هذه النقطة تحديدًا، يشير إلى أن بيروت تتقدّم على تل أبيب، إذ لا يبدو أن الأخيرة مستعدّة حاليًا للدخول في مفاوضات، بفعل هيمنة العقل الأمني على قراراتها. فإسرائيل تُفضل حسم ملف سلاح "حزب اللّه" أولًا، قبل الانتقال إلى أيّ مسار تفاوضي.
أمّا بخصوص السفير الأميركي الجديد، ميشال عيسى، فيؤكد الجبيلي أنه يتمتع بشخصية صلبة، وأن حركته ستنشط بشكل ملحوظ، خصوصًا في ما يتعلّق بمتابعة تنفيذ الخطة الأمنية للحكومة اللبنانية وتقييم جديّتها على الأرض.
في اللقاء الذي تناول جولة أفق حول السياسة الأميركية تجاه لبنان، لا سيّما ملف الانتخابات النيابية، شدّد القيادي القوّاتي على أن الإدارة الأميركية تتابع هذا الاستحقاق باهتمام، وتتمسّك بإجرائه في موعده، مع احترام كامل لحقوق الناخبين. وأشار إلى أن القوانين الأميركية تتيح فرض إجراءات وعقوبات على الجهات أو الأفراد الذين يعرقلون العملية الديمقراطية. كما لفت إلى أن الانتشار اللبناني المتمثل بالمنظمات والفعاليات والكنيسة و "القوات اللبنانية"، يصرّ على حق المغتربين بالاقتراع من حيث يقيمون، وهناك مطالبة مباشرة للمسؤولين الأميركيين بممارسة ضغط على من يعرقل هذا الحق، وفي مقدّمهم رئيس مجلس النواب نبيه برّي.
بالعودة إلى الشق المتعلّق باتهام أوساط "الممانعة" بأنه "بخاخ السمّ"، يضحك الجبيلي ويردّ بالقول: إن خطاب "القوات اللبنانية"، كما يعبّر عنه رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع من معراب، هو نفسه ما يُقال في مجلس الوزراء، وفي كل عواصم القرار. ويضيف: ما يميّز "القوات" من سواها، أنها لا تعتمد سياسة الوشاية ولا تمارس ازدواجية الخطاب أو تدوير الزوايا، ولهذا تحظى باحترام الخصوم قبل الحلفاء.
استطرادًا تجدر الإشارة إلى أن حزب "القوات" كان الطرف اللبناني الوحيد الذي لم تُحرجه تسريبات "ويكيليكس"، لأنه ببساطة يقول في السرّ ما يقوله في العلن.
في الختام، طمأن الجبيلي إلى أن العلاقة مع بعبدا متينة وصريحة، مشيرًا إلى أن "القوات اللبنانية" تُشكّل المدماك الأساسي لتحقيق خطاب القسم، وقرارات الحكومة المفصلية في 5 و 7 آب. وكشف لـ "نداء الوطن"، أنه عقب تصريح رئيس الجمهورية "عمّن يبخ السمّ في واشنطن"، حصل تواصل مباشر بينه وبين أحد أبرز مستشاري الرئيس، وقد أكّد له بشكل واضح أنه غير معنيّ بهذا الكلام، لا من قريب ولا من بعيد.
المصدر : نداء الوطن
شارك هذا الخبر
رافينيا يعود بعد غياب شهرين ويتطلع لقيادة برشلونة
سيروم من سمّ النحل يقلّل التجاعيد ويعزّز نضارة البشرة!
جلسة حوارية في بيروت حول الإعلام والإنفاق الانتخابي: دعوة لتعزيز الشفافية وتكافؤ الفرص
بالصور- في بيروت: Whish Money تنشر سحر Elf Town هذا الموسم الميلادي
الذهب يستقر قرب 4135 دولاراً للأونصة
تراجع أسعار النفط مع تزايد توقعات فائض المعروض
إيران تتوعد إسرائيل بـ«رد ساحق» على اغتيال الطبطبائي في «الوقت المحدد»
سرايا القدس تعلن العثور على رفات أحد الرهائن الإسرائيليين المتبقين في غزة
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa