"Nasmaya"... "طوق" نجاة للشباب اللبناني

20/08/2019 05:29PM

يكاد اللبنانيون يفقدون الصبر من الحالة الاقتصادية والمعيشية التي تتخبط بها البلاد، إذ بات الحديث عن  الوضع الاقتصادي الدقيق "الشغل الشاغل" للمواطن اللبناني ولدولته الكريمة. والسياسيون بمختلف انتماءاتهم ومواقعهم وتوجهاتهم منشغلون بهذه "الأزمة". ثمة من دعا إلى إعلان حال طوارئ اقتصادية، وثمة من رأى أن اقتصاد لبنان على شفير الهاوية. فيما يتخوّف البعض من الوقوع في مأزق يشبه أحداث مجاعة "سفر برلك". بالمقابل هناك من يسعى إلى زرع بعض الأمل علّه يساعد على النهوض من قعر مجهول. أما المواطن اللبناني يتحسسّ في كلّ دقيقة من يومه هذا الواقع المرير مع كل فاتورة وكلّ عملية شراء من المتاجر الخالية وكلّ حلم بتأشيرة سفر أو هجرة وكلّ نقطة عرق يذرفها من أجل تحصيل أبسط حقوقه.

الأسئلة كثيرة والهواجس أصبحت مؤكّدة، إذ إن الوضع الاقتصادي ليس بخير، ولم يعد تعريف الفقر في وقتنا الحالي مرتبطا بـ"الكليشيهات" النمطية التي تعودنا عليها. تغير هذا المفهوم وأصبح يرمز إلى  من ليس له دخل جيد وقدرة شرائية جيدة، ومن لا يستطيع تأمين السكن والصحة والتعليم، ومن ليس بإمكانه الحصول على فرص العمل. هذا واقعٌ ما انفكّت تؤكده معطيات وأرقام ومواقف أهل السلطة والخبرة، وإن اختلفوا حول المسببات والأسباب وتراشقوا الاتهامات.

وعلى الرغم من الوضع "الكارثي" الذي تشهده البلاد، إلا أن "الدني بعدها بألف خير". إذ يعمل الشباب اللبناني على لجم حديّة الخوف والمساعدة قدر الإمكان من خلال المنظمات غير الحكومية مثل الـ"NGO" التي تسعى دائما إلى تقديم أفضل ما يمكن للعائلات اللبنانية ضمن مناطقهم وعلى كامل الاراضي اللبنانية. كجمعية "chreek" التي تسعى إلى إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية والبيئية كما الزراعية. 

"nasmaya" مشروع بارز افتتحته جمعية "chreek"،  Capital Human Recycling Environmental Economic Kit بهدف مساعدة الجمعية التعاونية الإنتاجية الزراعية ميروبا التي تعنى بتصريف المنتوجات الزراعية ومونة "الضيعة". إلا أن هذه التعاونية توقفت طوال 10 سنوات نتيجة عدم قدرتها على الاستمرارية على الرغم من تدريب معظم سيدات ميروب على أحدث الآلات المتطورة لصنع أعلى جودة ممكنة. 

وتوضح منسقة مشاريع جمعية "Chreek" جوسلين سعادة أن "فكرة Nasmaya   انطلقت من سياق تعزيز الانتاج الوطني والصحيّ إذ لم تعد المنتوجات المنزلية كالربّ والكبيس مرغوبة وبالتالي تعمل الجمعية بالتعاون مع التعاونية على تطوير المنتوجات الغذائية وتصريفها في الأسواق مما يؤدي إلى ايجاد فرص عمل وتحسين الوضع المعيشي للعائلات ولو بقليل". 

وفي حديث للـ"السياسة"، تلفت سعادة إلى أن " معظم العاملين في Nasmaya  هم أفراد كانت تتعاطى المخدرات وخضعت للعلاج الكامل لتخطي هذه المرحلة وبالتالي مشروعنا يؤمن فرصة عمل لهؤلاء الشباب".

أما عن مضمون المشروع، تشير سعادة إلى أن "  الجمعية حولت أرضاً واسعة في ميروبا إلى مقرّ يتضمن عدّة "جلسات" جميلة تجذب المواطن اللبناني لزيارتها، الذي بدوره يساهم ولو بجزء بسيط من المال الذي يعود مردوده للشباب العاملين وسيدات ميروبا اللواتي يحضرن المأكولات الصحية السريعة المصنوعة من حبوب الصويا، وذلك عبر طلب الزائر أطباق غذائية من المنتوجات الموجودة". 

"هدفنا اليوم الانتقال إلى بيروت للتمكن من تصريف المنتوجات اللبنانية"، تقول سعادة، التي توضح أن " هدف الجمعية ليس الربح الكامل بل ايجاد حلول صحية وزراعية لأبناء البلد عامة وبيئة لبنان خصوصاً إذ جزء من المردود المالي سيتم استعماله لزراعة الأشجار وذلك بهدف استعادة جمال لبنان بطبيعته النقية". 

وتؤكد جوسلين سعادة " أن وزارة البيئة ووزارة الزراعة تدعمان المشروع وبالتالي مشروع جمعية "Chreek" يساهم في تقديم حلول بيئية وزراعية كما الاجتماعية".

مبادرة "Chreek" أكثر من مميزة، إذ على الرغم من اضمحلال وجود أي ضمير حيّ من قِبل سياسيي هذا الوطن، لا زالت بوادر الأمل موجودة في نفوس الشباب اللبناني الذي دائما ما يسعى إلى إيجاد حلول تخفف عن أخيه الإنسان البؤس المعيشي والاجتماعي الذي يأكل حياته اليومية في ظل غياب استراتيجية واضحة للمعالجة والمساندة من قِبل الدولة.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa