"البوكمال" يفتح خط "بيروت - دمشق - بغداد".. وينقذ "التفاح" اللبناني

02/10/2019 08:30AM

بعد خمس سنوات ل توقف العمل فيه بسبب اعتداءات تنظيم "داعش" في منطقة الحدود السورية العراقية، أعيد افتتاح معبر البوكمال - القائم الحدودي بين سوريا والعراق  أمام حركة عبور البضائع والأشخاص، وذلك بعد إنجاز كافة الترتيبات من الجانبين السوري والعراقي. 

إعلان بغداد القضاء على "داعش" في كانون الأوّل 2017، واستعادة دمشق مساحاتٍ شاسعة من حدودها والقضاء التام على داعش في سوريا خلال الأشهر الأخيرة من العام الجاري، فرض نقاشاً جديّاً حول ضرورة افتتاح خطّ طهران ـ بغداد ـ دمشق ـ بيروت.


لهذا فإن عودة الحياة إلى معبر البوكمال يحمل دلالاتٍ كثيرة، سياسية واقتصادية واستراتيجية لا سيما على الصعيد اللبنانيّ. فمن يراجع العلاقة بين الدولتين قبل أحداث 2011، يرى أن الحركة التجارية بين البلدين كانت مهمة جدا بالنسبة لسلامة الاقتصاد اللبناني. فعملية الاستيراد والتصدير كانت تتم عبر سوريا التي بدورها كانت الدولة المصدرة الثالثة للعراق بعد تركيا وإيران. وبالتالي فإن هذه الخطوة هي محاولة لاستعادة الحياة التجارية وسعيّ جديّ لإنعاش الواقع الاقتصادي العربيّ. 

الحركة التجارية قبل عام الـ 2011 بين سوريا والعراق عبر معبر البوكمال كانت مهمة جداً لسلامة الاقتصاد اللبناني

وفي تعليقه على هذه الخطوة المهمة، يلفت مدير مركز الإرتكاز الإعلامي سالم زهران إلى أن " الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها لبنان سببها توقف حركة الميزان التجاري بحيث نستورد بقيمة 19 مليار دولار ونصدر بقيمة 3 مليار وبالتالي إعادة فتح معبر البوكمال سيخصص مساحة هامة لتصريف البضائع الاقتصادية والمنتوجات الزراعية اللبنانية التي تمر من سوريا إلى العراق وصولا إلى العمق العربي". 


ويعتبر زهران في حديث للـ "السياسة" أن كلام  رئيس الجمهورية ميشال عون في نيويورك من على منبر الأمم المتحدة كان بمثابة الاشارة "البرتقالية" في انتظار إضاءة الضوء الأخضر والسير قدما نحو دمشق ليحصل التنسيق الاقتصادي. 

ويقرأ زهران في البعد الإستراتيجي لفتح المعبر، معتبرا أن فتح خط بيروت - دمشق - العراق - طهران مكسب سياسي لمحور المقاومة والممانعة، بعد أن كان قطع شريان هذا المحور ومنعه من التواصل مع بعضه البعض أحد أبرز أسباب الحرب. 

عسكريا لفتح معبر البوكمال دلالة على سقوط المشروع المسمّى بالربيع العربي في بلاد الشام وعليه فإن طريق طهران - بغداد - دمشق - بيروت أصبح سالكاً، بحسب زهران الذي يلفت الى ضرورة أن يستفيد لبنان من هذه الخطوة اقتصاديا لا أن يتم تحويل الأمر إلى مادة للنقاش والبازار السياسي بين 8 و 14 آذار.

الخلاصة، بحسب رأي زهران، ان "المعبر فتح سياسيا لمحور المقاومة والممانعة، لكن لا بد من أن يكون افتتاحا اقتصاديا لكل اللبنانيين، فـ "التفاح" الذي يصدّر إلى العراق لا يميّز بين "قواتي" و"تيار" و"حركة أمل" و"حزب الله"، وبالتالي على لبنان الاستفادة من هذه الفرصة والاتجاه سريعا للتنسيق مع سوريا والعراق لتصريف البضائع اللبنانية في الأسواق العراقية والعربية". 


وفي هذا السياق، تلفت مصادر اقتصادية للـ"السياسة" أن " لبنان سيستفيد بشكل كبير بعد فتح معبر البوكمال من ناحية الحركة السياحية الدورية أو من ناحية التجارة مع الدول الأخرى إضافة إلى إمكانية البحث الجديّ بين البلدين بشأن التعامل في موضوع النفط والغاز في المستقبل".

من جهته، يرى  الخبير الاقتصادي الدكتور غازي وزني أن فتح معبر بوكمال مهم جدا للعلاقات المتعددة بين لبنان والعراق، فقبل الأحداث كانت كانت العلاقة بين البلدين تعزز القطاعين الاقتصادي عموما والسياحي خصوصا، حيث كان لبنان يستقبل أكثر من 120 ألف سائح عراقي في السنة.


"البوكمال يشكل انعكاسات مهمة على الوضع الاقتصادي اللبناني"، بحسب قول وزني، الذي يلفت في حديثه للـ"السياسة" إلى أن " هذا التغيير يساعد بتحسين الميزان التجاري عبر ارتفاع نسبة الصادرات اللبنانية نتيجة التبادل مع العراق الذي بدوره سيشكل نتيجة ايجابية لاحتواء العراق على أسواق كبيرة قادرة على تمكين لبنان من الانفتاح إلى الأسواق الخارجية وبالتالي سيُعاد إنعاش الحياة الاقتصادية تدريجيا خاصة من الناحية الزراعية والصناعية".


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa