تعيين كرم رئيساً للجنة الميكانيزم... هل يفتح الطريق نحو التطبيع مع إسرائيل؟

07:21AM

كتبت وفاء بيضون في اللواء: 


كل الأسئلة مشروعة حول ما يجري من تسارع للتطورات السياسية لا سيما المتعلقة بالنزاع مع «الكيان الإسرائيلي» بدءا من قبول التفاوض، وان كان مبنيا على أطر القرار 1701، والمستند بدوره على وقف الأعمال العدوانية، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية بالإضافة الى الانسحاب من النقاط التي احتلتها إسرائيل بُعيد وقف اطلاق النار وصولا الى ملف «حصرية السلاح» جنوب نهر الليطاني في مرحلته الأولى.


من هنا يمكن فهم الخطوة اللبنانية المرتكزة على ثوابتها في مرحلة قبول التفاوض التقني وغير المباشر تحت «رعاية فرنسية - أميركية ووساطة أممية ممثلة لقوات اليونيفيل العاملة جنوب لبنان».


ولكن بعد تقدّم لبنان خطوة الى الأمام بغض النظر عن توصيفها عما إذا كانت متسرعة أو ناقصة باعتبار ان الطرف المقابل ما زال يراوح في نفس الدائرة متموضعا خلف عناوين إزالة ما يسمّيه تهديدا لكيانه لا بل التغول التدريجي المتصاعد نحو توسيع دائرة النار التي نص عليها الاتفاق الأممي كمقدمة لبدء المراحل التي تلي.


إعلان تعيين السفير الأسبق سيمون كرم​، رئيسا للوفد اللبناني ​المشارك في اجتماعات «الميكانيزم» في الناقورة شرّع الأبواب أمام طرح الكثير من الأسئلة، وعلامات الاستفهام حول خلفيات وموجبات هذه الخطوة، خاصة وأن هناك من يعتبر ان لبنان لم يكن بحاجة أو مضطرا لهذا الإجراء، لطالما «خرق إتفاق وقف اطلاق النار والتعدّي على السيادة اللبنانية ما زال مستمرا ومن جانب واحد وهو كيان الاحتلال».


مصادر مواكبة ترى ما يلحّ من سؤال ويجب أن يطرح هو ما يرتبط بالخيارات الأخرى، التي ما كان من الممكن الذهاب إليها، بعد الوقائع التي وفّرتها الحرب، خاصة أن «كيان ​إسرائيل​ لم يلتزم بالقرار 1701 مستفيدا من الدعم والمظلة التي توفّرها أميركا في المجتمع الدولي».


تضيف المصادر؛ «إذا كانت موجبات تعيين كرم كشخصية مدنية في لجنة مراقبة وقف اطلاق النار والأعمال العدائية تنطلق من محاولة رمي الكرة في الملعب الإسرائيلي بهدف تطويق وفرملة اندفاعة حكومة تل أبيب نحو توسيع اعتداءاتها على لبنان، قد ردّت عليه تل أبيب ناريا عبر غارات مكثفة استهدفت منازل المواطنين في بلدات جنوبية تقع شمال وجنوب نهر الليطاني وبذلك يكون هذا الردّ بمثابة رسالة توضح بان المطلوب من لبنان أكثر من ذلك وهو ما عبّر عنه السفير «توم برّاك» بدعوته الى مفاوضات سياسية وأمنية مباشرة تكون نتيجتها الحتمية التطبيع بين الطرفين».


ومع ان ثالوث الرئاسة اللبنانية حسم الموقف بعدة تصريحات عبّر عنها كل من «جوزاف عون» بالتمسّك بالاتفاق الأممي كإطار تقني للحل حول النقاط الخلافية لا سيما ترسيم الحدود وبالتالي ينطوي وقف العدوان واستعادة الأسرى وإعادة الاعمار على واقع خطوة لبنان، ذهب رئيس مجلس النواب «نبيه بري» الى أبعد من ذلك بقوله ان مشاركة لبنان بشخصية مدنية يجب أن تبقى في الإطار التقني وأي خروج عن ذلك يعني انتهاء مهمة «سيمون كرم» فورا، هذا بالإضافة الى توضيحات رئيس الحكومة «نواف سلام» التي وصفت توصيف «نتنياهو» لما حصل بالقراءة البعيدة وغير الواقعية.


إذن لبنان اتخذ قراره وعيّن كرم رئيسا لوفد لبنان التفاوضي وهذا يفتح أمامنا السؤال البديهي: هل خطوة بيروت «تعتبر بدءا للعدّ التنازلي نحو مسار التطبيع»؟ وهل لبنان بمكوّناته المتناقضة والمتباعدة في هذه الخطوة «قادر على تخطّي تداعيات نتائج هذه الخطوة»؟


والأكثر من ذلك أين هي خطوة «إسرائيل» التي بجب أن تلاقي ما قام به لبنان أم ان بين الأكمة ما لم يعلن بعد خصوصا بعد كلام «نتنياهو عن مناطق عازلة تمتد من بوابة الشام الى جبل الشيخ وصولا الى مياه الناقورة».


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa