على وقع اجتماع باريس بين الدعم المالي والمعنوي.. لبنان يترقّب الانهيار

10/12/2019 07:14PM

دخل لبنان مرحلة الخطر. فالمؤشرات الآنية تشير إلى أن بداية عام 2020 ستكون بالغة الدقة والحذر مع احتمال وقوع اي انهيار اقتصادي واجتماعي وأمنيّ. وبالتالي البلد قد يسير نحو الفوضى. 

وبعد طول انتظار، تعقد مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان اجتماعا في باريس غدا على مستوى الامناء العامين لوزارات الخارجية برئاسة مشتركة فرنسية عبر وزير الخارجية جان ايف لو دريان واممية عبر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وفي حضور الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي وسفير الجامعة في باريس بطرس عساكر لمناقشة الوضع في لبنان وسبل دعمه. إلا أن المعطيات تؤكد أن الاجتماع سيقتصر على دعم معنوي لا مادي كما يعتقد البعض، إذ الهدف منه التأكيد على وقوف الدول الخارجية إلى جانب لبنان ضمن شروط أصبحت معروفة ألا وهي تشكيل حكومة اختصاصيين تحظى بثقتهم وثقة اللبنانيين كما المغتربين. من جهة أخرى، يختلف بعض  الدبلوماسيين في آرائهم حول مشهدية "شد الحبال" في التعاطي نع الأزمة الحكومية. إذ يرى البعض منهم أن اصرار المجتمع الدولي وبعض الجهات السياسية اللبنانية على تشكيل حكومة تكنوقراط هي محاولة لوضع فيتو على تمثيل حلفاء العهد في الحكومة وإضعافهم، وبالتالي اجتماع غد ليس إلا صِوريا و"ضحك على الدقون". بينما يعتبر البعض الآخر أن لبنان وصل حتما إلى مرحلة خطيرة لا يمكن التخلص منها سوى بحكومة انقاذية متمثلة باختصاصيين قادرة على النهوض. 

ولكن هل يحتمل لبنان المزيد من "شد الحبال"؟ وماذا ينتظر اللبنانيين في الأيام المقبلة؟ 

وفي ضوء ذلك، يؤكد  رئيس هيئة تنمية العلاقات اللبنانية الخليجية ايلي رزق أن الكرة الآن ليست بملعب المجتمع الدولي إنما في ملعب القوى السياسية كافة والتي هي مسؤولة عن ما آلت إليه الاوضاع اليوم.

وفي حديث للـ"السياسية"، يلفت رزق إلى أن لبنان ليس بحاجة إلى المجتمع الدولي وهو قادر على جذب استثمارات طبعا إذا توافر عامل الثقة بالقوى السياسية الحاكمة، معتبرا أن هناك عدة مقومات وقطاعات بإمكانها بسهولة جذب الاستثمارات اللازمة وتكبير حجمها، الا ان المشكلة هي فقدان الثقة لجهة قدرة القوى الحاكمة على القيام بواجباتها او لعدم معرفتها أو خبرتها أو كفاءتها. 

"لا بد أن نتحضر كشارع ومعارضة للذهاب نحو انتخابات نيابية مبكرة"، يقول رزق، وذلك لتغيير كافة القوى السياسية الحالية وانتخاب أصحاب قرار مستقلين اختصاصيين قادرين على تلبية تطلعات الشعب اللبناني والخارج لإعادة كسب الثقة الداخلية والخارجية وللقدرة على مواجهة كافة التحديات الاقتصادية. 

كما يشدد على انه "لا يمكن الضحك على اللبنانيين، فالحكومة السابقة كانت تحوي على مجمل وزراءها من أصحاب الكفاءة والخبرة إلا أنهم كانوا يمثلون صناعة القرار وليس تنفيذ القرارات وبالتالي الحكومة السابقة هي حكومة تكنوسياسية.

أما من الناحية الاقتصادية، يؤكد رزق أن "لبنان في خضم مرحلة الانهيار والفوضى الاقتصادية وعلينا المقاومة وعدم الانزلاق نحو الافلاس، كما العمل على جذب استثمارات لتحسين وتكبير اقتصاد لبنان". 

ويرى أنه "من المعيب أن نطلب أموالا من المجتمع الدولي ونحن نعلم أنهم فقدوا الثقة بنا وخاصة أن السلطة لا زالت لا تحترم استحقاقاتها الدستورية"، مشيرا إلى أنهم لا زالوا يعلبون الاستشارات النيابية الملزمة كما يعلبون الانتخابات الرئاسية وحوّلوا النظام الديمقراطي إلى نظام ديمقتاتوري أي دمقراطي الشكل إنما ديكتاتوري المضمون.

في المقابل، ولجهة انعكاي اجتماع غد على الوضع السياسي، يلفت عضو تكتل الجمهورية القوية النائب عماد واكيم الى ان "اجتماع مجموعة الدعم الدولية غدا هي نفسها التي وضعت مقررات "سيدر" وبالتالي المطالب معروفة وهي تنطبق على مطالب الثوار كما مطالب حزب القوات اللبنانية ألا وهي مكافحة الفساد، وإستعادة الثقة وتحسين جودة ادارة الدولة، وبالتالي هذا الاجتماع هو ليس سوى دعم معنوي وجرعة أمل والحث تجاه تشكيل حكومة لائقة".  

وعن الاستشارات النيابية المقرر عقدها الاثنين المقبل، يلفت  واكيم في حديثه للـ"السياسة إلى انه "منذ 2 أيلول الماضي حين عقد الاجتماع الاقتصادي في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، شدد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على وجوب تشكيل حكومة مستقلة وتكنوقراط قادرة على العمل بعيدا عن الضغوطات السياسية لتحسين الوضع الاقتصادي".  

واكد واكيم ان "طرح اسم رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري اليوم  لا يكفي، إذ نحن لا نريد صورة عن الحكومة السابقة"، مشيرا إلى أن "حكومة تصريف الأعمال كانت شبية لحكومة تكنوسياسية باعتبار أن معظم وزراءها اختصاصيين إلا أنهم محازبين". ويضيف: "في حال كانت الاستشارات الملزمة هي لاختيار رئيس لحكومة مستقلة حينها يمكن العدول عن موقفنا الراهن وذلك لانقاذ لبنان".


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa