07:22AM
كتب طارق أبو زينب في نداء الوطن:
في توقيت إقليمي بالغ الدقة، يستعد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الولايات المتحدة خلال الفترة الممتدة بين 29 كانون الأول 2025 و4 كانون الثاني 2026، في خامس اجتماع بينهما منذ انطلاق الولاية الرئاسية الثانية لترامب.
ويأتي هذا اللقاء بعيدًا عن الصيغة البروتوكولية التقليدية، إذ يُنظر إليه بوصفه محطة مفصلية لإعادة رسم أولويات الأمن الإقليمي، من غزة إلى لبنان، مرورًا بالعراق وسوريا، وصولًا إلى إيران، وسط مؤشرات متزايدة على انتقال واشنطن وتل أبيب من سياسة إدارة الأزمات إلى فرض وقائع استراتيجية جديدة على امتداد المنطقة.
وبحسب معطيات متقاطعة، سيبحث الطرفان الخطوات التالية ضمن ما يُسمّى «خطة السلام الأميركية» الخاصة بقطاع غزة، وهي خطة لا تنفصل عن الملف اللبناني، ولا سيما مسألة نزع سلاح "حزب الله"، إلى جانب بلورة تفاهمات أمنية واقتصادية مع لبنان وسوريا. كما يتصدّر جدول الأعمال استكمال المرحلة الثانية من الاستراتيجية الأميركية – الإسرائيلية الرامية إلى تقويض القدرات النووية والصاروخية الإيرانية، بالتوازي مع تصعيد الضغوط لنزع سلاح الميليشيات المرتبطة بطهران في العراق، في ظل قلق متنامٍ من تسارع البرنامج الصاروخي الإيراني، وإعادة الحرس الثوري تسليح حلفائه عبر شبكات معقدة ومسارات مموّهة.
خيارات إسرائيل العسكرية ضد إيران
وكشفت مصادر أميركية خاصة لـ«نداء الوطن» أن نتنياهو يعتزم عرض خيارات عملية على ترامب، تتراوح بين انضمام مباشر للولايات المتحدة، أو تقديم دعم استخباراتي ولوجستي فعّال، لشن ضربات مركزة ضد إيران، تهدف إلى تفريغ مخزونات الصواريخ وإلحاق أضرار واسعة بالبنى التحتية الباليستية، وقطع الطريق أمام أي تقدّم نحو تصنيع أسلحة جديدة أو بلوغ العتبة النووية.
وتوضح المصادر أن القيادة العسكرية الإسرائيلية حسمت قرارها بالتحضير لهجوم إضافي بات «شبه محسوم»، يشمل استهداف منشآت مرتبطة بالقنبلة النووية ومكوّنات كيميائية شديدة الحساسية، إضافة إلى مستودعات أسلحة استراتيجية، مع تأكيد أن أي محاولة لإعادة تأهيل مخازن الصواريخ تُعدّ خطًا أحمر غير قابل للنقاش.
دور السيناتور غراهام في التمهيد للعملية
في هذا السياق التصعيدي، تكتسب زيارة السيناتور الأميركي ليندسي غراهام إلى إسرائيل دلالة سياسية تتجاوز الطابع البروتوكولي، ولا سيما أنها جاءت في توقيت يتزامن مع تسارع التحضيرات العسكرية ضد إيران وحلفائها. وقد التقى غراهام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وكبار المسؤولين العسكريين، بينهم رئيس شعبة العمليات ووزير الأمن يسرائيل كاتس، حيث تركزت المباحثات على ملف الصواريخ الباليستية الإيرانية وسلاح "حزب الله". وبحسب معطيات متداولة، لم يُخفِ غراهام دعمه الصريح لشن هجوم على إيران والحزب، مؤديًا دورًا متقدمًا في تسويق الأهداف الإسرائيلية داخل أروقة الإدارة الأميركية والكونغرس، في إطار التمهيد السياسي لزيارة نتنياهو إلى واشنطن.
المفاوضات اللبنانية – الإسرائيلية والميكانيزم الجديد
على الساحة اللبنانية، تشهد المفاوضات مع إسرائيل تطورًا لافتًا بعد قرار رفع مستوى تمثيلها في «الميكانيزم»، عبر تعيين نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في الوفد المفاوض. ويرى مراقبون أن الخطوة تهدف إلى استدراج لبنان لتوسيع وفده، وفتح الباب أمام طرح قديم – جديد يقوم على تشكيل لجان متعددة للتفاوض حول الملفات الأمنية والعسكرية وترسيم الحدود، إضافة إلى التفاوض الاقتصادي. وقد تم الاتفاق على عقد اجتماع جديد للميكانيزم بعد عطلة أعياد الميلاد، بالتزامن مع تقرير للجيش اللبناني حول حصر السلاح جنوب نهر الليطاني، وخطة لسحب السلاح شماله.
تقارير نتنياهو عن "حزب الله" والشروط القاسية
كشفت المصادر الأميركية الخاصة لـ«نداء الوطن» أن نتنياهو سيعرض على ترامب تقارير استخباراتية تزعم سعي "حزب الله" إلى إعادة بناء قدراته العسكرية، في محاولة للحصول على ضوء أخضر أميركي لشن عملية جديدة ضد الحزب. ورغم أن إدارة ترامب تفضّل حتى الآن تجنّب التصعيد، إلا أن تل أبيب تطرح شروطًا قاسية لتفادي الحرب، تتقاطع مع النموذج الذي فُرض في غزة، وعلى رأسها نزع سلاح "حزب الله" بالكامل، ومنعه من إعادة تشكيل أي بنية عسكرية.
خطة تقسيم جنوب نهر الليطاني وخطوط الأمان
وتتضمن الطروحات الإسرائيلية خريطة تقسّم جنوب نهر الليطاني إلى ثلاثة خطوط: الخط الأزرق القائم، والخط الأمني «الأحمر» الذي تسعى إسرائيل إلى تثبيت وجود عسكري أو أمني فيه، والخط الثالث المعروف بـ«الخط الأخضر» أو «خط ذات الاهتمام»، والذي يشكّل عمليًا منطقة عازلة ذات طابع اقتصادي تخضع لشروط صارمة، وقد تشمل مناطق يُمنع سكانها من العودة إليها، في مقابل إصرار لبناني على عودة الأهالي ووقف الاعتداءات.
هكذا، يبدو لقاء ترامب – نتنياهو أشبه بغرفة عمليات سياسية – عسكرية – اقتصادية، تُبحث فيها خرائط النار بقدر ما تُناقش خرائط النفوذ، وسط سباق مفتوح بين خيار التصعيد الكبير أو فرض تسويات قسرية بشروط المنتصر، ما يجعل لبنان والمنطقة على مشارف مرحلة دقيقة تستدعي مراقبة كل خطوة أميركية – إسرائيلية عن كثب.
المصدر : نداء الوطن
شارك هذا الخبر
وفاة مسنة وحفيدتها اختناقًا
احتياطات ذهب مصرف لبنان ترتفع إلى 40.03 مليار دولار
مديرية إعلام حمص: انفجار حمص ناجم عن عبوة ناسفة زرعت داخل مسجد
المرصد السوري: 5 قتلى و17 جريحًا من جراء التفجير في المسجد في حمص
إصابة 14 شخصاً في هجوم بسكين ومادة سائلة داخل مصنع بوسط اليابان
انفجار في مسجد بحمص ومقتل ٣ أشخاص
مزبود تشيّع المؤهل أول في الأمن العام علاء شحادة
طرابلسي: للإسراع في إنصاف المعلمين
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa