لبنان أولًا - ايران برا: معركة استعادة الدولة في مواجهة سلاح حزب الله والهيمنة الإيرانية

12:13PM

في مرحلة شديدة الحساسية من تاريخ لبنان، لم يعد ممكنًا الاستمرار في تجاهل الخطر الوجودي الذي يمثّله سلاح حزب الله واقتصاده الموازي لاقتصاد الدولة. فالمسألة تجاوزت منذ زمن حدود الخلاف السياسي، وأصبحت تهديدًا مباشرًا لكيان الدولة، ولمستقبل اللبنانيين، ولإمكانية قيام دولة قادرة وعادلة تحكمها القوانين لا موازين القوة.


إن وجود سلاح خارج الشرعية لم يؤدِّ إلى حماية لبنان، بل أدخله في دائرة العزلة والضغط والعقوبات، وقيّد علاقاته العربية والدولية، وضرب ما تبقى من مؤسساته الدستورية والاقتصادية. وإلى جانب هذا السلاح، نشأ اقتصاد موازٍ لا يخضع لرقابة الدولة ولا لسلطتها الضريبية أو القضائية، ما أدى إلى تقويض الاقتصاد الوطني، وضرب مبدأ المنافسة العادلة، وتعميق الانهيار المالي والاجتماعي.


الأخطر أن هذا الواقع ليس قرارًا لبنانيًا مستقلًا، بل هو نتيجة ارتهان سياسي كامل لمحور خارجي تقوده إيران، التي لا تتعامل مع لبنان كدولة ذات سيادة، بل كساحة نفوذ وورقة ضغط تستخدمها في مفاوضاتها وصراعاتها مع المجتمع الدولي. وبهذا المعنى، يُزَجّ اللبنانيون قسرًا في معارك لا قرار لهم فيها ولا مصلحة وطنية ترجى منها.


من هنا، تبرز ضرورة التحرّك السريع والمسؤول لوقف هذا المسار الخطير. فاستعادة الدولة لا تحتمل مزيدًا من التسويات الهشّة أو الخطابات الرمادية. المطلوب موقف وطني واضح يرفض السلاح غير الشرعي، ويضع حدًا للاقتصاد الموازي، ويؤكد أن القرار اللبناني يجب أن يكون لبنانيًا فقط، صادرًا عن المؤسسات الشرعية، وتحت سقف الدستور والقانون.


كما أن وقف التدخل الإيراني في الشأن اللبناني بات أولوية وطنية. وهذا يقتضي رفض أي محاولات لتكريس هذا التدخل، بما في ذلك رفض استقبال أي مسؤول إيراني يأتي للتعامل مع لبنان وكأنه ساحة تابعة لا دولة مستقلة. فالدولة التي تحترم نفسها تحمي سيادتها أولًا، ولا تسمح لأي جهة خارجية بإدارة شؤونها عبر أدوات محلية.


في هذا السياق، شكّل انتشار وسم #ايران_برا في الأيام الماضية مؤشرًا واضحًا على تنامي الوعي الشعبي، ورفض شريحة واسعة من اللبنانيين لسياسات الهيمنة وربط مصير البلاد بأجندات خارجية. هذا الصوت الشعبي، إذا ما أُحسن تنظيمه وترجمته سياسيًا، يمكن أن يكون رافعة حقيقية للتغيير.


إن المعركة اليوم ليست بين اللبنانيين أنفسهم، ولا بين طوائف أو مكوّنات، بل هي معركة بين من يريد دولة سيدة حرة قادرة، ومن يصرّ على إبقاء لبنان رهينة السلاح والوصاية. والتاريخ لن يرحم من يضيّع الفرصة مرة أخرى. فالتحرّك الآن، بوضوح وحزم، هو السبيل الوحيد لإنقاذ لبنان قبل أن يصبح مجرد ساحة بلا دولة ومستقبل


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa