الى نقطة الصفر درّ.. "نفق الحكومة طويل"

عدنا إلى نقطة الصفر بعد إضاعة الوقت وهدر الفرص التي كان بإمكانها أن تخرج البلد من الازمة التي وقع فيها. فبعد سقوط  اسم المهندس "سمير الخطيب" بقي رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري وحيداً على وقع تقديم "الخطيب" اعتذاره من على منبر دار الفتوى الذي فوض الحريري باسم الشارع السني لتولي قيادة الحكومة المقبلة.

ومما لا شك فيه ان إجتماع الحريري بالخطيب والنتيجة التي توصلا إليها، أعادت للحريري مكانته السنية وثقة مناصريه، خصوصاً بعد ما كان قد أعلن دعمه للخطيب رغم معارضة الشارع السني لذلك.

أما تأخير الدعوة إلى الاستشارات تحت عنوان ضمانها وتحسينها لم تعد تقنع أي جهة خصوصاً، بعدما بات معلوما أن الهدف من ذلك هو تقاسم الحصص بين الاطراف.

وبذلك يكون قد أصبح اسم الحريري وحيدا دون منازع، ما يعني إمكانية وضع فرضية خسارة الثلاثي حزب الله - أمل - التيار لقوة فرض شروطهم، على اعتبار أن لا حل سوى باسم الحريري ما دام التوافق السني عليه شامل. 

في الشكل يمكن القول أن حزب الله وحركة امل خسروا ولكن ليس بالفعل، خصوصاً وان التيار الوطني الحر اعلن سابقا انه لن يشارك في الحكومة، حسبما عبّر المحلل السياسي جوني منير في حديث لموقع "السياسة" عن واقع الحال. متسائلا "عن الغاية والهدف من قرارهم وأن كان هناك فعلا نية للبقاء في صف الخطيب، خصوصا أن حركة امل وحزب الله أرادوا الحريري منذ البداية".

وبعد هذا التطور، أصبح واضحا أن في موضوع الخطيب يوجد زوايا غير مفهومة، حيث عمد الأفرقاء على المداورة بإسم الخطيب وفي النهاية سقط هذا الخيار.

كما أن تأجيل الإستشارات مخرج قدمه الرئيس الحريري إلى الرئيس عون حين اتصل به وطلب منه التأجيل، حيث ان الاخير كان سيكون محرجاً لو أراد الحريري السير في الاستشارات كما هي، بحسب منير. 

وكشف منير أن فرنسا تتحرك باتجاه لبنان من خلال مسؤول بوزارة الخارجية،  وفي الوقت نفسه هناك تنسيق بينهم وبين بريطانيا واميركا إضافة الى المؤتمر الدولي الذي لا ينذر بوجود تسوية، على اعتبار أن هذا التحرك الدولي لا يتعدى مسألة إعطاء بعض النصائح فقط، متوقعا تأجيل الإستشارات للمرة الثانية.

المصدر : السياسة