هكذا انقلبت الادوار.. الدولة اللبنانية تمارس نوعا من الابتزاز وتهدّد بالانهيار؟

21/09/2019 06:38AM

أجرى رئيس الحكومة سعد الحريري سلسلة لقاءات مع المسؤولين الفرنسيين، وفي مقدمهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، تمحورت حول مؤتمر «سيدر»، وتخللها توقيع «خطاب نوايا» مع فرنسا لتزويدها لبنان بمعدات عسكرية، لحماية حقول النفط والغاز البحرية في المستقبل.

وأعلن الحريري، بعد لقائه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في قصر الاليزيه: «إتفقنا على أن يكون هناك تواصل أكثر لمتابعة مقررات «سيدر» عبر لجنة متابعة قد تجتمع في تشرين الثاني»، مشيراً الى انه «كانت للفرنسيين ملاحظات وأخذناها في الاعتبار، والمهم الاسراع في الاصلاحات».

وبَدا تأكيد الرئيس الفرنسي واضحاً على انّ إطلاق «سيدر» يتطلب إجراء الاصلاحات أوّلاً، حيث قال: «نحن ملتزمون مقررات مؤتمر «سيدر»، ونتمنى تطبيق الاصلاحات سريعاً، ونأمل ان تتقدم الحكومة بمشاريعها في الكهرباء والاصلاح لِما فيه مصلحة كل اللبنانيين». وشدد في الوقت نفسه على «التزام فرنسا الوقوف الى جانب لبنان».

وقد بَدا واضحاً من الكلام الذي أدلى به الحريري بعد لقائه ماكرون، انّ الملاحظات التي أدلى بها الموفد الفرنسي بيار دوكان في بيروت، كرّرها المسؤولون الفرنسيون على مسامع رئيس الحكومة في باريس: نريد إصلاحات قبل البدء في تنفيذ «سيدر».

ورغم انّ الحريري اعترف بهذا الواقع بأسلوب مُغاير، إلّا انّ النتيجة التي يمكن استنتاجها هي انّ باريس، ورغم قلقها من انهيار الوضع المالي والاقتصادي في لبنان، لن تعطي إشارة الانطلاق لـ«سيدر» قبل بدء الاصلاحات. واعترف الحريري بوجود ملاحظات فرنسية، مؤكداً امام الاعلام أنه أخذ هذه الملاحظات في الاعتبار، «لكنّ المهم الاسراع في الاصلاحات، فلم يعد لدينا المزيد من الوقت».

وفي رأي المراقبين، انّ الحريري لم يحمل معه أوراقاً قوية لإقناع الفرنسيين ببدء تنفيذ «سيدر». وبخلاف وصول مشروع الموازنة الى الحكومة في وقت مبكر لمناقشتها، وعلى أمل إقرارها ضمن المهلة الدستورية، فإنّ الحريري لم يحمل معه أي ورقة قوة أخرى، وكل ما قدّمه المزيد من الوعود بإنجاز الاصلاحات التي التزم بها لبنان في «سيدر» ولم ينفذها حتى الآن.

وبحسب المراقبين، إنّ الدولة اللبنانية باتت تمارس نوعاً من الابتزاز لِحَث المجتمع الدولي على بدء تنفيذ «سيدر»، وبدلاً من إنجاز الاصلاحات، فإنّ الدولة تحاول إخافة المجتمع الدولي ملوّحة بأنّ الوضع المالي سينهار، اذا لم يبدأ تنفيذ «سيدر». وهكذا انقلبت الادوار، وصارت الحكومة اللبنانية هي مَن يهدّد بالانهيار للضغط على الدول، الحريصة على الاستقرار، كي تدعمنا!


المصدر : الجمهورية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa