"الحراك الدولي" يُسقط "الحراك الشعبي" بالضربة القاضية

25/11/2019 12:22PM

منذ مدّة، ولم يعد الحراك المدني سيّد الشارع، لا بل أكثر، لم يعد يؤثر لا شكلا ولا مضمونا في الحراك السياسي الذي يلعب آخر أوراقه بعد أن دخل مرحلة عضّ الأصابع.

اليوم، بات الجميع يلعب على " المكشوف " دون أي اعتبارات لا لخطورة الشارع ولا لفظاعة الوضع الإقتصادي والنقدي. ومنذ التصريح الأول لجيفري فلتمان بدأت الأمور تبدو أكثر وضوحا لمسار الحركة السياسية والجهات الضاغطة والشروط المتبادلة.

وعمليا، فإن أحد الضغوط التي يواجهها لبنان اليوم، هي مسألة التوطين التي بدأت تكشّر عن أنيابها، منذ بدء العمل على "صفقة القرن"، والتي كانت إحدى بنودها إغراق لبنان بالإستثمارات والاموال مقابل توطين السوريين والفلسطيين وإجاد فرص عمل لهم في المشاريع المفترض إستحداثها على الأراضي اللبنانية.

وتلفت مصادر متابعة، الا أنه رغم الإصرار الأميركي - الإسرائيلي على فرض شروط هذه الصفقة، الإ ان اللاعب الأوروبي لا يحبّذ الذهاب بعيدا في استعمال القوة لفرض تلك الشروط، على اعتبار أن القوة قد تأخذ مسارا فوضويا سينعكس عليها سلبا بكل المعايير.

وتنبّه المصادر الى خوف المجتمع الأوروبي من أي فوضى أو انهيار مالي في لبنان، لا حبّا فيه، وإنما رعبا من قوافل النازحين التي ستطرق أبوابه مجددا، ولهذا، ومع تأزم الوضع أكثر على الساحة اللبنانية، وأمام انسداد الافق، بدأت الوفود الأوروبية بالتقاطر الى بيروت ولو على سبيل الإستطلاع، وتقديم الدعم لأية أفكار من شأنها تسهيل حل الأزمة ولو كانت تتعارض مع الموقف الأميركي وشروطه.

الا أن زيارة الموفد البريطاني ريتشارد مور الى بيروت اليوم، لا تعني أن بريطانيا خرجت عن خط واشنطن. وبحسب المصادر، فإن بريطانيا تسعى للوقوف في منتصف الطريق بين الفرنسيين والأميركيين، فتقطع الطريق على الروس الذين باتوا قادرين عمليا على الإمساك ببعض الملفات اللبنانية، وهذا ما يتناسب ومصلحة أميركا. فيما تشارك فرنسا وباقي الدول الأوروبية خوفها من الإنهيار في لبنان، وعودة موجة النزوج واللجوء الى درياهم. 

بالمقابل، تعمل واشنطن ومن جانبها "إسرائيل" على خط مجلس الامن الدولي الذي يجتمع اليوم، لإحياء الحديث عن القرار 1701 حفاظا على أمن "إسرائيل"، وسط التقلبات الخطيرة التي يشهدها الداخل اللبناني، والتي يحاول الأميركيون استغلالها لقلب الطاولة على حزب الله، ومحاولة فرض شروط جديدة تتعلق بسلاحه من خلال ربطها بأعمال ميدانية ممكن وقوعها، إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه بحسب أوساط متابعة، التي تلفت الى ان المحاور الدولية ستنجلي بصورة واضحة اليوم أمام الجهات التي ستستخدم " الفيتو" إذا ما تم التصويت على قرار ما أو توصية معينة.

وبالتالي، بات الحراك دوليا اليوم ويتعلق بملفات كبيرة في المنطقة، والتحول سيكون مفصليا في الشرق وفي الداخل اللبناني بطبيعة الحال حيث يوجد حزب الله الذي أصبح لاعبا دوليا دون منازع.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa