"جامعة الوطن" في خطر.. والطلاب "كبش الفداء"

14/06/2019 07:54AM

ما كان ينقص الشباب اللبناني سوى خسارة آخر مدماك صلب والحجر الأساس لمشروع مستقبله. فلم تكتف هذه السلطة بإمعانها في كسر وتهديم كل ما تبقى من أعمدة الدولة. هذه السلطة التي لم تشبع من سلب المواطن حلمه ودفعه الى اليأس، ليترك كل ما له وعليه ويهاجر بعيدا بحثا عن وطن أكثر أمنا وآمان وانسانية .

فكم هو مضحك مبكي أن الشاب اللبناني بعد أن كان يحمل همّ العمل من شدة البطالة، والمرض لقلة المال وغياب بديل الدولة، وعدم الاستقرار الوظيفي والمادي، وغياب كل مقومات الأمن الاجتماعي، بات اليوم يحمل خوف خسارة "العلم".

فعلا يا له من أمر مضحك مبكي، أننا في العام 2019، ونخاف على عام دراسي هنا وسنة جامعية هناك، أي حضيض هذا الذي نحن فيه؟

منذ أكثر من شهر والجامعة اللبنانية تقفل أبوابها أمام طلابها


منذ أكثر من شهر والجامعة اللبنانية تقفل أبوابها أمام طلابها، فللأساتذة الجامعيين مطالب أصلا، وجاءت تسريبات خفض ميزانية الجامعة وخفض الرواتب في الموازنة لتزيد الطين بلة وتدفع بهم الى اعلان اضراب مفتوح لا رجعة عنه.

شهر وأكثر لم تحرك السلطة ساكنا أمام حناجر الطلاب الذين تظاهروا للعودة الى مقاعدهم الدراسية، فأحلامهم تتلاشى أمامهم وسنة من اعمارهم مهددة بالذهاب سداً، وضغوطات الأساتذة لتحصيل حقوقهم من جهة أخرى، الى أن نشطت في الأسبوع الأخير المفاوضات التي تولاها وزير التربية أكرم شهيب والتي لم تفضي الى شيء سوى قرار الأساتذة الإستمرار في اضرابهم. 

فـ "الكيل" لدى الطلاب قد طفح، بعد كان من المفترض أن يكونوا قد أنهوا سنتهم الدراسية ليلتفتوا الى متابعة تقديم طلباتهم إلى جامعات خارج لبنان، أو لينصرفوا للإنخراط في سوق العمل، خصوصاً أن القسم الأكبر منهم ينتمي لعائلات محدودة الدخل.

في هذا الملف وقع الطلاب الجامعيون محتارون، بين أساتذتهم الذين يحبون ويجلّون، وبين أنهم لا يتحملون رؤية مستقبلهم الذي ينهار أمامهم دون التحرك. هم بحسب مواقفهم داعمون لكل مطلب محق للأستاذة، ولكن لا يقبلون التحول الى "كبش الفداء".

ما يجري جزء من المسار الطويل المتّبع لضرب المؤسسات الوطنية


أوساط متابعة للملف التعليمي تؤكد للـ"السياسة"، أن ما يجري هو جزء من المسار الطويل المتّبع لضرب المؤسسات الوطنية سواء المدارس الرسمية أو الجامعة اللبنانية ، وذلك لصالح المدارس والجامعات الخاصة.

وتضيف الأوساط، "أغلب تلك المؤسسات الخاصة تابعة لمسؤولين و أحزاب، ومصلحتهم تقضي باستمرار نشاطهم ولو كان على حساب القطاع الرسمي والطبقة الفقيرة التي لا تتمكن من مجارات أقساط الجامعات والمدارس الخاصة".

وبهذا، بدل أن يصبح القطاع التعليمي في لبنان عبارة عن انجازات ومتفوقين والمزيد من الأبحاث والإختراعات، بات عبارة عن سلسلة ملفات متعاقدين ثانويين رسميين، وأساتذة جامعات، ومعاشات تقاعدية، وصرخات هنا واحتجاجات هناك.  وبات من المؤكد اليوم، أن هذه السلطة تتآمر على القطاع التعليمي الرسمي، وتمعن في تشويه صورته وضرب هيبته. 


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa