27/11/2019 03:20PM
اللبنانيون لم يتّعظوا!! بين الواقعة والواقعة عشرون عاماً... هكذا تبدأ الحرب الأهلية في لبنان وهكذا يتقاتل اللبنانيون تحت عناوين وعناوين كلّها فضفاض وفارغ في آن.
من نصح التيار الوطني الحر بالأمس بالصعود الى بكفيا يكره التيار... ويكره لبنان... ومن نصح حزب القوات اللبنانية بالأمس بشحن خطوط التماس في عين الرمانة يكره القوات ويكره لبنان.
ماذا تستفيدون؟ وماذا ستحققون؟ ألا تأخذون في الحسبان ميزان الخسارة والربح مع كل تحرّك؟ بالأمس لم يحقق التيار شيئاً... لم يظهر الضحية ولم يحقق مكسباً.. لم يُقنع ولم يُحدث فجوة في حائط الحراك... بالأمس من نصح التيار حاول جرّه الى ملعب الفتنة وملعب الفتنة ليس للتيار بحسب تاريخه النضاليّ الطويل... من يكره التيار زجّه في حادثتين خاسرتين. الأولى اطلاق النار في جل الديب والثانية الصعود الى بكفيّا وبغض النظر عن أحقية التيار وأي مكون لبناني من القيام بمسيرة أو موكب سلميّ، أو بغض النظر عن ردة فعل التيار على تحركات الكتائبيين أمام منزل باسيل.. فمن حيث الحجم أين الكتائب من التيار اليوم؟ ولماذا ردة الفعل من حزب بحجم وطن على حزب يمثّل ثلاثة نواب في البرلمان مع احترامي الكامل لتاريخ حزب الكتائب لكنّني أتكلم عن واقع اليوم.
من يريد أن يرمي بالجيش في هوّة الطائفية والحرب الداخلية والحسابات المناطقية؟ من يطلب من الجيش توقيف ومحاسبة مرتكبي اعتداء الرينغ انما يعرفون أنهم يصوّبون على المؤسسة الوطنية الجامعة من باب الخبث... فالجيش يتدخّل حيث يجب ويتعقّب حيث يجب ويُحاسب حيث يجب أما البطولات الاعلامية فمن شأنها توسيع رقعة الأحقاد والجيش يرفض توسيعها كرمى لعيون من يهوى الانتقام.
منذ نشأة لبنان الكبير ونحن على عتبة المئوية الأولى والتي قد تكون الأخيرة، منذ نشأت هذا اللبنان والطوائف تتناحر وتتقاتل في سبيل طموحات وهمية وبتحريك غربيّ تارة وشرقيّ طوراً... المسيحيون والدروز تذابحوا، تقاتلوا، وقبل الواقعة شُحنت نفوس الطائفتين كما يحدث اليوم... ومن ثم ندم زعماء الطوائف واعتذروا.. أما من استشهدوا فباتوا ذكرى وعبرة لم نعتبر بها يوما.
الشيعة والشيعة تذابحوا وتقاتلوا وخسروا شهداء كرمى لعيون الهمجية السياسية وصراع المحاور في المنطقة... لكنّ الشيعة يبدو انّهم اتّعظوا أو أن قرارهم الاستراتيجي تحت راية ايران يقيهم شرّ الاقتتال.
السنة والشيعة تقاتلوا وهم في لبنان حتى الأمس القريب لا زالوا حاقدين على أيارات كثيرة ليس آخرها 7 أيار 2008.
اليوم النفوس مشحونة كما قبل بداية أي حرب... الأجواء مهيّئة والشباب الثائر نسيَ مرّ الحروب التي عصفت.
فما نفع رفع منسوب الاحتقان؟ لماذا نأخذ نحن من نذكر بشاعة الحرب الداخلية اللبنانية أهلنا وناسنا ولبناننا الى وادي الموت؟ وحقا أيها الساسة، اذا كانت الولايات المتحدة أو روسيا أو ايران أو حتى اسرائيل تريد الفتنة في لبنان فلماذا نعطيها مُرادها على طبق من موكب؟
لماذا لم نكتسب بعد مناعة مقاومة ما يُحاك لنا؟ لماذا لم نتقبّل بعد ثقافة الآخرين من دون أحقاد؟ لماذا ولماذا ولماذا ولماذا؟
كل لبنان في خطر لكنّ الفتنة أقرب بين المسيحيين لأنهم غير قادرين على ضبط شارعهم كما يفعل المسلمون. الشيعة يملكون القدرة الأعظم على ضبط شارعم يليهم الدروز ومن ثمّ السنّة.. أما المسيحيين فلا تصدّقوا أن زعماءهم يقدرون على ضبطهم فكيف اذا كان هؤلاء الزعماء هم أنفسهم أمراء حرب سابقين؟
الكرة لا تزال في ملعب السلطة، والأمل لا يزال في قدرة المسؤولين على احتواء خطورة الوضع، ولا تتحججوا بالوضع الإقتصادي، لان حتى اللحظة الشعب لم يشعر بعد بالجوع لكنّه استشعر الحرب المقبلة.
شارك هذا الخبر
بقذائف المدفعية.. حزب الله يستهدف آليات العدو عند دخولها إلى موقع المالكية
كيف علّقت فلسطين على أوامر محكمة العدل الدولية الجديدة لإسرائيل؟
"إسرائيل" تعلن مقتل مسؤول كبير في حماس
جنوب إفريقيا.. حادث مروع يُودي بحياة 45 شخصًا
كابوس موسكو المرعب.. فنانة روسية تروي قصة نجاتها!
نتنياهو لعائلات الجنود الأسرى: نستعد لدخول رفح!
موعد كسوف الشمس يقترب.. هل سيغرق العالم في ظلام دامس لمدة 3 أيام؟
الحوثي: إذا لم نحمل راية الجهاد ضد الطغيان والإجرام فمتى سنجاهد؟
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa