ما الذي سيساهم في تعزيز الرعاية الدولية لاقتصاد لبنان؟

22/09/2019 06:23AM

قالت مصادر وزارية مواكبة للأجواء التي سادت المحادثات التي أجراها رئيس الحكومة سعد الحريري في باريس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وكبار المسؤولين الفرنسيين ومن بينهم المعنيون بوضع مقررات مؤتمر "سيدر" لمساعدة لبنان للنهوض من أزماته الاقتصادية والمالية على سكة التطبيق، بأن اجتماع هيئة المتابعة الاستراتيجية المنبثقة عن المؤتمر سيخصص لإطلاق الضوء الأخضر للبدء بتنفيذ رزمة من المشاريع الإنمائية تبلغ تكلفتها نحو مليار و400 مليون دولار تأمَّن تمويلها.


وأكدت المصادر الوزارية لصحيفة "الشرق الأوسط" أن اجتماع الهيئة الاستراتيجية سيُعقد في باريس في تشرين الثاني المقبل في حضور الحريري ووزراء فرنسيين وممثلين عن الدول والمؤسسات المالية المشاركة في مؤتمر "سيدر"،  وقالت إن الحكومة ستبادر خلال المهلة الزمنية الفاصلة عن انعقادها إلى توظيفها في الإسراع في إنجاز الإصلاحات المالية والإدارية وصولاً إلى ترشيق القطاع العام وخفض تكلفته المالية، إضافة إلى إمكانية إقرار الموازنة للعام المقبل في موعدها الدستوري على أن تنم عن وجود إرادة حكومية لخفض العجز فيها الذي يؤدي حكماً إلى خفض خدمة الدين العام.


واعتبرت أن إطلاق الهيئة الاستراتيجية الإشارة لانطلاق التنفيذ، يعني أن لبنان ليس متروكاً لوحده في خضم التطاحن الإقليمي والدولي والوضع المتفجّر في عدد من دول الجوار، وقالت إن الرعاية الدولية للبنان ما زالت قائمة من أصدقائه على المستويين الدولي والعربي.


ولفتت إلى أن من شروط الحفاظ على هذه الرعاية الدولية، التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس عن الحروب والنزاعات المشتعلة التي ما زالت تدور من حوله وصولاً إلى تعزيزها وتثبيتها من خلال وضع الخطوات العملية لمنع انزلاق البلد في متاهات من شأنها أن تقحمه في الصراعات الإقليمية.


وقالت المصادر الوزارية إن لا مصلحة للبنان في إسقاط سياسة النأي بالنفس لأن البديل سيكون في جره إلى الفوضى ليست الأمنية فحسب وإنما إلى حالة من الفلتان السياسي، ورأت أن تحييد لبنان يستدعي من كل الأطراف اتباع سياسة الاعتدال في الخطاب السياسي وعدم استخدامه على أنه ساحة لإطلاق الصواريخ السياسية وتمرير الرسائل من قبل هذه الجهة أو تلك لأنها ستضع تحييده عن الصراعات في خبر كان.


وأكدت أن التحضير للاجتماع المرتقب للهيئة الاستراتيجية المنبثقة عن مؤتمر "سيدر" في نوفمبر المقبل سيتلازم مع التحضير للاجتماع المرتقب للجنة اللبنانية - السعودية على الأرجح في الشهر المقبل في المملكة العربية السعودية الذي سيخصص للتوقيع على عدد من الاتفاقيات، إضافة إلى الإعلان عن خطوات اقتصادية هامة لدعم الاستقرار النقدي في لبنان، وهو اجتماع غير مسبوق يعقد للمرة الأولى.


ورأت المصادر الوزارية أن معظم المكوّنات السياسية المشاركة في الحكومة تُبدي تفاؤلها بما قاله أخيراً وزير المال السعودي محمد الجدعان من أن هناك حواراً مع الحكومة اللبنانية حول ماهية الدعم المالي للبنان، وقالت إن الرئيس الحريري يتولى شخصياً الاتصالات مع الجانب السعودي من أجل التحضير لاجتماع الهيئة المشتركة بين البلدين.


وكان رئيس الحكومة سعد الحريري أجرى أمس اتصالا من مقر إقامته في باريس بالوزير الجدعان، تم خلاله التداول في التحضيرات الجارية لعقد الاجتماع الأول للجنة المشتركة اللبنانية - السعودية ومناقشة جدول الأعمال الذي يتضمن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المنوي توقيعها بين لبنان والسعودية. كما تم التطرق إلى السبل الآيلة لدعم الاقتصاد اللبناني ومشاركة القطاع الخاص السعودي في المشاريع المندرجة ضمن مقررات مؤتمر "سيدر".


من جهة أخرى، سألت المصادر الوزارية عن مصير تعهد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال مشاركته في القمة العربية الاقتصادية التي استضافتها بيروت منذ أكثر من 9 أشهر، خصوصاً لجهة ما أذيع رسمياً بأن قطر ستقوم بمبادرة لدعم الاستقرار المالي.


المصدر : الشرق الاوسط

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa