11:23AM
في مقابلة عبر إذاعة "جبل لبنان"، شدّدت النائبة الدكتورة نجاة عون على أنّ "اليوم يجب أن ندرك، أكثر من أي وقت مضى، قيمة الأرض"، مذكّرةً بأنّه "منذ حرب الإسناد قلنا إن علينا أن نحافظ على الأرض، فخضنا حروب الآخرين على أرضنا، وهذا كلّفنا الكثير". ورأت أنّ المرحلة تفرض "أن نكون موحّدين، وأن نضغط بالطرق الدبلوماسية للحفاظ على الأرض".
وتوقّفت عون عند علاقتها الشخصية بالمكان، فأشارت إلى أنّ في حياتها "شقّاً جميلاً في الدامور" منذ الطفولة، من خلال التفاعل مع الأرض والأشجار، يقابله "شقّ أصعب" هو الحرب الأهلية وما رافقها من مآسٍ. وأشادت بأهالي الدامور الذين "يحبّون التواصل، ولكل عائلة امتدادات خارجية، وهم منفتحون على العالم، وفي الوقت نفسه كانوا مكتفين ذاتياً لأن لديهم سهلاً يمنحهم خيرات وفيرة".
وربطت عون بوضوح بين السياسات العامة والواقع البيئي، مؤكدةً أنّ التلوّث ليس ظاهرة معزولة عن القرار السياسي: "العلاقة بينهما وثيقة؛ فالسياسات الخاطئة أوصلتنا إلى هذا التلوث الخاطئ". ولفتت إلى أنّ الفساد، والإهمال، والتدخّلات السياسية، وضعف الإيمان بالأرض وعدم الاهتمام بحمايتها، أدّت جميعها إلى "تفريط بالأرض وتجويفها، تماماً كما جرى تجويف العقول". واستشهدت بما يقوله بعض الباحثين من أنّ "البيئة مرآة السياسة": فإذا كانت البيئة نظيفة فهذا يعني أنّ المسؤولين يقومون بواجبهم، وإذا كانت ملوّثة ومشوَّهة فهي تعكس واقع الإدارة والسياسة في البلد.
وعن مسيرتها العلمية والبحثية قبل دخولها المعترك السياسي، أوضحت عون أنّها انطلقت من الأبحاث البيئية، لكن "على الرغم من كلّ الاستنتاجات التي كنّا نتوصّل إليها، كان التلوّث يتزايد بدل أن يتراجع"، ما جعلها تشعر بأن الأبحاث لا تصل إلى من يريد فعلاً أن يسمع ويتصرّف. وأضافت أنّها، رغم حصولها على جائزة عالمية واعتراف دولي بعملها، شعرت في لحظة معيّنة بأنّها تريد "نتيجة ملموسة داخل البلد"، فـ"ارتدت القضية" ولم تعد المسألة بالنسبة إليها مجرّد أبحاث ومنشورات.
وتشرح عون رؤيتها لكرامة الإنسان في لبنان بقولها: "قضيتي أن يعيش الإنسان في لبنان بكرامته". وهذه الكرامة، بحسب تعبيرها، تعني ألّا يمرض لأن مولّداً كهربائياً يلوّث الهواء المحيط به يومياً، وألا يمرض بسبب طعام ملوّث أو مياه غير صالحة للشرب. وتضيف: "أبسط حقوق الإنسان أن يتنفس هواءً نظيفاً، وأن يتناول غذاءً سليماً، وأن يشرب ماءً نظيفاً"، مؤكدةً أنّ القضية تحوّلت بالنسبة إليها إلى معركة من أجل التغيير وليست مساراً أكاديمياً فحسب.
واعتبرت عون أنّ وجودها في البرلمان منحها ثلاث قوّات أساسية: "القدرة على المطالبة بحقوق الناس بشكل مباشر، والقدرة على مراقبة تنفيذ المشاريع، ثم القدرة على التحدّث بصوت عالٍ من دون أن تتمكّن أي قوة سياسية من إسكاتي". وأكدت أنّها استخدمت هذه الأدوات "بقوّة"، فرفعت صوتها في ملفات عدّة، من "سرقة الأموال المخصّصة لمحطات التكرير" إلى "إيهام الدول المانحة بأننا ننظّف مياه الليطاني فيما الحقيقة مغايرة"، مروراً بملف المقالع والكسّارات "التي يتجاهل البعض تحديد مواقعها وهويّة أصحابها لعدم فرض الرسوم والمستحقات"، وصولاً إلى حقوق المواطنين في الأملاك البحرية. وقالت بلهجة حاسمة: "لن أسكت عن هذه الحقوق… فهي حقّ كلّ لبناني يعيش على هذه الأرض".
وتوقّفت أيضاً عند مسألة المياه وحق الوصول إلى البحر، منتقدةً تحويل المياه إلى سلعة تُباع "مرّات عدّة عبر القناني والصهاريج ومياه الري ومياه الشفة"، مؤكدةً أنّ من حقّ اللبنانيين منفذٌ إلى البحر "من دون أن يُضطرّ المواطن إلى دفع مبالغ طائلة ليأخذ ابنه لرؤية البحر، فيما الشاطئ يمتدّ أمامنا". وتعهدت بالقول: "سأستمرّ في الكلام عن هذه القضايا طالما أنا على منبر يصل صوتي عبره إلى أكبر عدد من الناس، وحتى لو لم أعد في موقع رسمي سأعود وأكمل، لأنّ هذه قضيتي".
وعن الشباب، عبّرت عون عن تقديرها الكبير لهم: "أحبّ الشباب لأنّ لديهم طاقة جميلة، وشبابنا مبدعون"، لكنها شددت على أنّ المطلوب ألا تُقدَّم لهم الأمور بطرق تقليدية أو تُمارس عليهم ضغوط، بل أن يُفسَح المجال أمام طاقاتهم لتُستثمر في مسار التغيير.
وفي ما يخصّ تمثيل النساء في الحياة السياسية، رأت أنّ وجود "ثماني نائبات مقابل نحو مئةٍ وعشرين نائباً رجلاً" في البرلمان "لا يعبّر عن العدالة"، لأن كل قضايا المجتمع تهمّ النساء كما تهمّ الرجال. فإذا كان المجتمع مؤلفاً من 50% من النساء و50% من الرجال، "يفترض أن ينعكس ذلك على تكوين البرلمان، ولا ينبغي أن نقبل بأقلّ من ذلك"، على حدّ تعبيرها، مضيفةً أن لا شيء ينقص النساء، فـ"الشابات يتعلّمن اليوم كما يتعلّم الشبان، بل وفي أحيان كثيرة يتفوّقن عليهم".
وختمت عون بالتشديد على مسؤولية الجيل الحالي في فتح الطريق أمام الشابات: "هؤلاء الشابات المجتهدات اللواتي يرغبن في التغيير، من مسؤوليتنا أن نساعدهنّ على الوصول، وأن نتشارك معهنّ في صنع قرار يمثّل جميع اللبنانيين، لا الرجال وحدهم في لبنان".
شارك هذا الخبر
غادرت ولم تعد... هل تعرفون شيئاً عنها؟
اللبنانيون يحسمون موقفهم: السلاح للدولة وحدها… والجيش هو المرجع الأخير
وفد مجلس الأمن الدولي إلى لبنان: نؤكد دعم المجلس لسيادة لبنان على أرضه والقرار الدولي 1701
رئيس الحكومة: المفاوضات مع إسرائيل انتقلت إلى مستوى أعلى
مصلحة الليطاني: متابعة أعمال تنظيف في صغبين
بشأن ملف تفرغ الأساتذة المتعاقدين... توضيح من التربية
أدرعي يرد على فارس سعيد
الشرع يحذر من خطط إسرائيل لإقامة منطقة عازلة في الجنوب السوري
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa