شروط التفاوض لم تتوفر بعد.. والفراغ سيد الموقف

20/11/2019 09:21AM

ما يجري اليوم في الشارع اللبناني لا يمكن اعتباره أبداً أمراً اعتيادياً، فمنذ سنوات طويلة ولم يعش الشعب تظاهرة تشبه تلك التي بدأت في 17 تشرين الاول 2019، والتي تمكنت من فرض نفسها على الذاكرة والتاريخ، إذ قرر الشعب أن لا يخرج منها إلا منتصراً صامداً خلف مطالبه المعيشية المحقة مطالباً بحكومة تكنوقراط دون سواها.

شهر مضى وبداية شهر ثاني على الانتفاضة وأهل السلطة مازالوا يجلسون على كراسيهم يحاولون التفاوض مع الشعب المنتفض الذي تجاوز سقف مطالبه المعيشية والاقتصادية، وأعلنها إنتفاضة ضد المنظومة الحاكمة بأكملها.

كما أن المحتجين حسموها "لا جلسات تشريعية" و "لا حكومة تكنو - سياسية"، فالحكومة من جهة والمتظاهرون من جهة، والوضع يذهب نحو تعقيدات أكثر بالرغم من ان الأحزاب السياسية تحاول التفاوض مع بعضها البعض لعلها تتمكن من اخراج الشعب من الشارع وتأليف حكومة على مقاسها.

وحتى اليوم لم تخمد شرارة الثورة وربما تكون في بداياتها، خصوصاً ان بعض الأقطاب السياسية اليوم بأغلبيتها رافضة رفضاً قاطعا قيام حكومة تكنوقراط خصوصاً بعدما كشف رئيس الجمهورية ميشال عون عن شكل الحكومة الجديدة، التي من المتوقع أن يتم الإعلان عنها رسميا خلال الأيام المقبلة.

حيث قال الرئيس عون إن الحكومة الجديدة ستضم ممثلين عن مختلف المكوّنات السياسيّة بالبلاد، ووزراء تكنوقراط إضافة إلى ممثلين عن الحراك الشعبي، لتكون بذلك الحكومة بعيدة كل البعد عن الحكومة التي يطلبها الحراك الشعبي.

وفي هذا السياق يؤكد القيادي في :تيار المستقبل " النائب السابق مصطفى علوش لموقع "السياسة" ان " الكلام الذي أعلنه رئيس الجمهورية يؤكد أن الرسالة لم توضح بعد في ذهن فخامة الرئيس، والتي هي أن هذا النوع من الحكومات من الصعب أن يخرج المتظاهرين من الشارع".

ويشير علوش إلى أننا "ما زلنا على خط نقطة الانطلاق وربما أسوأ باعتبار أن الوضع الاقتصادي يسوء أكثر فأكثر". 

ومن جهته يلفت المحلل السياسي ورئيس جمعية "هيا بنا" لقمان سليم الى أنه " منذ اليوم الذي خرج فيه سماحة السيد حسن نصر الله خطيباً للمرة الأولى حتى يومنا هذا يوجد تراجع تدريجي بسقف المطالب التي كان قد رفعها حزب الله باعتبار أنه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة وكل من عاداه لا يعتد بكلامه لا رئيس جمهورية ولا سواه".

ويضيف: "من الواضح أن حزب الله يحاول أن يتراجع محافظاً على ماء الوجه، ففي البداية قد قال لا لإسقاط الحكومة فسقطت الحكومة، لا لحكومة تكنوقراط ومن ثما رأينا خلال اللقاء الذي عقد منذ حوالي أسبوع بين الخليلين وسعد الحريري الترحيب بتشكيل حكومة معظمها من التكنوقراط على أن يكون فيها بعض المفوضين السياسيين".

" اليوم سمعنا رئيس الجمهورية يقول أن الحكومة الجديدة ستكون سياسية وتضم اختصاصيين وممثلين عن الحراك الشعبي دون معرفة من هي هذه العناصر ومن تمثل، باعتبار ان كل من هو في الحراك يمثل نفسه"، يتساءل سليم، الذي يعتبر أنه " على المستوى الحكومي هم يحاولون رشوة اللبنانيين بالقول هيا بنا إلى تسوية على الطريقة اللبنانية أي تحفظ للحراك ماء وجهه وتحفظ لهم السلطة الكاملة".

ويؤكد أن "هذه المحاولة سوف تفشل لسببين، الأول هو أن الحراك اليوم لا يمكنه أن يمثل بأي شخص كان، وليس المطلوب على الاطلاق تمثيل الحراك إنما المطلوب خريطة طريق لها سقف زمني تلتزم به الحكومة المقبلة سواء أكان أعضاء هذه الحكومة تكنوقراط أو غير تكنوقراط، أما الثاني فهو أننا دخلنا مرحلة من التعقيد يجعل من الازمة في لبنان أزمة ذات وجه اقليمي"، معتبرا أن" الحل ليس في حارة حريك ولا في بعبدا ولا في عين التينة ولا في بيت الوسط ولا في الساحات إنما الحل اليوم يحتاج الى مفاوضات كبيرة لم  تتوفر شروطها بعد".


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa