جهود بري لم تصل الى بيصور.. فماذا يجري بين حزب الله والإشتراكي؟

لم تكن يوما العلاقة بين حزب الله والحزب التقدمي الإشتراكي على ما يرام، رغم كل محاولات التجميل في بعض خطابات النائب السابق وليد جنبلاط ومهادنة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.

ومع سلوك العلاقة بين الحزبين مسارا إيجابيا، بعد محاولات رئيس مجلس النواب نبيه بري لم الشمل، لاسيما في الآونة الاخيرة، من أجل مواجهة الاستحقاقات الكبرى التي يمر بها البلد، سواء على المستوى الخارجي أو الداخلي. إعتقد الكثيرون أن الامور اصبحت تأخذ طريقا هادئا، وهذا ما عكسته تصريحات المجتمعين من قيادات في عين التينة في بداية شهر أيلول الفائت.

الا أن الواقع، على صعيد القاعدة الشعبية أو حتى مسؤولي المناطق مختلف كليا، لا سيما في منطقة الجبل. ويبدو ان الحساسية المفرطة التي تخيم بصورة متواصلة بين حزب الله والحزب التقدمي الإشتراكي في بلدة بيصور الجبلية لم يلفحها نسيم اللقاءات الثنائية برعاية حليف الطرفين. 

وفي جديد المناكفات المستمرة في المنطقة، أشارت معلومات للسياسة الى ان مناصري الحزب الإشتراكي يحاولون استفزاز مناصري حزب الله، بصورة مستمرة بعد المسيرة العاشورائية التي أقامها الحزب في البلدة والتي وصفها الإشتراكي بانها استعراض عسكري واستفزاز لا طقوس دينية.

وتشير المعلومات الى ان الإشتراكي عمد الى تجييش الشارع ومناصريه انطلاقا من هذه الحادثة للتعتيم على ما سرب عن توقيف احد المشايخ من قبل فرع المعلومات بتهمة "العمالة" حسبما يتداول بعض أهالي المنطقة.

بالمقابل، عمد مناصرو حزب الله الى محاولة "فضح" أمر الشيخ (ر.م.) والتداول باسمه متهمين إياه بالعمالة، على اعتبار أنها التهمة التي تم اعتقاله على أساسها، علما ان ما من شيء ثابت حتى الآن.

هذه الإتهامات المتبادلة، وتّرت الاجواء في الأسابيع الفائتة،  فسادت أجواء استفزازية في شوارع المنطقة حسبما روى أهلها.

بيصور، صورة مصغرة عن واقع فرق العلاقة بالسياسة بين القيادات الحزبية والمناصرين، حيث ان التسويات التي تقام بين الأطراف بعد فترة من الهجوم المتبادل، لا تنسحب على القاعدة الشعبية التي تتشبع الحقن الطائفي والمذهبي فلا ينفع معها بعد ذلك أي تسوية يضحك بها الساسة عليهم.

المصدر : السياسة