ميزة في "آيفون" تُكلّف آبل 116 مليون دولار..إليكم التفاصيل

تلقت شركة آبل ضربة جديدة من الجهات التنظيمية الأوروبية، بعدما فرضت هيئة المنافسة الإيطالية (AGCM) غرامة مالية قدرها 116 مليون دولار، بسبب ميزة شفافية تتبع التطبيقات App Tracking Transparency (ATT)، التي أطلقتها الشركة مع نظام iOS 14.5 لهواتف آيفون، بدعوى حماية خصوصية المستخدمين.

ورأت الهيئة أن آبل استغلت موقعها المهيمن في السوق الأوروبية، معتبرة أن تطبيق ميزة "ATT" فرض على مطوري التطبيقات والمعلنين عبئاً "غير مناسب"، إذ أجبرهم على الحصول على موافقة مزدوجة لجمع البيانات، وهو ما اعتبرته الهيئة غير متوافق مع متطلبات اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR)، بحسب "توماس جايد".

سياسات أحادية

وقالت الهيئة في بيانها إن سياسة "ATT" فُرضت بشكل أحادي وألحقت ضرراً مباشراً بشركاء آبل التجاريين، مؤكدة أن البيانات الشخصية تمثل عنصراً أساسياً للإعلانات الموجهة، وأن القيود الجديدة حدّت من قدرة المطورين على جمع البيانات وربطها واستخدامها بفاعلية.

وأضافت أن الجمع بين متطلبات "ATT" و"GDPR" أدى إلى إضرار بنماذج الأعمال التي تعتمد على بيع المساحات الإعلانية، مشيرة إلى أن آبل كان بإمكانها تحقيق الهدف المعلن بحماية الخصوصية من دون تعقيد الإجراءات، عبر السماح بالحصول على الموافقة في خطوة واحدة فقط.

آبل ترفض القرار 

من جانبها، رفضت آبل القرار بشدة، وقالت في بيان، إن الحكم يتجاهل الدور الجوهري لميزة "ATT" في حماية خصوصية المستخدمين، مؤكدة تمسكها بالسياسة الحالية.

وتأتي الغرامة الإيطالية في سياق تصعيد أوروبي متواصل ضد عملاق التكنولوجيا الأمريكي، ففي وقت سابق، لوّحت آبل بإمكانية إزالة ميزة "ATT" من بعض الأسواق الأوروبية تحت ضغط تنظيمي في فرنسا وألمانيا وإيطاليا، بينما سبق أن فرضت هيئة المنافسة الفرنسية غرامة قدرها 150 مليون يورو للسبب نفسه.

ورغم أن هذه الغرامات تبدو محدودة قياساً بإيرادات آبل الفصلية التي بلغت 102 مليار دولار في أكتوبر (تشرين الأول)، فإنها تتراكم، كما تواجه الشركة غرامة إضافية قدرها 500 مليون يورو لانتهاكها قانون الأسواق الرقمية الأوروبي، لتصبح أول شركة تُعاقَب بموجب هذا القانون.

وبينما تصر آبل على أن معركتها دفاع عن الخصوصية، ترى الهيئات الأوروبية أن الخصوصية لا يجب أن تكون ذريعة لإقصاء المنافسين أو خنق نماذج أعمال قائمة، في صراع مرشح للتصاعد خلال الفترة المقبلة.