"السوشيل ميديا" أحيت ثورات وأعدمت أخرى.. فماذا عن "انتفاضة تشرين"؟

22/11/2019 04:35PM

لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دوراً أساسيًا في الثورات التي عمّت عدداً من البلدان العربية، مثل تونس وليبيا ومصر وسوريا ومن بعدها الجزائر والسودان والعراق ولبنان، فهذه الفسحة الافتراضية، كانت في أغلب الأحيان الرحم الذي تكونت فيه أجنّة أكثر الثورات شعبية في العالم، كما أصبحت "المطبخ" الذي تُحضّر وتُرتّب فيه تكتيكيات التجمّع والخروج في التظاهرات.

شهد عام 2004 ولادة أولى شبكات مواقع التواصل الاجتماعي وهو موقع فيسبوك الذي بات يكتسح العالم اليوم، ثم جاء عام 2005 موقع يوتيوب، ليتبعه موقع تويتر الذي تأسس عام 2006. هذه الشبكات وغيرها، غيّرت الكثير من المقاييس وحطّمت العديد من الحواجز بين البشر، وفي كثير من الأحيان، لعبت هي دور وسائل الإعلام التقليدية من إذاعات ومحطات تلفزة وفضائيات، هي بأغلبها تابعة للحكومات وخاضعة لسياستها.

في 17 تشرين الثاني، انطلقت ثورة شعبية عمّت المناطق اللبنانية، وبين ليلة وضحاها، تحوّلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، من صفحات منوّعات، إلى أخرى تتضمّن تعليقات وتحليلات وانتقادات وآراء من مختلف الجهات. وشهدت الكثير من المناكفات والخلافات بسبب وجهات النظر المختلفة. 

في بادئ الأمر، كان الجوّ السائد في البلاد، ينسجم مع الجو السائد على مواقع التواصل الاجتماعي، إلاّ أنّه وبعد فترة، تغيّر الوضع بالنسبة للكثيرين، إذ باتت هذه المواقع برأيهم، تُفشل الثورة، وتشتّت الثوّار. فكيف لعبت هذه المواقع دورها خلال "انتفاضة تشرين"؟

في هذا الصدد يرى المتخصّص في مجال وسائل التواصل الاجتماعي، الاعلامي أمين ابو يحيى إن مواقع التواصل الاجتماعي، أحدثت ثورة كبيرة في عالم الاتصال إذ سهّلت إمكانية التواصل بالصوت والصورة. وفي هذه الانتفاضة لعبت مواقع التواصل، دورا مهمّا جدا، من الناحيتين السلبية والايجابية".

رفعت هذه الشبكات من مستوى إدراك الشعوب، برأي أبو يحيى، الذي قال في حديثه لـ"السياسة"،: "إنّ هذه المواقع سمحت للناس بمواكبة الأحداث ونقل الصورة، ساعدت بتحويل الفكرة الفردية إلى فكر جماعي، حيث تبادل الناشطون الآراء والأفكار. كما ساهمت بتحريك الجماهير وتعريفهم على الخطط التي سيتمّ العمل بها. إضافة إلى ذلك، فقد فرضت هذه الوسائل جوًّا معينًا على كلّ المتابعين، وهو جوّ الثورة القائمة في البلاد".

إلاّ أنّ دور هذه الشبكات خلال الثورة، لم يقتصر على الايجابيات، إنّما كان لها سلبيات عدّة حسب حديث أبو يحيى، الذي يقول: " انها ساهمت بنقل الأحداث بطريقة مغلوطة في الكثير من الأحيان، وساعدت البعض من التمكّن من نشر الشائعات، وتخويف الناس، وخلق المشاكل على صعيد الوطن بسبب تعليق صغير أو منشور بسيط. كما سمحت بانتشار تعليقات مسيئة جدًّا، أفقدت الثورة حسّها الوطني ورقيّها".


ويتابع: "ساهمت هذه المواقع برمي اتّهامات تطال الكثير من الأشخاص من دون أي دليل، أو إثبات، كما أدّت إلى خوض معارك افتراضية لا تنتهي، وترك ساحة المعركة الحقيقية".


من جهة أخرى، لوحظ استغلال السلطة لمواقع التواصل، التي في فترة معيّنة كانت سيف ذو حدين، حسب تعبير أبو يحيى، الذي اشار إلى أنّ، "مواقع التواصل الاجتماعي باتت وسيلة جديدة للسلطة، تستخدمها في التشويش على الرأي العام من خلال استحداث جيوشًا إلكترونية من أجل الترويج لشائعات أو أخبار محدّدة، وفي الوقت ذاته هي سلاح بيد الشعب يمكّنه من نشر ملفات الفساد وسرقة المال العام على أوسع نطاق ممكن".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa