ليلة جسر الرينغ: شارع مقابل شارع.. و"المسّ بالطائفة والسلاح ممنوع"

26/11/2019 04:32PM

بعد مرور أكثر من شهر على انطلاق التظاهرات الشعبية ، التي حرص المشاركون فيها على طرح مطالبهم بكلّ سلميّة، حصل ما كان في الحسبان، مواجهات بين الشارع السلمي والأطراف الحزبية، وسط صمت أصحاب القرارات السياسية عن تقديم أي مبادرة تساهم في تهدئة الشارع.

ليل الأحد، نام اللبنانيون على احداث واشتباكات مريبة، فجسر الرينغ كاد في لحظة سوداء أن يمزّق أوصال الوطن. أنصار "حزب الله" و"حركة أمل" توجّهوا إلى جسر الرينغ بزخم، واعتدوا على المتظاهرين السلميين وعلى الجيش والقوى الامنية والاعلاميين، بالعصي والحجارة، بذريعة رفض التعرض بالهتافات لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، ورئيس مجلس النواب نبيه برّي. 

أحد المتظاهرين الذين تواجدوا في تلك الليلة على جسر الرينغ، يصف المشهد بالـ"همجي" بامتياز، واصفا إياه بالـ "ميني 7 أيار". 

ويُخبر في حديثه لـ"السياسة": "مناصرو "الحزب" و"الحركة" حملوا الفتنة بأيديهم وتوجّهوا نحونا. اعتدوا علينا، وشتمونا وهتفوا لحسن نصر الله ولنبيه بري، مع شعارات طائفية بامتياز. من ثمّ انتقلوا إلى تكسير السيارات وإحراقها، وتكسير محال تجارية، إلاّ أنّنا أصرينا على المحافظة على الهدوء والسلمية".

ويضيف: "نصرالله قال في إحدى خطاباته "نحن لسنا قلقين على أنفسنا لأننا اقوياء جدّا ولم يأت زمان على المقاومة في لبنان وكانت فيه بهذه القوة"، إلاّ أنّ في تلك الليلة نقض مناصروه، خطاباته الرنّانة، حين خرجوا من "الخنادق" الغميقة بكلّ ما يحملونه من طائفية، وهتفوا "شيعة، شيعة"، وكأننا بثورتنا الموجّهة ضدّ السلطة، نستهدفهم أو نهدّد وجودهم. فكلّما حاولنا تخطّي الفكر الطائفي، يقومون هم بأعمال تزيد حدّة الشرخ".

ويتابع: "لم يتردّدوا بالتعدي على الأملاك الخاصّة، أو بهجومهم على عناصر الجيش والقوى الأمنية التي كانت تحاول الفصل بيننا وبينهم، فهُم كانوا يعتدون على الجميع بطريقة وحشية غير مبرّرة".

في المقابل، يبرّر أحد مناصري حركة أمل وحزب الله، ما حدث ليل الأحد بالاحتقان الذي وُلد داخل الشارع الشيعي نتيجة أحداث عدّة. ويقول في حديثه لـ"السياسة": "في بداية الثورة، لم نقف ضدّها، فهي حملت مطالب معيشية محقّة، ولكن بعد فترة بدأت تنحرف الأمور، وأخذت طابعا سياسيا، وشاركت فيها أطراف يعرف الجميع إلى أي جهة تابعة، إلى جانب ذلك، حاولت وسائل الاعلام التهجّم على الطائفة الشيعية وزعمائها فقط لا غير، وكأنّهم أصل الفساد ومصدره الوحيد، وحين عيّن الرئيس برّي موعدا لجلسة مجلس النواب، مع جدول أعمال يتضمّن مطالب الشعب، منع المتظاهرون انقعادها وسط غياب القوى الأمنية من الشارع، والهجوم على بعض النوّاب المحسوبين على الخطّ الشيعي، والهجوم على مواكبهم".

"نتيجة هذه الأمور المتتالية، حقد مناصرو الحزب والحركة على هذا الحراك" برأيه، ويقول: "قاموا بتحرّك عفوي تماما كالتحركات التي قام بها المتظاهرين والتي يقولون أنّها "عفوية"، حين قطعوا الطرقات على الناس وشتموهم، وأدّت أعمالهم هذه إلى وفاة أكثر من شخص في حوادث على الطرقات".

حديث مناصر الحزب والحركة، ينقل الصورة التي تتكوّن داخل البيئة الشيعيةّ، إذ يلفت إلى أنّ "الشتائم أصبحت موجّهة فقط لنبيه بري وحسن نصرالله ومن يدور في فلكهما، والحرب موجّهة فقط نحو الطائفة الشيعية، والطرقات لا تُقطع إلاّ في مناطقهم، إلى جانب محاولات لقطع أرزاقهم، والمسّ بسلاحهم، ورفض البعض حرق علم اسرائيل، وقتل ناس من شبابهم". 

ويتابع: "سلسلة الأحداث هذه، أشعرت الشارع الشيعي أنّه هو المضطهد وولّدت لديه ردّة فعل من واجب الجميع احترامها، فمثلما للثوّار حرية الرأي في الدفاع عن مطالبهم وآرائهم كذلك لمناصري الحزب والحركة الحقّ بالدفاع عن رأيهم الحزبي والوجودي، فحرية الرأي لا تتجزّأ، وفي ظلّ وجود شارع يقطع الطرقات لمدّة شهر ونصف، لا يمكن تحميل المسؤولية لشارع آخر يرفض ما يتمّ القيام به".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa