ملف النازحين: عون والحريري على " موجة" واحدة و"بلا إحراج"

28/09/2019 04:16PM

يتفق جميع من في السلطة على ضرورة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، إلّا أنهم يختلفون على الطريقة المناسبة. فتعلّق عملية الحلّ بين من يرى في التنسيق مع الدولة السورية ضرورة ومن يرفض ذلك.

وقد أوحت كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون في نيويورك انّ عودة النازحين السوريين إلى بلادهم ستكون بالتنسيق مع الدولة السورية. ولعلّ المناشدة التي أطلقها عون، مرتبطة بتحولّ أزمة اللّاجئين إلى عبء على الدولة، بفعل الأزمة الاقتصادية الخانقة الحاصلة من دون أن يكونوا سببا فيها.

أوساط حزب القوات اللبنانية بدت مذهولة لما لمّح له عون مؤخرا، على اعتبار انّ: " في سوريا شرازم دولة لا دولة كي نتفاوض معها". وتستغرب المصادر: "السعي للتنسيق مع دولة موجودة خارج المجتمع الدولي في خطاب يلقى أمام المجتمع الذي من المفترض أن يساعدنا على تخطي أزمة البلاد الاقتصادية وفي الوقت نفسه  لديه مشاكله وملاحظاته على النظام السوري". وتعيد القوات تأكيدها على سهولة الحلّ الذي اقترحته سابقا والقاضي بتجميع جميع النازحين في مخيمات على الحدود اللبنانية السورية ضمن ظروف إنسانية لائقة ليصار بعدها إلى إدخالهم للأراضي السورية تحت إشراف الأمم المتحدة وعلى مسؤوليتها. وترى القوات في ذلك، مخرجا لا يحرج أيا من الفئات المتمسكة برأيها وينهي هذا الملف الذي دام طويلا.  

تتخوّف الأصوات المعارضة للتنسيق، من أن يكون لبنان كبش المحرقة في هذه اللّعبة وتتمنى أن لا تحصل هذه العملية الكابوس. معتبرة أنّ الحلّ الأمثل يكون بترك الدول الخارجية والمقربة من روسيا حلّ هذه الأزمة حتى لا يتعرض لبنان لا لعقوبات ولا لعملية خداع. ويمكن تلخيص موقف هؤلاء بما يلي: " يرى البعض أنّ الحكومة السورية كانت سبب خروج مواطنيها من أراضيهم وبناء على ذلك لن تسعى لإستعادتهم خاصة أنّ الفئة الكبرى منهم هي من المعارضين. ويعتبر المعارضون للتنسيق، أنّ فتح باب الحوار مع سوريا لن يوصل إلى أي نتيجة وإنما سيقلّص المساعدات المالية التي يسعى لبنان للحصول عليها من دول غربية ترفض هذا النظام". 

اللّافت، أنّ تيار المستقبل المعارض الأشرس للنظام السوري لا يخالف موقف عون كما اكدت المصادر. ويعتبر أنّ رئيس الجمهورية يتفهم وضع رئيس الحكومة سعد الحريري،وبالتالي هم يثقون انه لن يحرجه، مولين اللواء عباس ابراهيم حلّ هذه المشكلة بعد أن نجح في إيجاد المخارج اللّازمة لكلّ المشاكل السابقة.

وعليه، يبدو أنّ الحريرية السياسية مستمرة ولن تقف عائقا بوجه حلّ الأزمة. وفي المقابل، يبقى للدولة السورية الكلمة الفصل في حلّ هذه الأزمة التي خلقها لبنان لنفسه... فعوضا عن الاستغاثة الدائمة، كان الأسهل لو راقبت الدولة معابرها أو نظّمت دخول الهاربين من أهوال الحرب.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa