بعد أزمة صلاح... المصريون يقاطعون ليفربول

في أحد مقاهي القاهرة، كانت مباريات ليفربول تجذب عادة حشوداً كبيرة، لكن غياب محمد صلاح جعل المشجعين المصريين ينصرفون إلى لعب الورق أو تصفح هواتفهم بدلاً من متابعة المباراة. وقد وجّه نجم الفريق المصري المعروف بـ"مو" انتقاداً حاداً وغير معتاد لمدربه الهولندي آرني سلوت، بعد أن بقي على دكة البدلاء في ثلاث مباريات متتالية، وصرّح قائلاً: "تم التضحية بي من قبل النادي الذي اعتبره بيتي منذ سبع سنوات ونصف".

في حي شبرا، كان عرض مباراة ليفربول على شاشة في المقهى مصحوباً بحضور محدود، إذ جلس بعض الزبائن منشغلين بهواتفهم، وآخرون يلعبون الورق، مع إلقاء نظرة عابرة على المباراة من دون حضور نجمهم الأبرز. وقال عادل سامي (40 عاماً)، أحد عشاق صلاح القدامى: "نشعر بالحزن، إنه لا يستحق ما يحدث له".

وغاب صلاح عن التشكيلة في فوز ليفربول الصعب على إنتر ميلانو 1-0 ضمن الجولة السادسة من دوري أبطال أوروبا بعد انتقاداته غير المعتادة لسلوت. وأوضح إسلام حسني (36 عاماً)، الذي يساعد في إدارة المقهى العائلي، أن الشارع أمام المقهى كان ممتلئاً بالمشجعين سابقاً، لكن الآن لا يأتي أحد لأنهم يعرفون أن صلاح لن يلعب.

صلاح، الذي قاد ليفربول منذ انضمامه عام 2017 للفوز بلقبين في الدوري الإنجليزي، ودوري أبطال أوروبا، وكأس الاتحاد، وكأس الرابطة، وكأس العالم للأندية، يحتل المركز الثالث في قائمة هدافي النادي بـ250 هدفاً في 420 مباراة. لكن هذا الموسم، يعاني من تراجع في الأداء، حيث سجل 5 أهداف فقط في 19 مباراة، بينما فاز ليفربول بخمس من مبارياته الست عشرة الأخيرة، ليحتل المركز الثامن في دوري الأبطال برصيد 12 نقطة.

وشعر الزبائن بالإحباط، حيث قال محمد عبدالعزيز: "حتى كبار اللاعبين مثل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي يواجهون فترات ضعف، لكنهم يواصلون اللعب". أما شادي هاني، فأوضح استغرابه من جلوس صلاح على مقاعد البدلاء، مؤكداً: "محمد صلاح نجم كبير وكل مصر تفخر به، ومن غير المقبول معاملته بهذه الطريقة، وقد حان وقت رحيله، وكان من الأفضل له عدم تجديد عقده مع ليفربول".