08:35AM
وأشار التقرير إلى أن الهواتف الذكية، وعلى رأسها آيفون 17 برو، متوافرة في غزة منذ أشهر، إلا أن الإقبال عليها أثار تساؤلات حادة بشأن الأولويات، خاصة بعدما نقلت صحيفة “The National” الإماراتية تساؤلات لفلسطينيين قالوا: “لماذا الهواتف وليس الطعام؟”.
وتظهر المفارقة في شوارع القطاع بوضوح: منازل مدمّرة وأشخاص بلا مأوى، مقابل آخرين يحملون أحدث هواتف “أبل”. وفسّرت “NBC” ذلك جزئيًا بصِغر حجم الهاتف، ما يجعله أسهل في التهريب أو الإدخال مقارنة بمواد أكثر إلحاحًا مثل الإسمنت أو حليب الأطفال.
لكن المشهد لم يخلُ من انتقادات، إذ تساءلت “The National” عن جدوى إدخال هواتف باهظة بدلًا من مواد إعادة الإعمار أو مستلزمات إنقاذ الأطفال من الجوع، خصوصًا مع وصول أسعار الهواتف الذكية في غزة إلى مستويات مرتفعة جدًا. وبحسب التقرير، تُباع الأجهزة داخل القطاع بأسعار قد تتجاوز نظيراتها عالميًا بنحو عشرة أضعاف، إذ قد يصل سعر هاتف اقتصادي إلى 5000 شيكل (نحو 1500 دولار)، بينما تمثل الطرازات الفاخرة مثل آيفون 17 برو عبئًا يفوق قدرة معظم السكان. وقال سمير كمال أبو دقة، وهو عامل بناء يبلغ 52 عامًا ويعيل أسرة من سبعة أفراد: “لا نستطيع شراء الطعام… فكيف يُطلب منا شراء هواتف؟”.
وبجانب الجانب الاقتصادي، تبرز مخاوف أمنية أيضًا. فقد طرح الصحافي حمزة الشوبكي تساؤلات حول السماح بدخول أجهزة اتصال متطورة، في ظل اتهامات متكررة لإسرائيل باستخدام شبكات الاتصالات لأغراض المراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية، لا سيما أن بعض هذه الأجهزة لم يكن مسموحًا بدخولها حتى قبل الحرب. كما تفرض إسرائيل قيودًا صارمة على البنية التحتية للاتصالات في غزة، إذ لا يتجاوز الاتصال الخلوي تقنية الجيل الثاني (2G)، مع حظر خدمات 3G و4G و5G، ورغم ذلك عاد استيراد الهواتف الذكية عبر القنوات الرسمية للمرة الأولى منذ عامين.
من جهتها، قالت منسقة الأنشطة الحكومية في المناطق (COGAT) إنها ملتزمة بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، لكنها امتنعت عن التعليق على تجارة الهواتف داخل القطاع. وفي السياق ذاته، أوضحت تانيا هاري، المديرة التنفيذية لمنظمة “غيشا” الحقوقية الإسرائيلية، أن الطلب على الهواتف وملحقاتها ارتفع بشكل ملحوظ مؤخرًا.
ويرى مراقبون أن الإقبال على آيفون 17 برو لا يرتبط بالحاجة التقنية بقدر ما يعكس رمزية اجتماعية تمنح حامله “مكانة” حتى في أقسى الظروف. وتقول الباحثة في جامعة كامبريدج البريطانية، منى جبريل: “حتى قبل الحرب والحصار كانت هناك هواتف فاخرة وسيارات باهظة، لكن مع الدمار الهائل والكارثة الإنسانية أصبحت هذه المفارقة أكثر وضوحًا”.
ورغم المخاوف، يبقى الهاتف الذكي أداة أساسية في غزة لمتابعة الأخبار والتعليم والتواصل في حالات الطوارئ، خصوصًا مع تشتت العائلات داخل القطاع، وترى جبريل أن امتلاك هاتف ذكي صار أكثر أهمية من أي وقت مضى. وفي متجر “طبية” للهواتف، الذي يعمل اليوم من خيمة بعد تدمير فروعه السابقة، تُعرض هواتف اقتصادية من “شاومي” إلى جانب آيفون 17 برو.
ويؤكد الاقتصادي فريد قبلان من خان يونس أن الهاتف المحمول بات الوسيلة الوحيدة لـ“نقل الحقيقة إلى العالم”، لكن القلق لا يزال حاضرًا، خاصة بعد حوادث انفجار أجهزة اتصال في لبنان عام 2024، ما زاد مخاوف كثيرين من استخدام بعض الأجهزة. وتعلّق تانيا هاري قائلة: “بعد ما حدث مع أجهزة النداء، شخصيًا لن أقترب من تلك الهواتف”.
شارك هذا الخبر
الوكالة الوطنية للإعلام بحلة جديدة وتطبيق للهواتف!
الإخبارية السورية: دوي انفجار بمحيط منطقة المزة في دمشق
أرباح أكبر الشركات الألمانية تهبط وسط تباطؤ الاقتصاد
إلى نعيم قاسم: السلاح للدولة فقط… ومن دون شروط
تراجع بأسعار المعادن والذهب
النفط يرتفع آسيويًا مع ترقب توترات الشرق الأوسط وتعقيدات محادثات روسيا وأوكرانيا
أخصائية تغذية سابقة في ريال مدريد تكشف عن تجربة قاسية وتتهم الجهاز الطبي بالتهميش والتهديد
“غلوب سوكر” في دبي يكرّم الراحل ديوجو جوتا بجائزة خاصة
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa