فتوحي خيار واعد ونموذج يُحتذى

28/09/2019 01:40PM

في وطن باتت سبل العيش فيه ضيقة حتى الخناق، وكثرت الازمات المتتالية التي يعيشها لبنان واللبنانيون، على مختلف الأصعدة من تدهور للأوضاع الإقتصادية والمعيشية، واستفحال البطالة التي نخرت أجساد الشباب اللبناني. لم تعد الخيارات متاحة كثيرا امام المواطنيين، وأصبح الاغلب يحلم بفيزا  يستحصل عليها من أي سفارة تساعده على العبور من الظلمات في وطنه الى النور في الغربة.

هذا الواقع الأليم  ليس وليد الفترة القليلة المنصرمة، إنما هو نتيجة سياسات قائمة على نظام مرتكز على الفساد والمحسوبيات الطائفية والمذهبية، كان عماده اغلب الأحزاب الموجودة حتى اليوم في السلطة، والتي تسببت بنهجها هذا بهجرة الشباب والعائلات الى الخارج بحثا عن أوطان اخرى قد تمنحهم حياة كريمة.

إلا أن أغلب تلك الاحزاب، ولو كانت الأكثر عددا، قابلها آخرون يطمحون بوطن أكثر آمانا لمستقبل الشباب. وطن منتج يرتكز على قاعدته الشبابية وقدراتها لينطلق الى العالم. وقد يكون "الحزب اللبناني الواعد" المثال الأوحد لهذه النظرة المؤمنة بلبنان والتي تريد القتال حتى الرمق الأخير من أجل قيامة الوطن.

فارس فتوحي، رئيس الحزب اللبناني الواعد، ورجل الأعمال الطموح والمثابر، استشعر مع تدهور الاوضاع الإقتصادية في لبنان، حال الخطر التي تهدد مستقبل الشباب اللبناني العاطل عن العمل، فأطلق مبادرة "واعدون" لمساعدة الشباب على إيجاد وظائف تتناسب وقدراتهم العلمية والعملية، ووضع فريق عمل بتصرفهم مطلقا موقعا إلكترونيا يضم مختلف انواع الوظائف المطلوبة في لبنان، ليتمكن من خلاله الشباب التقدم بطلبات توظيف، وهي اليوم تحقق نجاحا باهرا في هذا الخصوص.

هذه المبادرة اكثر ما يقال عنها انها إنسانية، بل هي في صلب وجع الشباب المعدوم، وجاءت كسفينة إنقاذ يقودها هذا الرجل بهمته العالية وحسه الوطني.

مبادرات عديدة وفريدة من نوعها يقوم بها هذا الرجل وحزبه، وأهمها مواكبته لاكثر ملف إنسانية يتصدر الساحة اللبنانية في خطوة لم تسبقه عليها أي شخصية إقتصادية أو سياسية أو إجتماعية، وراح يعمل جاهدا ومتنقلا بين الإمارات ولبنان لتأمين ما يلزم من مال  ومساعدات في سبيل مشروعه لإعادة النازحين السوريين الى مناطقهم الآمنة داخل الأراضي السورية.

وبمثابرته، تمكن فتوحي من إرسال مجموعات كبيرة من النازحين السوريين ومواكبتهم الى داخل دمشق، والإطمئنان على أماكن سكنهم وأحوالهم، فتمكن بذلك من القيام بما عجزت الدولة في كثير من الاماكن عن القيام به.

وبسبب كل تلك المبادرات، يتواجد فتوحي اليوم في الإمارات، يعمل ويجتهد بصورة متواصلة لتأمين الدعم المالي وإرساله الى لبنان حتى يتمكن من الإستمرار بمبادراته الحيوية والإنسانية والإجتماعية، بعيدا عن المصالح الضيقة، ونظرا لأنه من الأشخاص المعتمدين على مجهودهم الشخصي لا على التمويل السياسي.

قلة قليلة في هذا الوطن هم أمثال فتوحي، الذين يمسكون بيد المواطن الى بر الآمان. ووسط الإنهيار الذي نسلكه، الى كم نسخة من السيد فتوحي يحتاج هذا الوطن لإعادة النبض اليه؟


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa