وثيقة روسية جديدة تدعو إلى ترسيخ الهوية واللغة الروسية في مناطق ضمتها من أوكرانيا

07:45AM

نشرت موسكو، وثيقة رسمية وقّعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تدعو إلى "ترسيخ اللغة والهوية الروسية" في أجزاء من أوكرانيا ضمّتها روسيا منذ غزوها البلاد عام 2022، ضمن ما تسميه "العملية العسكرية الخاصة".


الوثيقة، التي تحمل عنوان "استراتيجية سياسة روسيا الوطنية حتى 2036"، صدرت في شكل مرسوم رئاسي، وتنص على "اتخاذ تدابير لضمان أن يكون 95 بالمئة من سكان أوكرانيا روسًا بحلول 2036"، في إشارة خاصة إلى المناطق الواقعة تحت السيطرة الروسية أو التي أعلنت موسكو ضمّها من جانب واحد.


وتستند الوثيقة إلى ما تصفه موسكو بـ"الروابط التاريخية القوية" بين روسيا وأوكرانيا، مشيرة إلى أن شريحة من الأوكرانيين كانت تتعاطف تقليديا مع روسيا، وأن كثيرين منهم يتحدثون اللغتين الروسية والأوكرانية. إلا أن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى تراجع ملحوظ في استخدام اللغة الروسية داخل أوكرانيا منذ بدء الحرب.


في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إن كييف مستعدة للمضي قدما في خطة تدعمها الولايات المتحدة لإنهاء النزاع، الذي يعدّ الأكثر دموية ودمارا في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وسط مخاوف أوكرانية من ضغوط للقبول بتسوية بشروط روسية تشمل تنازلات إقليمية.


وكان بوتين قد أمر بشن هجوم عسكري واسع على أوكرانيا في شباط 2022، معلنا أن هدفه "التخلص من النزعة العسكرية والقضاء على النازية وتحرير الناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا" مما وصفه الكرملين بـ"التمييز الصارخ ضدهم". وخلال 6 أشهر، أعلنت روسيا، من طرف واحد، ضم مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا، رغم عدم سيطرتها عليها عسكريا بشكل كامل.


وجاء في الوثيقة، التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في كانون الثاني المقبل، أن تأمين السيطرة على المناطق الشرقية "هيأ الظروف لاستعادة وحدة الأراضي التاريخية للدولة الروسية". كما نصت على ضرورة "اتخاذ تدابير إضافية لتعزيز الهوية المدنية الروسية الشاملة، وترسيخ استخدام اللغة الروسية، والتصدي لمحاولات الدول الأجنبية غير الصديقة زعزعة العلاقات بين الأعراق والطوائف وإحداث انقسام داخل المجتمع".


وترى موسكو أن الدفاع عن الناطقين بالروسية وإعادة توحيد المناطق التي تعتبرها "روسية تاريخيا"، إلى جانب الاعتراض على توسع حلف شمال الأطلسي (ناتو) شرقا منذ التسعينيات، يشكلان ركائز أساسية في سياستها تجاه أوكرانيا.


ومنذ استقلال أوكرانيا عام 1991 عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، ظلت الأوكرانية لغة الدولة الرسمية الوحيدة، فيما تنفي السلطات في كييف أي مزاعم عن تعرض الناطقين بالروسية لسياسات تمييزية. في المقابل، تؤكد روسيا أن "الفكر الأيديولوجي النازي الجديد" تغلغل في الحياة العامة الأوكرانية منذ احتجاجات عام 2014، التي أدت إلى إطاحة الرئيس الأوكراني الموالي لموسكو آنذاك وفراره من البلاد.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa