بيت لحم تستعيد بهجة الميلاد… الكشافة تعود إلى الشوارع بعد عامين من الغياب

استعادت مدينة بيت لحم، الأربعاء، نبضها الميلادي مع انطلاق الاحتفالات بعيد الميلاد، حيث جابت فرق الكشافة شوارع المدينة إيذانًا بعودة تقليد غاب لعامين، بعدما ألقت حرب غزة بثقلها على الحياة اليومية وحرمت السكان من أجواء العيد.

وبدا المشهد هذا العام أكثر حيوية في المدينة الواقعة جنوبي الضفة الغربية المحتلة، في ظل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، على الرغم من استمرار معاناة مئات الآلاف الذين يواجهون برد الشتاء القارس بعد أن دفعتهم الحرب إلى الإقامة في خيام مهترئة أو منازل مدمّرة.

وطغت على الأجواء أصوات الطبول ومزامير القِرَب التي عزفت ألحان تراتيل ميلادية شهيرة، فيما توجّه المسيحيون نحو وسط المدينة، حيث ساحة المهد. ويُقدَّر عدد المسيحيين بنحو 185 ألفًا في إسرائيل، و47 ألفًا في الأراضي الفلسطينية.

وشارك مئات الأشخاص في المسيرة التي جابت شارع النجمة الضيق، المؤدي إلى كنيسة المهد والساحة المحيطة بها، حيث تجمع حشد غفير من المحتفلين، فيما تابع عدد من المتفرجين المشهد من شرفات مبنى البلدية.

وتوسّطت ساحة المهد شجرة ميلاد كبيرة، زيّنت بكرات حمراء وأخرى ذهبية، أضفت لمسة فرح على أجواء المدينة. وتعود الكنيسة إلى القرن الرابع، وقد بُنيت فوق مغارة يُعتقد أن السيد المسيح وُلد فيها قبل أكثر من ألفي عام.

وفي هذا السياق، قالت كاتياب عمايا (18 عامًا)، وهي من أعضاء الكشافة، إن عودة الاحتفالات تحمل رمزية كبيرة لوجود المجتمع المسيحي في المنطقة، مضيفةً في حديث لـ«فرانس برس»: «هذا يمنحنا أملًا بأن المسيحيين ما زالوا هنا يحتفلون، وأننا لا نزال نحافظ على تقاليدنا».