قصتي والثورة.. ماذا حققنا وماذا ينتظرنا؟

06/11/2019 07:55AM

اختفى الضباب عن التلال، وهم القمر صعودا بعد غياب، ولم تأت. قلت: ولن..انتظرنا كثيرا، سرنا واسترحنا ونسينا كل اشياء الغياب، حراس الثورة استفاقوا، وكأن شيئا عظيما هرب منهم، ربما تأخروا، اضحى الشيء اجسادا متناثرة، من يجمعها، يمتد الحصار حتى يطوقنا، القلوب حيادية كورد سياج، والعقول تخاف مقابض الروح، ماذا نفعل؟.

فجأة صاحت، وجدتكم، ها قد اتت "ليلى"، لا يعلو ثغرها سوى ابتسامة مشرقة قاتلة لا تفارقها، صراحة لا ادري لماذا. كانت تحب الوطن، لا تحب السياسة، تقول لي دائما، لا سياسة في وطننا، اكثرهم متشبثون بارائهم من "مسؤولين" وعامة، لو بقيت وحدي لن يكسرني شيء، اما انا فكنت على حافة الهاوية، لم بيقى بيّ موطئ للخسارة، لم يبقوا لنا شيئا، حر انا انتظر البداية، لا اكترث للاخرة، لا وقت للوقت، ياخذني الجمال الى الجميل لأفتش عن حكاية جديدة.

 اتحدث هنا عن جزء من بداية 17 تشرين، انها الساعات الاولى، تبدو المشهدية مشوهة، هذا لا يهم، الكل في الساحات يصلب افكاره كما يحب ان يرى بلاده، لا تراجع، وطننا ضائع لا نراه، اعوام تبخرت، والان نحن نرسم شكلها الاتي، ولكن ما هو؟.

زخم الثورة لم يهدا، صوت القلوب واضح، الدروع القديمة سقطت، كثر يسألون "ماذا حققت ما تسمونها ثورة؟"، هنا تبدا قصة اخرى، ليعلم "الوطنييون" اولا انها اطاحت بوطن كان فقط رؤية ايديولوجية متبعثرة بين احزاب ثم اصبح قضية، ومن بعدها تفاصيل خلافية، لا تؤذي الهدف المستقيم الخطى، لبنان جديد سيدفن جثث من لم يرحمونا عقودا، فليعلموا اننا لم نمت تماما، ارواحنا تتغير تباعا، الابدية تفتح ابوابها وسنعبر منها واليها، اما هم فلن يعبرون!

في السياسة، لا تغيب نظرية "المؤامرة"، من قال ان "الثوار" لا يدركون مطامع وطموحات دول الاقليم والغرب، لبنان ليس بعيدا عن ذلك، التاريخ لا يمكن ان يتوقف عند الحراك الحالي، او ان يكون بلدنا مغايرا عن باقي دول العالم وما شهدته من ثورات دخلت اليها بطبيعة الحال اجهزة تجسس اجنبية وسفارات، دعونا لا ننسى ان بدايات الثورات الفرنسية والشيوعية والكوبية وغيرها من حركات نضالية وانظمة ثورية نشأت واستمرت وفق متغييرات فكرية ثقافية حافظت على خصوصيتها الوطنية قدر الامكان، وادت في نهاية المطاف الى صياغة انظمة حكم جديدة، اطاحت بمعظمها بديكتاتوريات حطمت امال شعوبها لعقود طويلة.

الان كل القوى تقذف "كرة المؤامرة" عن ساحتها، تصفيات حسابات سياسية تتم عبر الانقضاض على منعطفات الثورة، من بينها ما يجري بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وخصميه المتخاصمين رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات سمير جعجع، حتى الساعة موازين القوى تميل لباسيل، لا يزال الاقوى سياسيا لاعتبارات كثيرة. 

ملامح تشكيل اي حكومة جديدة تنتظر نقاط التقاء مع رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، ولكن ماذا بعد ذلك، اين الانتفاضة من اي حكومة يعود اليها الحريري و باسيل سويا وبالتأكيد معهم باقي اعضاء "العصابة"، او حتى الحريري على راس حكومة يقال عنها "تكنوقراط".

انها خدعة "سلطوية" جديدة، مخرجوها هم المفلسون سياسيا في هذه السلطة، لا امل بهم ومنهم بتاتا، سيبقى الثوار يضغطون، المطالب الاصلاحية واضحة، ما انجزته الثورة كثير من فيض يسعى الثوار لانجازه، لن اذكرها الان، ولكن تأكدوا ان الطريق طويل، فصبرا على وطن يكابد الام من تطفلوا عليه من "اهله"، لا تقلقوا على "الثورة"، الاثار واضحة، ولا تخافوا، لن نتيه عن الطريق.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa