رسالة إلى سيادة المطران ميشال عون

24/07/2019 05:18PM

سيدي راعي أبرشية جبيل المارونية، سيادة المطران ميشال عون السامي الاحترام، أنا عبدك الفقير الخاطىء.

تحية وبعد،

أنا ابن أبرشيتكم، ولي كامل الثقة بإلهام الروح القدس للكنيسة ولكم في ما خص قضية مشروع ليلى والأخذ والرد فيها.

سمعنا اليوم بخبر إحالة أعضاء مشروع ليلى الى التحقيق لمسهم الشعائر الدينية، وأنكم ستستقبلونهم في المطرانية، ولا شك بأبوّتكم وعطفكم.

لا شك انّ القضية كبيرة وكان عليكم التحرّك لحفظ القيم والاخلاق، ولكن عندي بعض التمنيات إن سمحتم:

- ليس هناك شخص مثلي الجنس في هذا العالم من دون سبب، كثيرون من المثليين تعرّضوا للتحرّش في الصغر ولأمور أخطر من ذلك، وكثيرون يقومون بردّة فعل تجاه ما حصل معهم، ويتمرّدون على المجتمع، لهذا على المجتمع والكنيسة رعايتهم واحترام كيانهم، وطبعاً توجيههم ليعودوا الى الحظيرة في حال كانوا مسيحيين.

-  اتصلت بي سيدة ابنها مراهق أخبرها بميوله، وعمدت الى متابعته مع مختص ومع أحد الكهنة، ولكن بعدما قرأ التهجمات العنيفة والشتائم وفتح نار جهنم على أعضاء جمعية ليلى على مواقع التواصل، تبرّأ من عائلته ومن الكنيسة وقرّر عدم الاستمرار في العلاج.

-سيّدنا، أنتم اليوم تفتحون باب مطرانيتكم لأعضاء مشروع ليلى، فتظهرون أنّ ابواب الكنيسة مفتوحة للجميع، وهذا عمل محبة كبير، ولكن، ماذا لو قام أحد المطربين المسيحين يوماً عن قصد أو عن غير قصد بالتعرّض لدين آخر، فقيد الى التحقيق، وفرض رجال الدين المسلمين عودة ذاك الشخص الى الغناء بتقديم الطاعة لرجال الدين المسلمين، فنكون قد اغلقنا الباب أمام القضاء وشرّعنا حكم رجال دين ربما ليسوا بعارفي محبة يسوع كما أنتم تعرفونها.

- سيدنا، ماذا لو قام رجال الدين المسلمين في جبيل بمنع الحانات والمطاعم المسيحية في السوق العتيق القريب من مقابر المسلمين من تقديم الخمر وإعلاء الموسيقى؟ ماذ الذي يمنعهم من ذلك بعد أن شرّع آلاف المسيحيين على مواقع التواصل الإدانة، فيقوم آلاف المسلمين بادانة المسيحيين في سوق جبيل وغيره؟

- لا شكّ أنّ ما يقوم به أعضاء مشروع ليلى غير أخلاقي ويضرب القيم التي ربينا عليها، ولكن بكل بساطة، في بلد القانون، يتحرك القضاء، ويقوم بالواجب، ولكن خوفي أن يتحوّل المجتمع المسيحي الى مجتمع ديّان ونحن نشهد منذ فترة على موجة خطيرة على مواقع التواصل تدين ليس فقط اعضاء مشروع ليلى، بل الكهنة.

-سيدنا، ليس اعضاء ليلى فقط من هم بحاجة الى الرعاية والتواصل معهم، بل مئات، آلاف المسيحيين الذي فتحوا نار جهنم وأبواب النار على أعضاء مشروع ليلى، على كهنة، على اساقفة، على البابا فرنسيس...هؤلاء من هم بحاجة ايضاً الى رعاية.

-في فترات ماضية قامت قيامة القضاء والشعب على كهنة خرجوا عن مسار الكنيسة، تعرضوا للناس، وقاموا بأعمال مشبوهة. فباسم المحبة طلبت الكنيسة عدم التعرض لهم في الإعلام، وتستّرت عن الموضوع. أمّا اليوم، فنسمح بالتشهير علناً بشباب لبناني، أخطأ نعم، ولكن هل بالتعرّض للناس نقربّ هؤلاء من المسيح ودين المحبّة؟

- نحن نثق بحكمتكم، ونصلّي كي يحفظ الله لبنان والكنيسة من اي اعتداء.

نعم، مشروع ليلى مشروع تدميري للبنان، وغيرة المسيحيين على كنيستهم كانت كفيلة بوقف أي تعدّ على القيم، ولكن، في قلب الدفاع عن القيم، هل أظهرت غيرة الشعب، هل أظهرت المحبة لهؤلاء الذين لا يعرفون يسوع؟ ويبقى انّ آلاف التعليقات انتقدت الكنيسة والذين هاجموا مشروع ليلى وايضاً هؤلاء من المسيحين، فهل هناك من خطة للتواصل معهم؟

سيدي، ربما ربح المسيحيون، ولكن هل ربح المسيح؟

صلّوا لأجلنا


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa