أزمة " البوركيني" تعود الى "المسابح".. وحملة لمكافحة العنصرية ضد المحجبات

ردود الفعل على واقعة منع المنتجعات اللبنانية النساء المحجبات من السباحة في البحر بسبب ارتدائهن "البوركيني"، تعكس الانفصام الذي يعانيه مجتمعنا، بل تعكس قبل كل شيء القوّة التي اكتسبتها من هذا التعصب الطبقي والثقافي، القائم على استبدال الحيّز العام بالحيّز الخاص.

المسابح المختلطة في لبنان لا تسمح للمحجبات اللواتي يرتدين هذا النوع من اللباس من السباحة في المسبح وذلك لعدة اعتبارات منها القوانين العامة التي تفرضها السباحة في المسبح، إذ يعتبر أصحاب المسابح في لبنان أن الذين يرتادون المسابح لا يتقبلون فكرة أن تنزل فتاة محجبة إلى "المسبح" وحتى إلى الشاطئ وذلك لأن اللباس المعتمد بحسبهم هو البيكيني وغير ذلك هو مرفوض وعلى من يرتاد هذه المسابح أن يتقيد بالقوانين المفروضة منذ زمن.

آخر فصول "النعرات العنصرية"، وبحسبب معلومات موقع "السياسة"، كان رفض منتجع "كامبنسكي" دخول إحدى المواطنات الخليجيات المحجبات المتأهلة من شخصية لبنانية مرموقة  الى الشاطئ بسبب ارتدائها البوركيني. 

وفي هذا الصدد انطلقت حملة "البحر بيساع الكلّ – Don’t hate tolerate" التي أطلقتها المحامية روى سليمان للدفاع عن حق النساء في لبنان بالسباحة بالـ"البوركيني". 

كما علم موقع "السياسة" أنه تم عقد اجتماع بين المحامية سليمان ووزير السياحة أفيديس كيدانيان حيث استمع كدانيان إلى مطالب الحملة، واعدا بمعالجة الأمر لما فيه من مصلحة للسياحة اللبنانية.

وفي هذا الإطار،  توضح المحامية سليمان أن " وزارة السياحة أصدرت منذ عام 2017 تعميم على الفنادق والمنتجعات يتضمن السماح للنساء المحجبات ارتداء البوركيني ودخول المسابح اللبنانية". 

وفي حديث للـ"السياسة"، تشدد سليمان على أن " المواطنات المحجبات لا يزلن يعانين من التمييز بحيث أن قرار الوزارة لم يتم التقيد به حتى تاريخ اليوم"، وتلفت إلى أن "اللقاء الذي جمع بينها وكيدانيان هدفه الإضاءة على هذه الإشكالية وحثّ الوزير على إلزام الفنادق والمرافئ والمنتجعات بهذا التعميم". 

" كيدانيان يحرص على تأمين المساواة بين المواطنات اللبنانيات وإعطائهن الحق بالتمتع على كلّ متر مربع من الشاطئ اللبناني "، بحسب قول سليمان، التي تؤكد أن  "  وزير السياحة على يقين بأن الأثر الذي تخلفه هذه القضية سيشكّل نوعا من الخوف على السياحة اللبنانية التي ترتكز على الزائرين الخليجيين وبالتالي كيدانيان يعمل على مكافحة العنصرية ضد المحجبات اللبنانيات التي بدورها ستؤثر ايجابياً على ردود الأفعال العربية" .

وعن حملة "البحر بيساع الكلّ – Don’t hate tolerate"، تلفت سليمان إلى أن "بوادر الحملة تهدف أولاً إلى توعية النساء والإضاءة على حقوقهن لكي يعلم الجميع أن للمرأة المحجبة الحقّ وكلّ الحقّ بارتداء البوركيني"، وتشير إلى أن " الهدف الثاني حثّ المسؤولين على تطبيق التعميم الصادر عن وزارة السياحة الذي يضمن حرية المرأة وأخذ القرار بالجدية اللازمة". 

كما تشدد على أن " دور الإعلام مهّم جداً لانجاح هذه الحملة والشريك الأساسي لتوعية المرأة حول حقوقها إلى جانب دعم وزارة السياحة والقانون الذي دائما ما كان يؤمن لها سقف الحماية".

المصدر : السياسة