07:14AM
تحوّلت برقيات العزاء التي أرسلتها الجماعة الحوثية إلى الأمين العام لـ«حزب الله»، نعيم قاسم، عقب مقتل القائد البارز هيثم علي الطبطبائي في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية، الأحد الماضي، إلى ما يشبه «دعوة مباشرة» للحزب لاستئناف المواجهة المفتوحة مع إسرائيل.
وعلى الرغم من أن لغة العزاء بدت في ظاهرها تعبيراً عن الحزن في مثل هذه المناسبات، فإن مضامينها حملت رسائل واضحة تعكس تصور قادة الجماعة لمسار الصراع وما يتوقعونه من الحزب في المرحلة المقبلة.
في برقيته المطوّلة، قدّم زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، مقتل الطبطبائي باعتباره «شهادة واجبة» تستدعي مواصلة «طريق الجهاد»، مؤكداً أن إسرائيل «لن تلتزم بوقف إطلاق النار» في لبنان، وأن ما يجري في غزة والجنوب اللبناني «يثبت أن المواجهة قدر لا يمكن التراجع عنه».وحرص الحوثي في رسالته على الإشادة بـ«ثبات المقاومة اللبنانية»، مضيفاً أن «الدور المتميز للحزب لا يمكن أن يتوقف»، في إشارة يُنظر إليها بوصفها تحريضاً غير مباشر للحزب على استئناف عملياته.
وتعكس هذه النبرة، وفق مراقبين يمنيين، رغبة الجماعة الحوثية في إبقاء جبهة لبنان مشتعلة، بما يوفّر لها غطاءً إقليمياً يبرّر استمرار عملياتها في البحر الأحمر واستهدافها الممرات البحرية تحت شعار «نصرة غزة».
لهجة أكثر صراحة
ظهرت رسالة الحوثيين أكثر صراحة في برقية ابن عم زعيم الحوثيين، محمد علي الحوثي، الذي يشغل منصب عضو المجلس السياسي الأعلى للجماعة، حيث ربط بين مقتل الطبطبائي و«ضرورة المضي في طريق المقاومة»، معتبراً أن «استمرار عمليات (حزب الله) هو السبيل لردع إسرائيل»، مع تحميله الولايات المتحدة مسؤولية مباشرة عن عملية الاغتيال.
وزعم القيادي الحوثي أن جماعته «جاهزة» للوقوف إلى جانب «حزب الله» في لبنان ومع الفصائل الفلسطينية، في عبارة فُهمت على أنها مسعى لتأكيد موقع الحوثيين ضمن محور إيران الذي يعتمد على تعدد ساحات المواجهة.
ويرى مراقبون أن هذه الرسائل الحوثية تسعى لدفع «حزب الله» إلى العودة لخيار المواجهة مع إسرائيل، وفي الشأن الداخلي تهدف إلى غرض دعائي يؤكد للأتباع استمرار «الحضور الإقليمي» للجماعة وتقديم نفسها لاعباً مؤثراً لا تابع.
ويحظى الطبطبائي بحضور له رمزيته لدى الجماعة الحوثية، لكونه أحد أبرز الأسماء التي ارتبطت بعمليات تدريب وتسليح في ساحات عدة بينها اليمن.ويرجح مراقبون يمنيون أن بعض التطوير العسكري الذي شهدته الجماعة الحوثية خلال العقد الأخير تأثر بخبرات ضباط من «حزب الله»، كان من بينهم الطبطبائي.
وفي تقدير المراقبين لحالة الصراع في المنطقة بين إيران وأذرعها من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، فإن هذه الرسائل الحوثية لن تغيّر حسابات «حزب الله» مباشرة، لكنها من ناحية ثانية تعكس قلق الحوثيين من أن يؤدي الهدوء في الجبهة الشمالية إلى تفرغ إسرائيل لإضعاف قدراتهم واغتيال قادتهم، ولا سيما بعد الضربات التي استقبلوها في الأشهر الأخيرة.
وكانت الجماعة الحوثية قد أعلنت وقف هجماتها ضد إسرائيل وضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مع الاكتفاء بمراقبة الوضع والاستعداد للعودة إلى الهجمات في حال تعثر تنفيذ الاتفاق، حسب ما صرح به زعيم الجماعة.
المصدر : الشرق الأوسط
شارك هذا الخبر
رياض سلامة: حكومة الثنائي والتيار مسؤولة عن تبعات الانهيار
انتبهوا: تدابير سير في الصفرا
خامنئي ينفي توجيه أي رسالة إلى واشنطن
أورتاغوس تزور بيروت… هل ستلتقي الرؤساء؟
بالصورة: باسيل يلتقي سفير اليابان
"جيروزاليم بوست" عن مسؤولين إسرائيليين: صبر إسرائيل وأميركا بدأ ينفد إزاء فشل الجيش اللبناني بنزع سلاح "حزب الله"
تركيا تعلن استعدادها للمشاركة في "قوة الطمأنة" بأوكرانيا
تدابير سير تحت جسر سليم سلام
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa