دعوة إلى "نفضة وطنية"وبناء دولة قانون وحياد: لا للصمت ولا لفرض التسويات بقوة السلاح

12:34PM

أثبتت النتيجة بعد سنوات من العناد غير المجدي والحروب التي لا علاقة لنا بها واختطاف صوت اللبنانيين ودولتهم أنّ كلّ منطق القوة المدججة بالسلاح والانقلاب على الديموقراطية لا يُجدي نفعًا.

فالبلد وناسه تعبوا وشبابه هاجروا والاقتناع بأنّ الاستمرار بهذا النهج يحمي يعني أنّ تفريغ البلد من أهله مخطط يجري على حساب المصلحة الوطنية تحقيقًا لمصلحة حزب معين ودولة خارجية. 

تُثبت التجربة اليوم وأكثر من أي وقت مضى أنّ ‏لبنان  يحتاج نفضة حقيقية كما يحتاج لمشروع وطني منطقي يؤدي إلى بناء دولة حقيقية تكون الكلمة الفصل فيها للقانون وتكون مؤسسات الدولة الشرعية وحدها الحاكمة. لبنان بات يحتاج وبشدة لأن يعود ليكون دولة حياد إيجابي فاعل، دولة قرارها بيدها فقط، لا بيد أي محور، ولا أي وصاية، ولا أي قوة أمر واقع. ولا بد من الإشارة إلى أنّ فكر بناء الدولة هذا،  يتوافق مع تفكير ونهج وجوه سياسية وسيادية كثيرة أبرزها الشيخ بهاء الحريري.

لا يمكن الاستمرار بالصمت لأنّ ذلك يعني السكوت عن الجريمة والتعايش الصامت مع هذا القتل يعني مشاركة في الجريمة التي ترتكب بحق هذا البلد وفرصة النهوض الجديد.

‏وهذا يعني أيضًا أنّ على لبنان واللبنانيين أن لا يدفعوا مرة جديدة ثمن تسويات فاشلة تُعقد بقوة سلاح غير شرعي وتُفرض عليهم.

انطلاقا من هذا الواقع الصعب ووجود فصة جدية لقيام دولة يعود أبناؤها إليها، ندعو كل اللبنانيين الأحرار في الداخل والاغتراب، إلى تحمل مسؤولياتهم في هذه اللحظة المفصلية والتاريخية، ورفض الأمر الواقع. من أجل العمل الفعلي والمنظم تحت سقف القانون وبناءً على احكام الدستور واتفاق الطائف لإنتاج قيادة وطنية جديدة، نظيفة، مستقلة، قادرة على استعادة الدولة، لا إدارتها بالنيابة عن الآخرين.

وإذ نعايد اللّبنانيين جميعًا بمناسبة الأعياد المجيدة، نأمل أيضًا أن تطوي مع هذه السنة خيار العزلة والاستسلام للقوة غير الشرعية وأن نبدأ سويًا في السنة الجديدة بناء دولة القانون والمؤسسات، الحاضنة لأبنائها كافة واضعين حدًا لهذا الموت المجاني ولصور الدمار التي غيّرت هويتنا. ولذلك، لا بد أيضًا من وضع الثقة بشخصيات أهل لها لا تبيع ولا تشتري تحت الطاولة وهذه أهمية تكريس وجود الشخصيات السيادية في المجلس المرتقب انتخابه. 

فلنكن جزءًا من التاريخ الجديد، العصري والعادل حتى لا يبقى لبنان مخطوفًا من أيديولوجيات لا تُشبه أحدًا من أبنائه.



شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa