جبران باسيل:"ملاك" الجمهورية...أم "شيطانها" !

06/10/2019 09:48AM

ان كان لا بد من فرح، فليكن خفيفا على قلوبنا، اين هو، حتى الان ليس هنا، امام فوهة الوقت، نفعل تماما ما يفعل السجناء العاطلون، ننتظر الاعدام في سجن اكبر، لنا هدف واحد، ان نكون، لكن عمَّ تتحدثون أيّها البائسون، لا قيامة ولا اخرة من اقاصي الاغوار، اطرقوا نجمات السماء، اتركوا الرموز والشعارات من حطام واثار، من يتذكر يمكنه ان يتحرر، لو قليلا، نعم اختاروا نائبا " ضمن "معتقلاتكم" الطائفية والحزبية "المتوحشة"، حتى يختار رئيسا، لكن احسنوا الاختيار، فالجمهورية تنهار.


احلام الطفولة تخطفها شهوة الأنا، لعله وكأنه قدر يحكم، ام انه هدف مسبق خرقته منقلبات زمنية وربته سنوات محكمة بمجريات مسبقة غير ثابتة، من قال ذلك؟ التاريخ يقول، وزير الخارجية جبران باسيل تجربة بين الاف، في منبع شبابه قال لوالديه، "حين أكبر اريد ان أصبح بطرك"، وحين كبر لم يدخل عالم الرهبنة والقداسة، بل "قفز" الى السياسة، متكئا على دعامة كابدت "جراح" المتغيرات الداخلية، هنا نتحدث عن "أبيه السياسي" رئيس الجمهورية ميشال عون، لتطرح اسئلة كثيرة حول قدرته على ايقاظ "الاحلام المسيحية" وخلق دور اكبر للمسيحيين في ادارة البلاد؟

وزير الخارجية جبران باسيل تجربة بين الاف


المشاريع الهندسية الصغيرة لم تستجب لرؤياه، "رئيس الظلّ" كما يقول كثيرون ثبّت نفسه في المعادلة السياسية، شرّح وضّم واقصى وكسب الكثير، زاحم "الزعماء" على حصصهم، اعاد بنسبة كبيرة جدا ما اعتبر حقوق مسيحية ضائعة، من ينكر ذلك، يكون ساذج، ام انه يكرهه منسجما مع موقف زعيمه، من اعترض على " التمدد الباسيلي"  في ادارات الدولة من اعلى هرمها حتى اسفلها، لا يلام ايضا، بكل بساطة هو يريد حصته، لا تنسوا اننا في بلد "الحصون الطائفية" المضعضعة.

حين كانت البطريركية المارونية ترصد "الانفجار الباسيلي" لم تبدي انزعاجا، لا اريد القول انها سعيدة بذلك كون باسيل عزز مواقع المسيحيين وبقوة كبيرة جدا، واعاد انتظام اندماجهم في مرافق الدولة بعد ظلم وانكفاء اثر الوجود السوري، هي تركته حتى ترى ماذا سيفرغ من رحاله، تبدو الآن اشد ارتياحا.

علاقته مع الخصوم والحلفاء، والشعارات والتحركات بقيت ضمن اطار الحقوق المسيحية المستعادة، لنتوقف هنا قليلا عند خصمه رئيس حزب القوات سمير جعجع، بالـتأكيد لن يقر بحنكة باسيل، وفي الوقت نفسه لاينفي تحصيله لحقوق المسيحيين، لو اتى ذلك على حساب نفوذ القوات ومنعها من ايجاد موطئ قدم ثابت في الدولة، قد يكون هذا جزء من نزاع خفي اكبر حول رئاسة الجمهورية المقبلة و "الزعامة الماروني"، يرصدها من الشمال، بالاضافة الى باسيل وجعجع، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

في مسافة الوقت، يحسب لباسيل صعوده "الصاروخي"، هو الاقوى مسيحيا في الدولة، ازعج سياسيين من اقربين وابعدين لا سيما جعجع وفرنجية، في المعطيات الحالية وسجل المكتسبات السياسية، الرجل يحب ويجيد لعب كرة القدم،سبقهما بأشواط، يحقق اهدافه ضاحكا مستهزئا بخصومه، اول المعترفين به رئيس الحكومة سعد الحريري الذي اقر بتمكن باسيل من تخطي جعجع في تكريس نفسه داخل اروقة الحكم.

 لرئيس الجمهورية صهران آخران، يعملان في الشأن العام، تم ازاحتهما من درب باسيل، ام باسيل ازاحهما، ليس هذا المهم، يبدو ان ثقة الرئيس عون بباسيل مطلقة، ربما حسابات تتعلق بحفظ التيار الوطني الحر مستقبلا، وربما ايضا تعود لتجربة عون الشخصية منذ انطلاق مسيرته "الوطنية"، حيث لم يرَ  الا في باسيل نفسه، قدرة على التأقلم مع تعقيدات السياسة اللبنانية.

يبدو ان ثقة الرئيس عون بباسيل مطلقة


بعض القوى، ولا سيما المعارضة لسياسة حزب الله تلقي اللوم كاملا على هذا الاخير، باعتبار الحزب المسهل الاكبر والداعم الابرز لباسيل في شن "غاراته" الداخلية وخلق المعارك حتى لو على حساب حلفاء الحزب الاستراتيجيين، تارة  يعادي الرئيس نبيه بري الحليف الاول للحزب، وتارة اخرى يهاجم رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط ، ولم ينسى رئيس المردة سليمان فرنجية رغم انهما يعتبران حليفان في "الاستراتيجية"، اما علاقته مع جعجع فهي من سيء الى اسوأ، لا يريد ان يشاركه احد في تحديد الحصص المسيحية، حتى حزب الله لم يسلم من شظاياه، لكن لا يبدو ان الحزب متأثرا كثيرا، طالما ان لتحركات باسيل حدود لا تتعدى مشروع "المقاومة والممانعة".


من قال ان حزب الله جاهز وقادر على خوض "حرب سياسية" ضد الفساد، من يخاف على الجمهورية، الكل اسقطها ويريد اغراقها، بعضهم يحمل باسيل ومن وراءه "ويلات" الوطن، وبعض اخر يحمل"الحريرية السياسية" ذلك، واخرون يظنون انفسهم "احصنة طروادة" المخلصة، تمهلوا قليلا "هويتكم" غير قابلة للتدقيق، باختصار الصورة ذاتها، انتم العلة ومجازها، اما القلة الباقية، تحلم بالصعود، فلم يبقى في "العرش الرئاسي" و"الفلك الوطني" الا الهوامش، للأسف، لا غد في هذه الصحراء الا ما كان بالامس.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa