"شتلة الجنّة"... حشيشة بقلم القويّ!

سيران حايك

هناك، على الحصيرة الرقميّة لـ "التلفزيون العربي"، ينبسط وثائقي لا كوثائقياتٍ غزَت صغرى الشاشات في آونة فاتت. هو قلم القويّ، والإضافة الإعرابيّة قبل الفاصلة تعني الصحافي والاستقصائي والإنساني والأديب الذين فيه.

موسيقى كالتي استوطنت قلوباً وقتَ فرشها بيتر خوري على رؤوس السنوات، ريح، بَرْد، سيارة شُغل، هزّة، هزّات، رائحة استقصاء، صوت حسين خريس. أهلاً احتراف! وثائقي "شتلة الجنّة" من "وثائقيات العربي" يأخذ "الحشيشة" إلى الأبعد، سابراً في الصناعة، فالتجارة. "شتلة الجنّة"، عنوان يقدّس ما تُشَيْطنه أكوان. فريق محترف يخصّص من الساعة نصفاً، ليضيء على جانب إنساني من شريحة جرَّمها مجتمع، إثمها أنّها ارتمت في الممنوع يوم كانت المذلّة الخيار الآخر.

شريط الاستكشاف يكرّ صقيعاً. يُقَرمِش خريس ثلجاً وصولاً إلى المزارعين. يصل. هنا القاطع آخر، والعالم "غير"، والحرية حرمان. هنا، يائسون من التشريع... وإن حصل، لن يحصل.

يلفّها... يَمُجّ... ينفخ... ثمّ "مَجَّة"، أيضاً " مَجَّة"،... يُمعن مَجّاً، فنفخاً... يكاد الدخان المتناثر منها يطمس تلك الورقة على مكتبه... "شهادة حسن سلوك". "قررت الوقوف إلى جانب أهلي في بلدة اليمّونة ضدّ الدولة"، مختار اليمّونة جمال شريف في أجرأ تصريح نقلَته شاشة! "أهلي هنّي الأولى فيّي مش الدولة"... "رجال الدين اللي تخرّجوا من عنّا وكلّ الموظّفين، الضبّاط، الأساتذة، كلّن تعلّموا من ورا الحشيشة... الدمّ اللي بيجري بعروقنا، الحشيشة إلها فضل عليه"، شرساً يقولها المدافع عن حقوق أهل اليمّونة الحشيشيّة، كما يحلو لأهل منطقته تلقيبه. "اللي ما بيزرع حشيشة منبوذ". 

مهلاً، يطوي الوثائقي دقائقه، وبالكاد نُشاهد مقتطفاً للمُعِدّ. جوع الشّهرة وتكرار الـ inserts ودفع الضيف للفظ اسم الصحافي والزحف و "التعمشق" والعنتريات لم تجد لها في عمل خريس منزلة. نوادر الأمثال. صح؟

شتاء 2019، حسين خريس يقطّب مغامرة صحافي لبناني يحقّق في ممنوع، فتمسي لحظاته على مقصلة المحكّ. أقوى الأوان وقت روقِب، حوصِر، غاب، هُدِّد، فسابق الفجر.

"شتلة الجنّة" يعصر من حسين خريس جريء الصورة، فيكرّسه في كادر الاستقصائي وحشاً.

مع احترامي...

لمشاهدة وثائقي "شتلة الجنّة" اضغط على الرابط التالي:

https://www.youtube.com/watch?v=B0oBNVnwdkI

المصدر : السياسة