01:00PM
الكاتبة والمحللة السياسية:اليسا الهاشم
رهان السلطة اليوم على مرونة أميركية او تغيير في اهدافها واستراتيجيتها ليس سوى وهم سياسي.
فلا تغيير في موقف الولايات المتحدة او في شروطها للنظام في ايران كما لا تغيير في موقفها الثابت من سلاح حزب الله وضرورة ان يتمّ حصره على كامل الأراضي اللبنانية وان نزعه يجب ان يكون فورياً وقبل انتهاء المهلة المحددة في ٣١ ديسمبر ٢٠٢٥.
هذا وحده يكشف زيف كل محاولات تبرير التراجع الداخلي بذريعة الضغوط الخارجية أو تغيير مواقفها. على وقع الغارات الإسرائيلية التي كانت تفرض سيطرتها على سماء لبنان وتستهدف مواقع حزب الله، كانت الترويكا تتمادى في تحديها للأميركيين وتضخ الأوكسيجين للحزب، مستفيدة ايضاً من المحاولات الفرنسية والمصرية لصالحه، ومن وهم ترقب فشل اجتماع ترامب- تنياهو المقرر في 29 ديسمبر في واشنطن، المؤكد أن إسرائيل لن تتنازل يوماً عن أمنها مقابل أي مكسب سياسي، فلا مساومة على عقيدتها الامنية.
الدولة اللبنانية تتصرّف اليوم وكأنها قادرة على المناورة، متجاهلةً عمداً الرسائل الصارمة التي حملها وفد الخزانة الأميركية ووحدة مكافحة تمويل الإرهاب في زياراته الأخيرة في 9 تشرين الثاني ومتعامية عن الجهد الدولي المتصاعد، بقيادة الولايات المتحدة، لتجفيف كل قنوات تمويل أذرع إيران المسلحة في المنطقة، وفي طليعتها «حزب الله». هذا التجاهل ليس سوء تقدير، بل خيار سياسي واعٍ: إبقاء «الأوكسجين» المالي والمؤسساتي متدفقاً للحزب، بما يسمح له بالحفاظ على احتكاره التمثيل داخل البيئة الشيعية وشراء الولاءات عبر الدولة نفسها.
فالنواب الذين أقرّوا طلب الحكومة بالموافقة على قرض ب ٢٥٠ مليون دولار ارتكبوا خيانة عظمى مكررة بحق اللبنانيين حيث استمروا بسياسة الاقتراض العشوائي بالتنسيق مع رئيسي الحكومة والجمهورية.
ما نشهده دليل واضح بان لا احد يجرؤ على الوقوف في وجه نبيه بري و“حزب الله” باستثناء القوات اللبنانية وقلة من النواب المستقلين، فالقواعد لم تتغيّر، ومن يمسك بالمقود هو نفسه من أوصل البلاد إلى الحائط٫ ويصبح الحديث عن
إصلاحات، أو إعادة هيكلة، أو شروط صندوق النقد، هلوسة، طالما “الدولة العميقة” قائمة، وطالما القوى السياسية، بلا استثناء، ما زالت في أماكنها، تحكم وتنهب وتعيد إنتاج نفسها٫
في هذا السياق، يعود مجلس الجنوب إلى الواجهة بوصفه الذراع الزبائنية المركزية لحركة أمل، الذي يجري من خلاله تكريس نفوذها المحلي الاستراتيجي٫ بالاشتراك مع حزب الله.
في الوقت نفسه، الحرب على إيران قائمة، وما تقوم به طهران هو إعادة هيكلة حزب الله ليصبح خط الدفاع الأول عند اندلاع أي مواجهة. هذا هو الهدف المعلن من زيارة عدنان عرقجي، وزير خارجية إيران، التي سُرّب انها ستحصل قريباً الى لبنان لاعادة تشكيل مجلس قيادة الحزب وهيكلته مما يضع لبنان كله أمام خطر جولات عنف وحرب جديدة.
أما نظرية «الاحتواء» شمال نهر الليطاني، فهي هرطقة سخيفة بسخف معزوفة طاولة الحوار. فهذه المنطقة تحديدًا تضم الشريحة الأوسع من اللبنانيين الرافضين لسلاح حزب الله وهيمنته. فكيف يُفرض منطق السلاح على الأكثرية باسم الاستقرار؟ وأين اختفى خطاب القسم للرئيس جوزاف عون الذي تعهّد بنزع السلاح كاملًا وباستعادة قرار الدولة؟
للعلم، مهلة 31 كانون الأول لنزع السلاح كانت التزاماً واضحاً صادراً عن الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية. والتراجع عنها اليوم لا يعبّر إلا عن فشل في تحمّل المسؤولية، بعد صفقات ضيقة عقدها أهل السلطة في ما بينهم.
هل يكرر لبنان خطيئة تسليم نفسه للوصاية لانه عاجز عن رعاية نفسه؟ ولان المولجين حمايته عقدوا صفقات غير قابلة للنقض مع الغول الايراني على حساب مستقبل البلد وامنه وسلامة ابنائه؟
شارك هذا الخبر
زحمة خانقة مع اقتراب الأعياد... إليكم حال الطرقات
"إن بي سي" نقلًا عن مصدر مطلع: نتنياهو يخطط لإطلاع ترامب على احتمال شن هجمات جديدة على إيران
سلام يلتقي السفير كرم: انتهاء قريب لمرحلة الجنوب واستعداد لشمال الليطاني
وزارة الثقافة تنعى وليد العلايلي
مسيّرة تحلّق على علو منخفض فوق السلسلة الشرقية لا سيما قرى الطيبة ودورس وبريتال وحورتعلا
مكتب حاصباني: هذا الخبر عار من الصحة
توغل إسرائيلي جديد في القنيطرة
الجيش يضبط مخزن أسلحة في شقة بالأنصار – بعلبك
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa