العلاقة بين أمل والتيار.. ما قبل 17 تشرين الأول ليس كما بعده

17/11/2019 08:46AM

لا يخفى على أحد أن العلاقة بين حركة أمل وشخص الرئيس نبيه بري والتيار الوطني الحر، لم تكن على ما يرام، منذ ما قبل بداية عهد الرئيس ميشال عون.

وقد شابها الكثير من التوتر أحيانا، والمقاطعة  في أوقات لاحقة لا سيما مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال  جبران باسيل.

فقد مرت هذه العلاقة خلال السنوات الماضية في كثير من المطبات، الا أنها في الفترة السابقة كانت جيدة وتعتمد على التواصل وتنظيم الخلاف حول كافة الملفات، لاسيما وأن حزب الله الحليف المشترك بين الطرفين، يهمه ويسعى في كل الاوقات الى تلاقيهما لتقوية الحلف وجعله أكثر صلابة ومناعة.

تاريخ 17 تشرين الاول، حوّل مسار العلاقة بطريقة جذرية


لكن تاريخ 17 تشرين الاول، حوّل مسار العلاقة بطريقة جذرية، فأصبح كل من حركة أمل والتيار الوطني الحر في صف واحد متراصين ومنسجمين، لكن ليس على قاعدة أن الجهتين في السلطة ويواجهان مصيرا واحدا أمام الحركة الإحتجاجية في المناطق اللبنانية، وإنما لأسباب كثيرة تتعلق كلها في سياق تطور مجريات الامور، والمشهد الذي يراه كل من حركة أمل وحزب الله وتصورهم لما ستؤول اليه الأوضاع.

بعد الأيام الاولى للحركة الإحتجاجية، وخروج الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ليقول بأن ثمة من يريد جرّ الحراك الى مكان محدد وباهداف معينة خارجة عن إطار المطالب المعيشية، محذرا الشرفاء من المتسلقين، علّهم يتمكنون من ردع ما تحاول جهات خارجية فعله لإستغلال هذا الحراك في ضرب حزب الله تحديدا.

أيام قليلة وبدأت الامور تتوضح أكثر، وفي هذا التوقيت بدت الحملة واضحة على الوزير باسيل بذاته وحتى الرئيس بري، وبصورة مركزة، فكان لافتا بحسب المصادر، تعميم واضح وصريح اللهجة من حركة أمل الى كل كوادرها ومناصريها بعدم  التعرض للوزير باسيل لا في أحاديثهم ولا على منابر التواصل الإجتماعي ولا حتى المشاركة في أي شيء من هذا القبيل.

ما جعل الامر مستغربا، لاسيما وأن الحرب بين الطرفين على مواقع التواصل الإجتماعي كانت مستعرة بصورة دائمة، فبدا لافتا الإلتزام شبه التام بالتعميم، ووعي كل الكوادر لما يحضّر.

وتلفت المصادر الى أن أمل أبلغت الجميع في مجالسهم الخاصة، أن المرحلة دقيقة جدا، والمستهدف هو رأس "المقاومة"، وبالتالي على الجميع أن يعي خطورة المرحلة التي ترسمها أميركا بحثا عن نفوذ نفطي جديد لها في لبنان بعيدا عن وجود شرعية سياسية لحزب الله، ويضع نصب عينيه كيفية حماية المقاومة والصمود مهما اشتدت الضغوطات. لذا فإن التكاتف في الحلف الثلاثي اليوم "أمل - حزب الله - التيار"، أمر أكثر من واجب لتجاوز المخاطر.

وأكدت المصادر على ضرورة التنبّه الى أن الرئيس ميشال عون يقف بكل المقاييس مع المقاومة، وهذا هو المطلوب، لا بل لا يريدون منه شيئا آخرا.

من هنا يبدو أن تاريخ الحراك، كان تاريخا جديدا على حياة العلاقة بين أمل والتيار الوطني الحر، والتي ستكون أساس في تجاوز هذه المرحلة الصعبة الى جانب حزب الله، بحسب المصادر.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa