وساطة فرنسية رهن المثلث الإيراني - الأميركي - السعودي

04/10/2019 08:48AM

العلاقات الأميركية - الإيرانية، لا تزال تحتلّ الصدارة في المشهد السياسي الدولي مع مستجدات يوميّة تقريبا.

فالرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في مواقف سابقة أن أميركا ترفض التفاوض مع إيران. والمسؤولون الإيرانيون أعلنوا مرارا أن التفاوض مع أميركا، أمرا مستحيلا.


بعد هذا العناد الحادّ بين واشنطن وطهران، أخذ جبل الجليد بين البلدين في مرحلة معينة طريقه في الذوبان بوساطة فرنسية، والاتفاق على وثيقة وضعت أرضية لعقد لقاء ثنائي، واستئناف التفاوض بين الطرفين.


إلاّ أنّ مساعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جمع نظيريه الأميركي والإيراني لم تفض إلى نتيجة، ولكن هذه المبادرات لا تزال مطروحة على الطاولة على حدّ قوله. الا انه بين شروط أميركا وشروط ايران، ضاعت إشارات التهدئة.

مساعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جمع نظيريه الأميركي والإيراني لم تفض إلى نتيجة



وترى أوساط غربية مطلعة أنّه بعد وصول أميركا واوروبا إلى طريق مسدود، تجاه الموقف الايراني الثابت الذي عبّر عنه الرئيس الايراني حسن روحاني في الأمم المتحدة وكذلك بعد عودته، بات واضحا أنّ ايران لن تذهب إلى أي مفاوضات ما دامت العقوبات الأميركية موجودة.

وكشفت الاوساط الغربية ان  لا معطيات حتى الآن عن إمكانية حدوث أي مفاوضات وراء الكواليس، فلا الأميركيون أعلنوا عن نيتهم برفع العقوبات، ولا الايرانيون غيّروا موقفهم.


الأمور لا زالت ضبابية، وليس هناك ما يبشّر بإمكانية انعقاد أي اجتماع بهذا الشأن، حسب ما أفادت الأوساط نفسها، والتي تعيد سبب سعي فرنسا لإجراء هذه المحادثات إلى نيتها في "التمايز عن الموقف الأوروبي، وخفض التوتر وإطلاق مفاوضات جديدة من شأنها إبعاد شبح الحرب".


وفي هذا السياق يرى الكاتب السياسي فيصل عبد الساتر أنّ "المنطقة برمتها تنتظر انفراجا ما، خصوصا على المستوى الايراني-الأميركي الذي سيؤثر بدوره على الملفات الأخرى"، مشيرًا حسب قراءته لمجريات الأمور إلى أنّ  "الأمر لا يمكن أن يتّجه نحو الحلحلة بشكل آلي".


ووفقا لتقدير عبر الساتر، فايران لن تتراجع وبالتالي أميركا ستتراجع حتما، لعدم قدرتها على الذهاب بعيدا. "فالاتفاق النووي هو اتفاق جرى من خلال الأمم المتحدة، وبالتالي أي إلغاء لهذا الاتفاق من طرف أحادي لا يمكن أن يلزم بقية الأطراف، والإيراني الآن لازال في إطار إعطاء المهل للأوروبيين لكي يتحمّلوا التزاماتهم وخصوصا بوجود كل من الصين وروسيا في هذا الاتفاق".


وعن الانفتاح الواضح الذي يظهر في التصاريح الأخيرة المتبادلة بين ايران والسعودية، وخاصة التصريح الأخير لظريف، حين قال:"ايران مستعدة للانفتاح على السعودية إذا عدّلت الأخيرة سلوكها"، يرى عبد الساتر أنّ ملفات عدّة تؤثر على العلاقة المتوترة بين السعودية وايران وأبرزها المشهد اليمني".


ولكن حسب عبد الساتر، فهذه ليست المرّة الأولى التي تعبّر فيها ايران عن نيتها في الحوار، ومدّ يد التعاون والحوار للسعودية، فسابقا، كان قد أعلن الوزير محمد جواد ظريف استعداد ايران للتوقيع على معاهدة منع أي اعتداء ما بين ايران والدول العربية المجاورة لها، إلاّ أنّ هذه الدعوات كانت دائمًا تقابل بالصدّ من قبل السعوديين، ولكن اليوم، بعد هجوم أرامكو وبعد عملية "نصر من الله" التي قامت بها القوات اليمنية المسلّحة، كان لا بدّ من مراجعة ذاتية لطبيعة سياسة السعودية الخارجية.غير أنّ الأمور لا تزال غير واضحة فيما إذا كان سيطرأ أي تغيير على المناخ السعودي.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa