المؤامرات تضرب ثاني أقطاب العهد.. فمن سيكون التالي؟

03/10/2019 08:26AM

في ظلّ حالة الهرج والمرج السائدة  في البلد، والتشويش الإعلامي والارباكات السياسية المحلية والدولية، لم يكن ينقص لبنان إلا مقال صحيفة "نيويورك تايمز" الذي تضمن فضيحة على المستوى الشخصي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري.

 الا ان كشف النقاب عن هذه القضية القديمة في تاريخها بهذا التوقيت، من شأنه أن يطرح تساؤلات عدة حول الأهداف الحقيقية الكامنة خلفها والرسائل السياسية والشخصية الموجهة إلى الحريري.

لا يمكن التغاضي عن حجم الصدمة التي تلقاها اللبنانيون بشأن فضيحة الـ16 مليون دولار 


بغض النظر عن صحة الخبر أوعدمه، فلا يمكن التغاضي عن حجم الصدمة التي تلقاها اللبنانيون بشأن فضيحة الـ16 مليون دولار المحوّلة من حساب الرئيس الحريري الى عارضة الأزياء الجنوب افريقية حسبما زعم مقال الصحيفة، خاصة وأن " موظفي المستقبل" المصروفين من العمل منذ أكثر من سنة ولم يقبضوا جزءا من مستحقاتهم حتى اليوم. 

وتعتبر مصادر سياسية مطلعة أن هناك محاولة تطويق جديدة تُنفذ ضد رئيس الحكومة، بعد ما فشلوا مؤخرا بتطويق رئيس الجمهورية ميشال عون، خاصة وأن الحريري أحد أقطاب العهد الثلاثة. 

وتعتبر المصادر أن الحريري يدفع ثمن سياسته المعتدلة، وهذه المؤامرة ضده أتت نتيجة اعتماده سياسة الهدنة والاعتدال في تعامله مع كافة الأطراف السياسية، كمحاولة منه لمنع ايصال البلد إلى حافة الانفجار. 

طبعا سياسة التهدئة لا تصبّ في مصلحة بعض الدول الخارجية بحسب المصادر عينها،  التي لفتت إلى أن الهدف قد يكون رفع منسوب الضغط السياسي على الحريري، لاسيما أن القاعدة الشعبية الخاصة بتيار المستقبل ممتعضة من قرارات وخيارات زعيمها منذ اتخاذه قرار ابرام تسوية عام 2016، إضافة إلى مهادنته الدائمة لحزب الله وموقفه الأخير من عملية الحزب على الحدود بعد الإعتداء الإسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية.

تلاقت هذه التحليلات مع موقف النائب في تيار المستقبل رولا الطبش والتي لفتت إلى أن " نشر نيويورك تايمز لهذا المقال ما هو سوى لزيادة الضغوطات السياسية على رئيس الحكومة"، مشيرة في حديث للسياسة إلى أن " هذا الخبر لن يهشّم صورة رئيس الوزراء الذي يعدّ ضرورة لبنانية في هذا الوقت". 

وترى الطبش أن " هذه الأخبار ما هي إلا ردة فعل تجاه السياسة الحريرية المعتدلة الهادفة لإنقاذ البلد في ظل انهمار العقوبات الأميركية على حزب الله". 

القاعدة الشعبية للمستقبل لا يمكن أن تهتز من هكذا خبر بل هي مستمرة بالنمو


وعن ردود فعل جماهير وموظفي تيار المستقبل، تؤكد الطبش أن " القاعدة الشعبية للمستقبل لا يمكن أن تهتز من هكذا خبر بل هي مستمرة بالنمو، مشيرة إلى انه " لا يمكن إدخال حياة الرئيس الحريري الشخصية  بالقضايا السياسية، كما لا بد من فصلها عن قضية الموظفين والظروف تعليق العمل بتلفزيون المستقبل". 

مؤامرات وضغوطات داخلية وخارجية شتّى تمارس اليوم على مختلف الأقطاب السياسية اللبنانية. بعد ما فشلت محاولة تطويق الرئيس عون وتحميله الأزمة المالية التي تنهش البلد، يبدو أنه حان دور رئيس الحكومة ليحمل عبء الضغوطات الخارجية كونه أحد أعمدة العهد البارزة. فهل سنشهد لاحقا ممارسة ضغوطات على رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي  يعتبر "العامود" الثالث والأقوى في التسوية الرئاسية والحليف الأول والأوحد لمحور المقاومة والممناعة؟


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa