"خان شيخون".. تضع أنقرة في مأزق وتفتتح معركة إدلب

22/08/2019 04:46PM

منذ نهاية نيسان الماضي، والقوات السورية تسعى بالتعاون مع موسكو لاستعادة السيطرة على محافظة إدلب، حيث لا يزال المسلحون يتمركزون في الجيب الشمالي الغربي من البلاد، الذي يشمل معظم المحافظة، وأجزاء من محافظات حلب وحماة واللاذقية.

وفي الأيام القليلة الماضية، احتدمت وتيرة المعارك والقصف الجوي على مواقع وأماكن تواجد المسلحين في المحافظة في إطار عملية عسكرية واسعة بدأها النظام السوري لإستعادة ما تبقى من أراضي واقعة تحت سلطة المسلحين. هذه المعارك شمالي غرب سوريا، وضعت مدينة خان شيخون تحديدا، والتي كانت الهدف الاول في خطة الجيش السوري العسكرية، في دائرة الضوء ليس اقليميا فحسب وإنما دوليا.

خان شيخون.. المدينة الواقعة على الطريق الذي يصل حلب مرورا بحماه وحتى جنوب سوريا، 

تتمتع بأهمية إستراتيجية كبيرة في خطة الجيش السوري لاستعادة إدلب، آخر معقل في قبضة المسلحين. لذلك تمكن الجيش السوري بعد أيام من العمليات العسكرية المكثفة وبطريقة خاطفة من استعادة السيطرة الكاملة على مدينة خان شيخون، فضلاً عن الوصول إلى الطريق الدولي حماه ــ حلب، فأحكم بذلك الطوق حول جيب ريف حماه الشمالي وعزله بشكل كامل. خان شيخون هي نقطة إنطلاق أساسية لتمدد الجيش السوري  على طول الطريق الدولي الذي يربط حلب بحماه، فضلا عن وجود اهم نقطة مراقبة تركية في مدينة مورك في أقصى حماه الشمالي، والتي باتت محاصرة ومعزولة وواقعة تحت السيطرة النارية للجيش السوري.

هذا التطور السريع فتح الباب أمام صدام جديد بين النظام السوري مدعوما بروسيا والجانب التركي الذي يراهن على معركة إدلب حيث تمتلك انقرة قوات عسكرية في إطار اتفاق مُبرم مع روسيا بهدف إنشاء ما يعرف بمنطقة خفض التصعيد. 

ما حققه الجيش السوري حتى الساعة، يكتب أهمية عسكرية وسياسية كبرى، بحسب الخبراء الإستراتيجيين. فميدانيا، إن سقوط كل قرى جيب ريف حماه الشمالي ومدنه وفقدان نقطة المراقبة التركية أي أهمية، يعني أن انقرة في حالة  لا تُحسد عليها، بسبب حالة التخبط الشديد في صفوف المجموعات المسلحة التي تراجعت وانسحبت تدريجيا منذ بدء العملية العسكرية شمالا.

كما أن تركيا  وقعت في مأزق سياسي، حيث ان اتفاقات خفض التصعيد الموقعة مع روسيا بدأت تتساقط فعلياً على الأرض بالمشاركة الروسية النشطة في إنهاء الوجود المسلح الموالي لتركيا في مناطق شمال غرب سوريا. حيث ان المفاوضات التركية – الروسية التي كان من المفترض أن تصل الى وقف لإطلاق النار وتراجع الجيش السوري الى منطقة الهبيط بوابة ريف حلب الجنوبي لم تعد قيد التحقق حاليا بعد السيطرة الكاملة على خان شيخون والتوغل أكثر باتجاه إدلب.

ويرى خبراء استراتيجيون ان سيناريو المرحلة القادمة في المنطقة هو السيطرة على معرة النعمان وسراقب شمالا، وبعد تأمين المنطقة سيتم إحكام السيطرة على الطرق الأساسية نحو المدن الرئيسية في إدلب.

فاستعادة خان شيخون سيكون مقدمة ليس لتحرير كامل محافظة إدلب فقط وإنما لتحرير كامل ما تبقى من أراضي سورية محتلة في الشمال والجنوب والتنف، وسيشكل ذلك علامة بارزة في خريطة الحرب على الإرهاب وخطوة مهمة على طريق إنهاء الحرب ضد سوريا.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa