الجامعة اللّبنانية.. معركة وطن وصمود

15/06/2019 11:32AM

تخوض الجامعة الوطنية اليوم أشرس المعارك في وجه السلطة التي تنهمها طمعا بتعزيز جامعاتها الخاصة. وفي سبيل ذلك، تستخدم شتى الوسائل بغية الضغط على الأساتذة وإرغامهم على فكّ الإضراب. 

يمكن تلخيص المشهد اليوم كما يلي: بدأت الأحزاب السياسية ترصّ صفوفها، بعد ما كانت في البداية أضعف.  فشهدنا من جديد دعوات لبعض الأساتذة تروّج للعودة إلى قاعات التعليم. باعتبارها أداة سهلة ترغم الطلاب جميعا على العودة إلى مقاعدهم وبالتالي إضعاف الإضراب.

إذا كان هدف السلطة الرئيسي اليوم هو فكّ الإضراب وتمرير اجتماع صندوق تعاضد القضاة بما يرضي هذه الفئة، على حساب إخضاع الأساتذة لأمر واقع مفروض عليهم يقتصر على وعود واهية. وفي المقابل، يعي الأساتذة ويرصون صفوفهم ويوحدونها: كان قد قدّم سابقا قانونا معجلا مكررا ولم يثمر شيئا يذكر، فكيف الحال الآن؟ 

يجمع الجميع أنّ الإضراب بات يزعج الحكومة ويكبلها خاصة بعد الصفعات المتتالية التي تلقتها. فلم ينجح ترويجها الإعلامي للأجواء الإيجابية التي زعموا أنها وصمت اجتمعات وزيري التربية والمال مع رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة يوسف ضاهر. ولم تتمكن من حلّ الإضراب على الرغم مما مارسته من ضغوط فكان تمرد الأساتذة على قياداتهم وتضامن الطلاب معهم الضربة القاضية. 

باختصار، لا تروق الانتفاضة الجامعية الحاصلة أصحاب القرار السياسي. وهم لا يتعاطون معها ولا يحللونها ضمن إطار زمني ضيّق، لذلك يعلمون أنّ ما يحدث اليوم يشكّل أولى خطوات الجامعة نحو الاستقلالية التي تعني بداية انتهاء إماراتها واستبدادها التي مارسته طويلا على هذا الصرح الوطني. ما يعني أنّ الساعات القادمة ستشهد ضغوطا أكبر على الطلاب والأساتذة معا بطرق مبتكرة. 


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa