انقلاب "حريري" رابع.. ولهذه الأسباب عليه الحذر

10/12/2019 01:49PM

انقلاب رابع نفذه رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري بغطاء ديني، على الحل الأخير الذي كان من المتوقع أن ينتج حكومة تبدأ بمعالجات سريعة للأزمات التي تتالت خلال الفترة الماضية.

وعلى الرغم من التوقعات بامكانية انقلاب الحريري على الاتفاق مع الثلاثي حزب الله - أمل - التيار لجهة دعم المهندس سمير الخطيب، الا أن ما لم يكن متوقعا هو أصلا نسف الإستشارات قبل يوم منها، ومن دار الفتوى تحديدا لإضفاء الطابع الطائفي على التسمية ووضع الجميع امام الشارع السني الذي لن يقبل بغير الحريري بديلا.

وهنا، تلفت المصادر الى أن الحريري حتى الساعة لا يزال يناور، لكن انطلاقا من أسس جديدة فرضتها التغيرات الجذرية على المستوى الدولي والداخلي.

فالمشكلة لم تعد ضغطا خارجيا بهدف تحقيق مكاسب معينة فحسب، إنما الحريري بات اليوم بمهب القتال في سبيل البقاء تحسبا لقانون انتخابي جديد في الحكومة المقبلة قد يطيح بإرثه الحريري. 

ويمكن القول بحسب المصادر أن الأزمة اليوم بعد سقوط اسم الخطيب بضربة دار الإفتاء، أصبحت داخلية لاعتبارات عدة أولها ان التسوية الدولية لا تزال قائمة ولم يتغير بخصوصها شيء، ما يطرح علامات استفهام حول اصرار الحريري على المضي في رأيه، رغم كل الإتفاقات الفرنسية - الروسية - الاميركية - الخليجية التي عقدت لتذليل العقبات، والإنطلاق باتجاه الحلول الشاملة التي ستنسحب بدورها على المنطقة ككل.

المصادر نفسها، تؤكد أن الجانب الفرنسي لا يزال على موقفه بضروة حل الأزمة الحكومية مهما يكن وسواء باسم الحريري أو غيره في اطار بنود التسوية الشاملة، والتي تعد مشاركة حزب الله السياسية جزء أساسي فيها، على قاعدة أن الحل في لبنان يجب أن ينسجم مع كافة مكونات المجتمع اللبناني ودون تغييب أي طرف، إضافة الى أن الأمركيين باتوا مقتنعين بهذا الأمر وبأن لا امكانية لعكس ذلك، ولو أنهم يطمحون دائما الى زعزعة استقرار بيئة حزب الله تحديدا، الا أن الثابت هو عدم الذهاب نحو الفوضى وسط تسويات النفط وتوزيع النفوذ التي  بدأت في سوريا والعراق ولبنان.

وتكشف المصادر عن امتعاض دولي من تملص الحريري من التسوية، رغم كل التطمينات التي قدمت له لاسيما على المستوى الفرنسي، وعلمه بأن الجانب الروسي لن يدعم أي تسوية لا تشكل أرضية لمشاركة كافة الأفرقاء، لا بل مستعد لدعم أي حل ولو كان في إطار "المواجهة" وهذا ما سمعه مباشرة من موسكو. وبالتالي على الرئيس الحريري التفكير جيدا قبل المضي في المواجهة، ومراقبة ما حدث مع الأكراد شمال سوريا، فالتغريد خارج سرب التسوية لن يجدي نفعا، بل سينعكس حكما وبصورة سلبية على شارعه ومناصريه.

 بالمقابل، تشير المصادر الى ان حزب الله لا يزال في حالة ترقب لجهة القرارات السياسية، الا انه يعمل جاهدا على تأمين بيئته لمواجهة أي انهيار إقتصادي قادم، اذا ما استمر التأزم الحكومي على ما هو عليه. فالأكيد أن حزب الله لن يقدم أي تنازلات تتعلق باقصائه من المشهد السياسي وفرض أي أمر واقع عليه دون سلة تسوية شاملة متكاملة.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa