11/08/2019 10:04PM
عُثر، أمس (السبت)، على رجل الأعمال والملياردير الأميركي جيفري إيبستين ميتاً في زنزانته في سجن فينيويورك حيث كان ينتظر المحاكمة على خلفية اتهامات بتهريب بشر لأغراض جنسية، وكان إيبستين دائماً ما ينفى ارتكابه لأي جرم في هذه الاتهامات.
وفي عام 2011 أكد إيبستين لصحيفة «نيويورك بوست» التي كانت تُعِدّ تحقيقاً عنه أنه ليس «وحشاً مفترساً يبحث عن طرائده لإشباع رغبته الجنسية»، قائلاً: «أنا مجرد مذنب. والفرق بين الأمرين مثل الفرق بين جريمة قتل وسرقة كعكة».
وبعد سنين ذهب إيبستين إلى السجن بعد إعادة فتح التحقيق في القضية التي حوكم على أثرها عام 2008، لكن التهمة الجديدة ليست استغلال قاصر بغرض الدعارة، بل تهريب بشر لأغراض الجنس، وهذه التهمة أبعد ما تكون عن جنحة سرقة كعكة.
فما قصة الملياردير الأميركي الذي أسقطه هوسه الجنسي بالقاصرات؟
ولد إيبستين (66 عاماً) في ولاية نيويورك لأب عامل بسيط، ولم يكمل تعليمه الجامعي، لكنه وُصف بأنه موهوب في الرياضيات، وقد مكَّنته قدراته من الحصول على وظيفة مدرس رياضيات في مدرسة خاصة بنيويورك، في أواسط السبعينات من القرن الماضي لمدة عامين.
وقد عرض عليه أيس غرينبيرغ، والد أحد طلبته، العمل لديه في مؤسسته المالية «بير ستيرنز» ومنها انطلق إيبستين إلى عالم الثروة والغنى اللامحدود، حسب ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
خلال عمله في هذه المؤسسة الكبيرة تولى إيبستين خدمة كبار رجال الأعمال والمستثمرين وكانت مهمته تقديم المشورة لهم حول مجالات الاستثمار المثالية. ومن بين هؤلاء الأثرياء كان ليزلي فيكسنر صاحب شركة الملابس الداخلية النسائية المشهورة «فيكتوريا سيكريت» الذي أصبح لاحقاً مستشاره المالي.
ولم يلبث أن أسس إيبستين عام 1982 شركته الخاصة المتخصصة في مجال إدارة الاستثمارات وبفضل الكاريزما والذكاء الذين تمتع بهما نجح في جذب كبار الأغنياء حول العالم، ويقال إنه لم يكن يقبل بأقل من مليار دولار كي يستثمرها لأي شخص يرغب في توظيف ماله لديه.
امتلك إيبستين خلال فترة قصيرة أغلى وأكبر عقار في قلب مانهاتن بنيويورك، وقصوراً في فلوريدا ونيو مكسيكو وجزيرة خاصة في الكاريبي وشقة في شارع فوش الراقي بباريس، وكان المشاهير والنجوم والفنانون وكبار الساسة ضيوفاً شبه دائمين على الموائد العامرة التي كان يقيمها إيبستين، ومنهم: بيل كلينتون ودونالد ترمب والممثل كيفن سبيسي والمخرج وودي آلان.
إطراء ترمب
تحدث عنه ترمب عام 2002 قائلاً: «أعرفه منذ 15 سنة. إنه شخص هائل، صُحبته مليئة بالمُتَع ويقال إنه يحب النساء الجميلات مثلي تماماً، وهو يميل إلى النساء صغيرات السن، جيفري يستمتع بحياته الاجتماعية دون شك».
عام 2003 حاول إيبستين بالاشتراك مع منتج هوليوود السجين حالياً بتهم الاغتصاب هارفي وينستين شراء مجلة «نيويورك» لكنهما أخفقا في ذلك، وفي العام نفسه تبرع لجامعة هارفارد بمبلغ 30 مليون دولار.
تفادى إيبستين الظهور في المناسبات العامة وحضور دعوات العشاء في المطاعم، وظل محافظاً على حياة خاصة بعيدة عن الأضواء، وارتبط بعلاقات مع ملكة جمال السويد السابقة، إيفا أندرسون دابين، وتشيزلين ابنة الناشر روبرت ماكوسيل لكنه لم يتزوج قطّ.
وقد وصفته رئيسة شركة تيفاني للمجوهرات عام 2003 بأنه «لغز كبير أشبه بالشفرة ومنغلق جداً».
بداية المتاعب
عام 2005 اتصلت امرأة بالشرطة وقالت إن ابنة زوجها البالغة من العمر 14 عاماً تعرضت لاعتداء جنسي على يد شخص ثري في حي «بالم بيتش».
وخلال استجواب الشرطة، روت الفتاة ما جرى لها بالتفصيل في منزل فخم كبير وقالت إن رجلاً ذا شعر رمادي طلب منها التعري وتدليك جسده، وعرضت الشرطة عليها صور بعض الأثرياء في المنطقة، ومن بينها صورة لإيبستين فتعرفت عليه فوراً.
وتحدثت التقارير عن مئات الفتيات، بينهم عدد كبير من القاصرات وغالبيتهن من أسر فقيرة ومفككة ويتيمات ونزيلات دور الرعاية، إذ كان يمنح كل فتاة ما بين 200 إلى 300 دولار مقابل الزيارة الواحدة وكان يطلب من الفتيات أن يستقطبن غيرهن من الطالبات الصغيرات بحيث تصبح الفتاة «وسيطة دعارة»، وتحصل على مبلغ مقابل جلب فتيات أخريات، لدرجة أن واحدة قالت إنها جلبت له أكثر من 100 فتاة.
وكانت شروط إيبستين بسيطة وواضحة: «أريد فتيات صغيرات وشقراوات ونحيفات».
وأبلغت إحدى الفتيات إيبستين بأن الشرطة حققت معها بشأن ما يقوم به، وما لبثت الشرطة أن داهمت المنزل وعثرت على عدد كبير من الصور المخلة والأدوات الجنسية.
وأوضح رئيس شرطة «بالم بييتش» وقتها أن التحقيق «يشير إلى أننا لسنا أمام مجرد إشاعة أو رواية غير مترابطة لفتاة تحرش بها شخص ما، نحن إزاء رواية لأكثر من 50 فتاة يحكين التفاصيل نفسها».
متهم ذو نفوذ هائل
كان إيبستين يتمتع بنفوذ وسطوة إلى درجة أنه عندما كانت تجري محاكمته في المرة الأولى، كان المدعي العام يخشاه فقد كان صديقاً لكل من الرئيس السابق بيل كلينتون والرئيس الحالي دونالد ترمب والأمير أندرو، ابن ملكة بريطانيا وشقيق ولي العهد الحالي الأمير تشارلز.
كما أن فريق الدفاع عنه كان يضم كبار المحامين في الولايات المتحدة وأحد كبار الأساتذة في جامعة هارفارد.
وقد أملى هذا الفريق كل بنود الاتفاق بين الادعاء العام والمتهم، وهو أمر يُعدّ سابقة في القضاء الأميركي.
وأبرم المدعي العام بالولاية وقتها ألكسندر أكوستا اتفاقاً مع محامي المتهم، ونص على أن يقر إيبستين بتهمة صغيرة ويُسجن مدة 18 شهراً، ويُدرج اسمه في سجل المتهمين بجرائم جنسية.
سمح الاتفاق لإيبستين بتفادي مواجهة محكمة فيدرالية وإغلاق ملف تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي في القضية، وكان من بين بنود الاتفاق بقاء ما تم الاتفاق عليه طي الكتمان، ومنع الكشف عن أسماء أي أشخاص ضالعين في القضية ومنع محاكمتهم كما لم يتم إبلاغ الضحايا بفحوى الاتفاق.
وخلال فترة السجن كان يُسمح له بالبقاء 12 ساعة في اليوم خارج السجن. وقد أُخلي سبيله بعد 13 شهراً لحسن سلوكه ولدى خروجه من السجن أقام حفلاً كبيراً كان من بين المدعوين إليه الأمير أندرو.
وأُدرج اسم إيبستين في قائمة الدرجة الثالثة من المتهمين بارتكاب جرائم جنسية في نيويورك، ومعناه أن هناك احتمالاً كبيراً لارتكابه الجرائم نفسها مرة أخرى، ورغم ذلك احتفظ بكل ثروته ومن بينها ثلاث طائرات خاصة.
وصرح الصحافي الشهير مايكل وولف لمجلة «نيويورك ماغازين» عام 2007 التي كانت تعد ملفاً عن إيبستين خلال مرحلة التحقيق معه، بأنه لم يُخفِ أبدأ ولعه بالفتيات الصغيرات، وقال: «في إحدى المناسبات وخلال مرحلة مشاكله القانونية، قال لي: ماذا عساي أقول، أنا أحب الفتيات الصغيرات، فقلت له: ربما عليك أن تقول إنك تحب النساء الشابات».
نهاية مذلة
أُلقى القبض على إيبستين مرة أخرى في السادس من يوليو (تموز) الماضي لدى عودته من باريس على متن طائرته الخاصة، وداهم رجال المباحث الفيدرالية مسكنه الفخم في مانهاتن، وهو المكان الذي ارتُكبت فيه أغلب الانتهاكات وصادرت الشرطة كثيراً من الوثائق التي تدينه.
ورُفض طلب الملياردير الأميركي الإفراج عنه بكفالة أوائل الشهر الماضي، بعد مثوله أمام محكمة في نيويورك، وكان يواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 45 سنة في حال الإدانة.
وعثر على إيبستين مصاباً بجروح في سجنه في أعقاب محاولة انتحار مفترضة، بحسب تقارير عدة في وسائل الإعلام منتصف الشهر الماضي، وكان شبه فاقد للوعي مع كدمات على رقبته، وبدأ تحقيق في احتمال أن يكون إيبستين تعرض لاعتداء.
وعُثر عليه ميتاً هذه المرة في زنزانته بسجن في نيويورك أمس (السبت)، وأثار موته سلسلة من نظريات المؤامرة بسبب علاقته القوية بكثير من أبرز الساسة والمليارديرات، منهم نظرية تبناها الرئيس ترمب تقول إن بيل كلينتون كان مسؤولاً بصورة ما عن مقتل إيبستين.
فبعد ساعات من ظهور تقارير وفاة إيبستين داخل السجن، أعاد ترمب تغريد منشور على «تويتر» مضمونه أن إيبستين كانت لديه معلومات حول بيل كلينتون، والآن قد مات.
شارك هذا الخبر
بالفيديو...عضو المكتب السياسي بحزب الكتائب يوجه تحية للمقاومين… انتو بتشبهونا
واشنطن: نضغط بقوة للتوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان
ادرعي يزعم استهداف "محاور نقل على الحدود بين لبنان وسوريا"
بالارقام: كم بلغت حصيلة الاعتداءات اليوم؟
ادرعي يزعم: هذا ما تم استهدافه في الضاحية الجنوبية
مرة جديدة...الضاحية تحت القصف!
غارة تستهدف الضاحية الجنوبية
حصيلة جديدة لضحايا القصف الاسرائيلي على غزة والارقام مرعبة!
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa