12/10/2019 05:53PM
تحاول هذه الدولة أن تكون دولة بمعناها الفعلي، فتستغلّ كلّ ما يتوفر لديها من خطط ووسائل لتجربها علّها تصيب، وذلك على قاعدة: "إذا ما بتفيد ما بتضر". وفي آخر المحاولات، تتجه السلطة لإقرار الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد.
وتأتي هذه اللّجنة بعد ما تم إلغاء وزارة مكافحة الفساد التي ضمتها الحكومة السابقة من دون أن تنجز ملفا واحدا على الأقل. فكانت وزارة الدولة هذه أشبه بغير الموجودة والتي نادرا ما سمعنا بها.، حتى ان أحدا لم يسمع اسم وزيرها.
قد يظنّ البعض الآن، أنّ الحديث عن إقرار هذه اللجنة مزحة أو خدعة، فالتجربة تثبت أنّ مكافحة الفساد في لبنان تتطلب عجيبة. فالفساد هنا يرتبط بالسياسة التي بدورها ترتبط بالزعيم والطائفة. هذا بغض النظر عن سياسة "مرق لي لمرق لك".
وفي هذا الإطار ترى مصادر مطلعة ان خطة اللجنة هذه تأتي كجزء من الإصلاحات والخطوات التي يعتمدها لبنان لتحسين صورته كي يكون عند حسن ظنّ المجتمع الدولي وأموال سيدر. خاصة أنها تأتي في فترة بدأ الحديث فيها عن إمكانية تخفيض المبلغ المنتظر إذا لم يؤد لبنان واجباته كاملة والتي ولّاه إياها المجتمع الدولي.
ملفات كثيرة دارت حولها علامات استفهام، كالاتصالات، الجمارك، الجمعيات الوهمية، الإنترنت غير الشرعي وغيرها من الملفات التي لا تحصى.... جميعها لم تصل إلى أي نقطة علاج. حيث لعب الغطاء الطائفي والسياسي دورا فعالا وأغلق ملفات الشكوك قبل أن تفتح وتفضح معها أسماء كثيرة. فإلى أي مدى سيتمكن لبنان فعلا من إثبات جديته في الإصلاح بالإعتماد على هذه اللجنة كوسيلة أساسية لتلميع صورته؟
فعليا، يحتاج الوضع الاقتصادي المتأزم هذه اللجنة ولكن يحتاجها فعالة وذات صلاحيات قادرة على تغيير الواقع القائم، حسبما ترى أوساط متابعة. فالعبرة ليست بالإقرار وإنما بالتنفيذ. وفي حال تحوّلت اللجنة إلى وسيلة فعالة في تطهير مزاريب الدولة وفسادها فإنه يُشهد وللمرة الأولى أنّ المسؤولين حولوا كلامهم لأفعال. وتؤكد المصادر في هذا الإطار أن اللجنة ستتشكل قريبا وستتسلّح بمجموعة قوانين تصب في مصلحة "التطهير" وتدعمه.
في الشكل، تبدو اللجنة قادرة على إتمام المهمة، ويبدو لبنان جاهزا لتلبية طلبات سيدر ساعيا لحصد الأموال. أمّا في التطبيق فإنّ مشاكل وعراقيل عدة ستواجهها، لأان الواقع يعرض لنا فسادا فمقوننا وفاسدين محنكين يستخدمون الحق المذهبي والطائفي كلما احتاجوا الى جرعة دعم للبقاء في السلطة، وبالتالي سيصعبون المهمة كثيرا.
المصدر : السياسة
شارك هذا الخبر
إليكم عدد إصابات العدوان الإسرائيلي على لبنان!
وزير الخارجيّة الفرنسي يزور لبنان.. ومقترحات لنزع فتيل النزاع عند الحدود!
"مطالعات" نجوى بركات.. برنامج رائد في عالم الثّقافة
بالأسلحة الصاروخية.. حزب الله يستهدف موقع رويسات العلم
مسدسات في المدارس.. تينيسي تُقرّ قانونًا يسمح للمعلمين بحمل أسلحة مخفية!
بهدف خفض التلوث.. وزير البيئة يعلن عن إرشادات أكثر صرامة
ما آخر التطوّرات على الجبهة الجنوبية؟
تزامنًا مع انعقاد جلسة مجلس النّوّاب... تدابير سير غداً
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa